​بوتين يعلن انضمام 4 أقاليم أوكرانية إلى الاتحاد الروسي

> موسكو«الأيام» وكالات:

> أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، انضمام مناطق زابوروجيا وخيرسون ودونيتسك ولوجانسك الأوكرانية إلى الاتحاد الروسي، معتبراً "أن الناس اتخذوا خيارهم في الاستفتاء".

ووقع بوتين في الكرملين اتفاقيات انضمام المناطق الأربعة إلى الاتحاد الروسي. وأضاف: "باتت لدينا الآن 4 أقاليم جديدة في روسيا.. واختيار الناس للانضمام إلى روسيا مرتبط بالتاريخ".

وأعرب عن ثقته بأن الجمعية الفيدرالية "ستدعم القوانين الخاصة بانضمام أراضٍ جديدة إلى روسيا".

وتابع بوتين: "سوف نتذكر دائماً أولئك الذين لم ينخرطوا في انقلاب النازية الجديدة بأوكرانيا في عام 2014. وأولئك الذين سقطوا في العمليات العسكرية الخاصة هم أبطال روسيا العظيمة".

مستعدون للمحادثات

وأعرب الرئيس الروسي عن استعداد بلاده للعودة إلى المحادثات داعياً كييف إلى وقف العمليات والعودة لطاولة التفاوض.

وقال بوتين إن التفاوض هو الطريق الوحيد إلى السلام، مطالباً كييف بـ"احترام خيار" دونيتسك ولوجانسك وزابوروجيا وخيرسون.

وشدد على أن موسكو ستدافع عن أراضيها "بكل الوسائل الممكنة".

وأجرت روسيا ما سمتها استفتاءات في 4 مناطق تحتلها بشكل جزئي في أوكرانيا هي دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوروجيا، وأعلنت لاحقاً أنّ المناطق أبدت تأييداً كاسحاً للانضمام إلى روسيا.

لا نسعى لإعادة الاتحاد السوفيتي

ونفى بوتين سعيه لإحياء الاتحاد السوفيتي، واعتبر أن الناس انفصلوا عن "موطنهم الأم عندما تفكك الاتحاد السوفيتي"، في إشارة لسكان الأقاليم الأربعة التي أعلن انضمامها لموسكو.

وأردف: "هناك ملايين من الناس يعتبرون أنفسهم جزءاً من روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ولا يمكننا العودة إلى الماضي وتغيير حقيقة انهيار الاتحاد السوفيتي لكن المواطنين قرروا مصيرهم".

وزاد: "مواطنو خيرسون وزابوروجيا ودونيتسك ولوجانسك سيصبحون مواطني روسيا إلى الأبد".

ومضى قائلاً: "آخر زعماء الاتحاد السوفيتي دمروا بلدنا العظيم ووضعوا الشعب أمام الأمر الواقع ولم يفهموا العواقب".

زعماء مناطق زابوروجيا وخيرسون دونيتسك ولوجانسك في الكرملين قبل توقيع اتفاقيات الانضمام إلى روسيا- صحيفة "كوميرسانت".

القيم الروسية

وتعهد الرئيس الروسي بالدفاع عن "الأرض والقيم" الروسية، مشيراً إلى أن الغرب يخشى الثقافة الروسية.

واتهم بوتين الولايات المتحدة وحلفاءها بشن "حرب بشتى الوسائل" ضد روسيا والإدارات الانفصالية التي تدعمها في شرق أوكرانيا.

وقال إن الغرب حنث بوعوده لروسيا وليس لديه الحق الأخلاقي في الحديث عن الديمقراطية، وإن دول الغرب تتصرف كدول إمبريالية كما كانت "على الدوام".

وأردف: "لقد سقطت أقنعة الغرب الذي حاول في عام 1991 أن يفتت روسيا ويحولها لشعوب متحاربة. الغرب ينتهج سياسة الاستعمار الجديد من أجل الهيمنة على العالم وإسقاط الأنظمة". ومضى بالقول: "لقد أنهى الغرب بازدواجية معاييره كافة الاتفاقيات والمواثيق".

ونوه إلى أن الغرب يقسم العالم إلى "عالم متحضر" و"بقية العالم" وإلى "عالم أول" و"عوالم أخرى"، مضيفاً: "الغرب يقول دائما إنه يحمي ويدافع عن النظام والقواعد، ولكن من أين أتت هذه القواعد؟ معايير مزدوجة مصممة للحمقى".

وتابع: "نفخر بأننا كنا جزءاً من الحركة العالمية لتحرير الشعوب والدول خلال القرن العشرين... وحضارتنا تستند إلى ديانات اليهودية والمسيحية والإسلام والبوذية وتستند إلى الفكرة والكلمة الروسية".

واتهم بوتين الولايات المتحدة بأنها "ما زالت تحتل ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وتتنصت على زعمائهم". وشدد على أن الغرب لن ينجح في ترهيب روسيا.. و"رُهاب الروس" في الغرب ما هو إلا عنصرية.

وذكر أن قصف هيروشيما وناجازاكي والغارات "الوحشية" على فيتنام كان يهدف إلى "ترهيب روسيا".

هجوم على روسيا

وقال الكرملين إنه سيعتبر الهجمات ضد أي جزء من مناطق أوكرانية توشك روسيا على ضمها أعمالاً عدوانية ضد روسيا نفسها.

وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين أن روسيا ستضم "بحكم القانون" أجزاء من أوكرانيا لا تخضع لسيطرة القوات الروسية ضمن تحركاتها لضم 4 مناطق في أوكرانيا.

وفي وقت سابق الجمعة،  قال رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) فياتشيسلاف فولودين، وهو حليف رئيسي لبوتين، عبر القناة الرسمية لمجلس الدوما على تليجرام، إن بوتين أبلغ البرلمان بتلقي "طلبات رسمية من هذه المناطق".

في المقابل، تقول أوكرانيا إنها ستسعى لاستعادة أراضيها، إذ صرح ميخائيلو بودولياك مستشار زيلينسكي لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية بأن "الاستفتاءات ليس لها أثر قانوني، وبموجب القانون الدولي فإن المناطق هي أراضٍ أوكرانية وستظل كذلك، وأوكرانيا مستعدة لفعل أي شيء لاستعادتها".

وأضاف: "لقد كان تصويتاً صورياً، شارك فيه عدد قليل من الناس. وحتى من ذهبوا للتصويت، فقد كان هذا تحت تهديد السلاح".

وقال زيلينسكي في خطاب مساء الخميس: "لا يزال من الممكن وقفها (الحرب). ولكن لإيقافها يتعين علينا أن نوقف ذلك الشخص في روسيا الذي يريد الحرب أكثر من الحياة".

إدانات غربية وأممية

وعلى الجانب الآخر، تؤكد الحكومات الغربية وكييف أن التصويت جرى تحت تهديد السلاح ولا يمثل سكان المناطق، فضلا عن أنه ينتهك القانون الدولي.

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية ليز ترَس، الجمعة، إنه "لا يمكن السماح للرئيس الروسي بتغيير الحدود الدولية بالقوة"، مضيفة: "لن نقبل أبداً بمناطق دونتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا إلا كأراضٍ أوكرانية".

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأمر بأنه "تصعيد خطير" من شأنه أن يقوض آفاق السلام. وقال جوتيريش للصحافيين الخميس، "أي قرار للمضي في الضم... لن تكون له أي قيمة قانونية ويستوجب الإدانة".

في المقابل، اعتبرت البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة أنّ بيان الأمين العام للمنظمة الدولية بشأن عدم الاعتراف بالاستفتاءات لضم 4 مناطق في أوكرانيا إلى روسيا، يعد مثالاً على "ازدواجية المعايير".

وغزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير، فيما وصفتها بأنها عملية عسكرية خاصة. وخلّفت العملية العسكرية عشرات الآلاف من الضحايا، وتركت مدناً أوكرانية حطاماً وتسببت في أكبر مواجهة بين روسيا والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في 1962.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى