​التركيز على التعليم لمكافحة التهميش.. أولويات جديدة لنساء المهرة

> علاء محمد

>
​حرّكت الظروف والأوضاع التي أنتجتها الحرب في اليمن، المياه التي كانت راكدة في بعض المجتمعات المحلية التي تتميز بتعقيدات متشابكة في العادات والتقاليد والأعراف، والتي فرضت سياجًا حديديًّا من الانغلاق، وكانت المرأة ومختلف الفئات الضعيفة أبرز ضحايا هذا الانغلاق والتعقيدات المتشابكة.

هكذا تعيش محافظة المهرة، على وقع حراك مجتمعي تسعى فيه المرأة للتعبير عن نفسها وإثبات وجودها في كل المجالات، حيث لقي توجّه تعليم المرأة تشجيعًا غير مسبوق من قبل المجتمع المحلي، عزّز ذلك تنامي التنافس بين الأطراف والدول الإقليمية المحيطة بالبوابة الشرقية للجمهورية اليمنية، لاستقطاب المجتمع المهري بهدف ضمان مصالح تلك الأطراف والدول.

ويبلغ عدد النساء في محافظة المهرة (شرقي اليمن)، أكثر من 40 ألف نسمة، بحسب بيانات صادرة عن إدارات مختصة بالمرأة في السلطة المحلية بالمحافظة، اطلعت عليها "خيوط"، تعمل بعضهن في الزراعة والرعي، والبعض الآخر في مشاريع تجارية ومشاريع الحرف اليدوية، وخلال سنوات الحرب الجارية في اليمن منذ العام 2015، التحقت العديد من النساء المهريات بالمدارس والجامعات والاتجاه للعمل المدني ومناصرة حقوق وقضايا النساء.

مديرة إدارة تنمية المرأة في محافظة المهرة، لبنى كلشات، تؤكّد في تصريحات خاصة لـ"خيوط"، أنّ هناك إقبالًا متزايدًا في المهرة على التعليم من قبل الفتيات في المحافظة، والتي تعتبرها ظاهرة إيجابية محفزة لعمل بحوث ودراسات تشجع على التعليم، إذ قامت إدارة تنمية المرأة في هذا الخصوص بإعداد دراسة تحاول من خلالها ملامسة الواقع التعليمي بشكل كبير، ورفد المكتبة البحثية في محافظة المهرة ليستفيد منها المختصون بهذا الجانب.
  • تلمس طريق الإبداع
بالرغم من تساوي الفرص بين المرأة والرجل في مجالات التعليم والعمل، بالإضافة إلى حقوقها السياسية في الترشح والانتخاب، فإنّ المرأة، بحسب كلشات، ما زالت تعاني من مظلومية تهميشها في المشاركة القيادية والمناصب الوزارية ومواقع صنع القرار في مختلف المجالات، وهذا ينطبق على النساء في اليمن عمومًا، وفي المهرة بشكل خاص.

وبخصوص أولويات النساء في المهرة في الوقت الراهن، تشير مديرة إدارة تنمية المرأة في المهرة، إلى اختلاف أولويات النساء في المحافظة الواقعة شرقي اليمن في الآونة الأخيرة، فقد كان للمرأة المهرية حضور ملفت على مقاعد الدراسات العليا، بالإضافة إلى الطموح البارز للمشاركة في صنع القرار من خلال التواجد الذي بات يتكثّف يومًا بعد يوم داخل الدوائر والمؤسسات الحكومية، فضلًا عن النشاط الاجتماعي الملحوظ في المنظمات والجمعيات الإنسانية والحقوقية، بالإضافة إلى بروزهن في النشاط التجاري داخل المحافظة.

كون المهرة جزءًا مهمًّا وحيويًّا من اليمن، فقد تأثر أهلها بشكل كبير، وخاصة النساء، حيث انخرط الكثير منهن في العمل الإنساني، سواء كان ذلك في إطار منظمات أو بمجهودات خاصة لمعالجة أوضاع النازحين الذين قصدوا المحافظة هربًا من الحرب، وفق لبنى كلشات، والمساعدة في تحسين أوضاع الأسر الفقيرة.

تدعو كلشات نساء المهرة إلى مواصلة مسيرة النهوض بدورهن الريادي والتنموي في المجتمع، وأن يتلمسن طريقهن بثقة نحو القمة لبناء مجتمع قوي، تتنوع فيه الإبداعات لصياغة سياسات أكثر تطورًا في مختلف المجالات.

وتقول إنّ إدارة تنمية المرأة نفّذت العديد من الأنشطة والمهام التي تساعد النساء في المهرة على أن يكنَّ منتجات، لا عالة على المجتمع، وتمكينهن اقتصاديًّا، حتى في المجال السياسي، إضافة إلى الاهتمام بالجانب التنموي، والذي شهد مؤخرًا تنظيم دورات تأهيلية لنساء قياديات من المهرة من أجل بناء السلام، يأتي ذلك بالرغم من الصعوبات التي يتم مواجهتها وقصور الدعم عند تنفيذ بعض الأنشطة الإدارية.
  • تأثير الأوضاع الراهنة
خلال سنوات الحرب، بزغ نجم العديد من القيادات النسوية في محافظة المهرة اللاتي عملن على مناصرة حقوق المرأة هناك، ومن بين تلك القيادات الأكاديمية والتربوية "لبنى صالح كلشات"، الشابة التي ترأس تحرير "ذهيت"، وهي أول مجلة متخصصة بالنساء في محافظة المهرة، إلى جانب عملها في منصب مديرة إدارة تنمية المرأة في المحافظة، كما تم اختيار كلشات شخصية العام 2021، في مديرية قشن المهرية؛ نظرًا لرعايتها المتواصلة لقضايا وحقوق النساء هناك.

وتتحدث كلشات لـ"خيوط"، عن تأثير الحرب في اليمن منذ ما يزيد على سبع سنوات، على حياة المرأة المهرية، بالنظر إلى تأثيرها الواضح والجذري على اليمن، وعلى حياة اليمنيين بشكل عام.

وكون المهرة جزءًا مهمًّا وحيويًّا من اليمن، فقد تأثر أهلها بشكل كبير، وخاصة النساء، حيث انخرط الكثير منهن في العمل الإنساني، سواء كان ذلك في إطار منظمات أو بمجهودات خاصة لمعالجة أوضاع النازحين الذين قصدوا المحافظة هربًا من الحرب، وفق لبنى كلشات، والمساعدة في تحسين أوضاع الأسر الفقيرة.

كما كان للحرب الدور الكبير في قرار خروج النساء بشكل أكبر للعمل والمساهمة في تحسن دخل أسرهن والتغلب على الصعوبات الاقتصادية التي طالت مستوى المعيشة، وهذا لم يكن حاصلًا في المهرة سابقًا على وجه الخصوص، واليمن بشكل عام.
وتظل أمنية لبنى كلشات، وهي أمنية مشتركة لليمنيين نساءً ورجالًا، أن تَصْدُق مؤشرات انتهاء الصراعات في اليمن، ويتحقق السلام ليبدأ عصر التنمية وبناء الإنسان.
  • من هي لبنى كلشات؟
وُلِدت وترعرعت في الغيظة عاصمة محافظة المهرة، حصلت على شهادة الثانوية العامة عام 2006، وواصلت تعليمها الجامعي حتى حصلت على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية للعام 2012/2011، ثُمّ على درجة الماجستير في التربية وعلم النفس، تخصص مناهج وطرائق التدريس للعام الدراسي 2021/2020، كما درست مهارات تقنية المعلومات من كامبردج، وفي السلك الوظيفي الحكومي تم تعيينها مديرًا عامًّا لإدارة تنمية المرأة في محافظة المهرة، وعضوة في العديد من اللجان والهيئات، أهمها: اللجنة الحكومية الاستشارية لتعزيز الحكم المحلي، ولجنة تعزيز الاستقرار في اليمن، وصندوق التنمية البشرية، وتعمل حاليًّا على دراسة وتحضير شهادة الدكتوراة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى