مراقبون: السلام الذي تنشده صنعاء ملغوم وقد يصطدم باستئناف الحرب

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> قال مراقبون للشأن اليمني إن السلام الذي تعرضه جماعة الحوثي "ملغوم" ويستند على مبدأ الإقرار بالأمر الواقع في الشمال الخاضع كليا لسيطرة الجماعة.

ويوضح المراقبون أن خطاب السلام الذي حملت الجماعة، خلال استعراض عسكري بمناسبة ذكرى اجتياح صنعاء، هو رسالة بأن الجماعة منفتحة على جميع الخيارات ومن بينها استئناف الحرب، وأنها اليوم في وضع قوة يسمح لها بفرض شروطها للتسوية، أو العودة للقتال.

وقال رئيس المجلس السياسي، أعلى سلطة في صنعاء، مهدي المشاط إن جماعته "حريصة على السلام والانفتاح على كل الجهود، ومستعدة لتبادل معالجة المخاوف وضمان المصالح المشروعة مع محيطنا العربي والإسلامي ومع كل دول العالم"، وفق ما نقلت وكالة "سبأ" بنسختها التي تديرها جماعة الحوثيين.

وتتهم الحكومة اليمنية الشرعية والتحالف العسكري العربي الداعم لها، بقيادة الجارة السعودية، الحوثيين بالسيطرة على محافظات يمنية خدمة لمصالح حليفتهم إيران.

ودعا القيادي الحوثي في خطاب له من سماهم قيادة الحرب في الجانب الآخر (التحالف والحكومة اليمنية) إلى الانتقال المشترك من إستراتيجيات الحرب والسياسات العدائية إلى إستراتيجيات السلام، وطالب بإنهاء الحرب بشكل كلي ومعالجة آثارها وتداعياتها والتعاون في إصلاح ما أفسدته.

واعتبر أن سلوك المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة "سلوك معيق ومحبط لإنجاز السلام"، ودعاهم لدعم خيارات السلام الجاد والحقيقي، قائلا "السلوك الأممي لا يساعد أبدا على بناء الثقة وتحقيق السلام بقدر ما يدخل ضمن العوامل المباشرة التي تقف وراء إطالة أمد الحرب".

ويأتي خطاب المشاط بالتزامن مع الهدنة الأممية السارية في البلاد، والتحركات الدبلوماسية لضمان تمديد جديد لها، حيث تنتهي الهدنة في الثاني من أكتوبر المقبل.

وكشف المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينج عن وجود رغبة لدى الولايات المتحدة في تمديد الهدنة باليمن لمدة ستة أشهر.

وقال ليندركينج في تصريحات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن "هناك بعض المؤشرات الإيجابية، في الحقيقة هناك هدنة سارية منذ الثاني من أبريل الماضي، ويتم تمديدها كل شهرين".

وأضاف "أعتقد أننا جميعا، بما يشمل الشعب اليمني وأطراف الصراع، نشعر بالمزيد من الأمل الآن، نحن بحاجة إلى الانتقال إلى المستوى التالي، ليس فقط لتجديد الهدنة لشهرين، ولكن لهدنة أوسع، ربما لمدة ستة أشهر، وهذا ما تود واشنطن أن تراه".

ولفت ليندركينج إلى أن هناك "تحركات للحوثيين ضد شروط الهدنة، سواء من خلال إعاقة دخول النفط أو الهجمات في تعز"، داعيا الحوثيين إلى "فتح الطريق في تعز"، ويرى متابعون أن تصريحات المسؤول الأميركي تتماهي في جزء كبير منها مع ما يطالب به الحوثيون، على الرغم من انتقاده لهم.

ويشير المراقبون إلى أن دعوة ليندركينج إلى رفع جميع القيود على موانئ الحديدة بشكل غير مباشر، وإثارته لملف رواتب الموظفين، هي مطالب سبق وأن طرحتها جماعة الحوثي كشرط لتمديد الهدنة الحالية.

وأكد المبعوث الأميركي على أن "الهدنة هي الطريق الأمثل للوصول في نهاية المطاف إلى حل المسائل الصعبة المتعلقة بالحكم وتقسيم الموارد في اليمن، لذلك نريد أن نتحرك بسرعة كبيرة للوصول إلى هذه المرحلة".

ومن جهة أخرى أشار إلى أن "طهران لعبت على مدار السنوات الخمس الماضية دورا سلبيا في اليمن، لكن لديها الآن فرصة للعب دور بنّاء"، مضيفا أن "إيران هرّبت أسلحة إلى اليمن، في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن حظر الأسلحة".

وشدد ليندركينج على أنه "يجب أن يتوقف تهريب الأسلحة إلى اليمن، خصوصا أن هناك موقفا دوليا موحدا تجاه ما يحدث في اليمن".

وأضاف "سعدنا بترحيب طهران بالهدنة"، مؤكدا أن "أمام إيران الآن فرصة للشروع في دور بنّاء بهذه الأزمة، وأعتقد أننا سنرحب بذلك إذا رأينا دليلا عليه".

ويستبعد مراقبون أن تقدم طهران على أي خطوات لدفع الجماعة اليمنية الموالية لها على أي تنازلات من أجل السلم، في ظل سعيها لتوظيف هذه الورقة في لعبة الابتزاز التي تمارسها على المجتمع الدولي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى