> أحمد عقل
بعد انتهاء فترة الهدنة في اليمن، أمس الأحد، المستمرة منذ ستة أشهر، والتي تم تمديدها مرتين، وإعلان الحوثيين عن "وصول تفاهمات الهدنة لطريق مسدود"، تطرح تساؤلات عن السيناريوهات والبدائل المتوقعة، وسط دعوات عربية وأممية ودولية لضرورة تمديدها وتوسيعها منعا لعودة القتال.
وقال الحوثيون في بيان صدر مساء السبت، إن هناك تأخير في فتح مطار صنعاء وتأخير متعمد للسفن لفترات طويلة بقصد زيادة الكلفة في ميناء الحديدة، ومشاكل تتعلق بصرف رواتب الموظفين ومعاشات المتقاعدين، ومشاكل بملف الأسرى والمعتقلين، وفتح الطرق في تعز وعموم المحافظات، وقضايا أخرى.
وأضاف بيان الحوثيين "خلال ستة أشهر من عمر الهدنة لم نلمس أي جدية لمعالجة الملف الإنساني، وللأسف اتضح أن دول العدوان بعد أن استنفدوا كل أوراقهم لم يعد أمامهم إلا استهداف معيشة الشعب اليمني".
وفي إطار السيناريوهات المتوقعة، قال المحلل السياسي اليمني، طالب الحسني، إنه "بعد أن قال الحوثيون إن الهدنة وصلت إلى طريق مسدود، فأن ذلك يعني أن هناك بعض الشروط للموافقة على استمرارها، وفي مقدمتها ملف رواتب الموظفين".
وأضاف الحسني في حديث لموقع "الحرة" أن "الشروط الحوثية تنحصر في حل المشاكل الاقتصادية ورفع الحصار، ولن يكون هناك تمديد للهدنة في حال عدم حل هذه المشاكل".
وتابع: "أعتقد أن التحالف سيلبي شرط دفع المرتبات للموظفين لتمديد الهدنة، لأنه ليس شرطا كبيرا أو تعجيزيا حتى يتهرب منه التحالف وتعود الحرب، واستبعد عودة القتال، لأن التحالف بحاجة ماسة إلى الهدنة، وهو يعلم أن هناك استعداد كبير جدا من الحوثيين للعودة إلى القتال".
وجاء في بيان الحوثيين: "أصبح رهانهم (التحالف) على الورقة الاقتصادية واستمرار الحصار رهانا واضحا بعد أن أفلست كل رهاناتهم العدوانية الأخرى، وصار من الواضح أن رغبتهم ليس السلام".
وقال الحميدي في حديثه لموقع "الحرة" إن "بيان جماعة الحوثي لا يخرج عن مسارين، المسار الأول قد يكون بيانا انتهازيا وابتزازيا إذا جاز التعبير، للحصول على مزيد من الضمانات وتحقيق المزيد من الشروط، مثل ما عهدنا في الهدنتين الأولى والثانية".
وأضاف أن: "المسار الثاني قد يعني أن جماعة الحوثي ربما تريد استغلال الظروف لدى معسكر الشرعية، خاصة أن هناك خلاف داخل مجلس القيادة الرئاسي باعتراف رئيسه، رشاد العليمي، وذلك لتحقيق مكاسب على الأرض لتستفيد منها على الطاولة (المفاوضات)".
وتابع: لكن أرجح المسار الأول، لأن جماعة الحوثي بحاجة لأن تقدم صورة إيجابية إلى المجتمع الدولي، ولا تريد أن تخسر التصريحات الإيجابية التي حصلت خلال الفترة الماضية".
وأضاف أنه "فيما يتعلق بالأهداف الداخلية، سيكون هناك محاولة لاستعادة الأراضي التي يوجد بها النفط والغاز (حضرموت ومأرب مثالا)، وفك الحصار".
وأشار المحلل السياسي اليمني إلى أن "العروض العسكرية التي أقامها الحوثيون في صنعاء قبل أيام، تبعث برسائل في هذا الشأن"، وقال إن "عرض صواريخ وأسلحة بحرية وصواريخ برية، تؤشر إلى شكل أي معركة مقبلة، وأن الحرب ستكون مختلفة تماما".
ولفت الحسني إلى أن "حرب التحرير هي حرب حتمية، وخاصة تحرير المحافظات الجنوبية والنفطية، ولا بد أن نصل إلى هذا السيناريو في المستقبل حتى لو تم تمديد الهدنة لأشهر مقبلة".
وفي سبتمبر الماضي، "استعرض الحوثيون قوتهم العسكرية في عرض ضخم نظمته الجماعة المدعومة من إيران بالعاصمة اليمنية صنعاء في الذكرى الثامنة لسيطرتها عليها، شمل أسلحة جديدة واستراتيجية لم يكشف عنها سابقا"، وفقا لفرانس برس.
بدوره أشار الحميدي إلى أن "الأعمال العسكرية لم تتوقف نهائيا خلال الهدنة بل خفت عن السابق".
وقال إن "هناك اشتباكات مستمرة بين الطرفين وإن كانت بنسبة أقل، وخاصة في محور تعز، وقد تكون هناك هدنة مؤقتة على محور مأرب، لكن باعتقادي يمكن أن تعود هذه الاشتباكات العسكرية في حال فشل الهدنة".
وأضاف أن "جماعة الحوثي ترى في الهدنة مناسبة للانفتاح على المجتمع الدولي، ولإعادة ترتيب صفوفها، ولا يمكن الاستهانة بخسائرها البشرية على محور مأرب، وبالتالي هي بحاجة لالتقاط أنفاسها".
وأوضح أن "الخيار العسكري يمكن أن يعود ولكن بشكل محدود".
ويدور نزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات الحكومة يساندها تحالف عسكري بقيادة السعودية، وتسببت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.
لكن منذ الثاني من أبريل، سمحت الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة بوقف القتال واتخاذ تدابير تهدف إلى التخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للسكان، في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي الذي كان يستقبل فقط طائرات المساعدات منذ 2016، ما مثل بارقة أمل نادرة بعد حرب مدمرة.
وخلال فترة الهدنة، تبادلت الحكومة اليمنية والمتمردون اتهامات بخرق وقف إطلاق النار، ولم يطبق الاتفاق بالكامل وخصوصا ما يتعلق برفع حصار المتمردين لمدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.
ودعت عشرات المنظمات الإنسانية والدولية العاملة في اليمن أطراف النزاع إلى تمديد وتوسيع الهدنة مشيرة أنه خلال الهدنة "شهدنا انخفاضا بنسبة 60 % في عدد الضحايا".
*الحرة
وقال الحوثيون في بيان صدر مساء السبت، إن هناك تأخير في فتح مطار صنعاء وتأخير متعمد للسفن لفترات طويلة بقصد زيادة الكلفة في ميناء الحديدة، ومشاكل تتعلق بصرف رواتب الموظفين ومعاشات المتقاعدين، ومشاكل بملف الأسرى والمعتقلين، وفتح الطرق في تعز وعموم المحافظات، وقضايا أخرى.
وأضاف بيان الحوثيين "خلال ستة أشهر من عمر الهدنة لم نلمس أي جدية لمعالجة الملف الإنساني، وللأسف اتضح أن دول العدوان بعد أن استنفدوا كل أوراقهم لم يعد أمامهم إلا استهداف معيشة الشعب اليمني".
وفي إطار السيناريوهات المتوقعة، قال المحلل السياسي اليمني، طالب الحسني، إنه "بعد أن قال الحوثيون إن الهدنة وصلت إلى طريق مسدود، فأن ذلك يعني أن هناك بعض الشروط للموافقة على استمرارها، وفي مقدمتها ملف رواتب الموظفين".
وأضاف الحسني في حديث لموقع "الحرة" أن "الشروط الحوثية تنحصر في حل المشاكل الاقتصادية ورفع الحصار، ولن يكون هناك تمديد للهدنة في حال عدم حل هذه المشاكل".
وتابع: "أعتقد أن التحالف سيلبي شرط دفع المرتبات للموظفين لتمديد الهدنة، لأنه ليس شرطا كبيرا أو تعجيزيا حتى يتهرب منه التحالف وتعود الحرب، واستبعد عودة القتال، لأن التحالف بحاجة ماسة إلى الهدنة، وهو يعلم أن هناك استعداد كبير جدا من الحوثيين للعودة إلى القتال".
وجاء في بيان الحوثيين: "أصبح رهانهم (التحالف) على الورقة الاقتصادية واستمرار الحصار رهانا واضحا بعد أن أفلست كل رهاناتهم العدوانية الأخرى، وصار من الواضح أن رغبتهم ليس السلام".
- بيان انتهازي
وقال الحميدي في حديثه لموقع "الحرة" إن "بيان جماعة الحوثي لا يخرج عن مسارين، المسار الأول قد يكون بيانا انتهازيا وابتزازيا إذا جاز التعبير، للحصول على مزيد من الضمانات وتحقيق المزيد من الشروط، مثل ما عهدنا في الهدنتين الأولى والثانية".
وأضاف أن: "المسار الثاني قد يعني أن جماعة الحوثي ربما تريد استغلال الظروف لدى معسكر الشرعية، خاصة أن هناك خلاف داخل مجلس القيادة الرئاسي باعتراف رئيسه، رشاد العليمي، وذلك لتحقيق مكاسب على الأرض لتستفيد منها على الطاولة (المفاوضات)".
وتابع: لكن أرجح المسار الأول، لأن جماعة الحوثي بحاجة لأن تقدم صورة إيجابية إلى المجتمع الدولي، ولا تريد أن تخسر التصريحات الإيجابية التي حصلت خلال الفترة الماضية".
- القلق من عدم التمديد
وأضاف أنه "فيما يتعلق بالأهداف الداخلية، سيكون هناك محاولة لاستعادة الأراضي التي يوجد بها النفط والغاز (حضرموت ومأرب مثالا)، وفك الحصار".
وأشار المحلل السياسي اليمني إلى أن "العروض العسكرية التي أقامها الحوثيون في صنعاء قبل أيام، تبعث برسائل في هذا الشأن"، وقال إن "عرض صواريخ وأسلحة بحرية وصواريخ برية، تؤشر إلى شكل أي معركة مقبلة، وأن الحرب ستكون مختلفة تماما".
ولفت الحسني إلى أن "حرب التحرير هي حرب حتمية، وخاصة تحرير المحافظات الجنوبية والنفطية، ولا بد أن نصل إلى هذا السيناريو في المستقبل حتى لو تم تمديد الهدنة لأشهر مقبلة".
وفي سبتمبر الماضي، "استعرض الحوثيون قوتهم العسكرية في عرض ضخم نظمته الجماعة المدعومة من إيران بالعاصمة اليمنية صنعاء في الذكرى الثامنة لسيطرتها عليها، شمل أسلحة جديدة واستراتيجية لم يكشف عنها سابقا"، وفقا لفرانس برس.
بدوره أشار الحميدي إلى أن "الأعمال العسكرية لم تتوقف نهائيا خلال الهدنة بل خفت عن السابق".
وقال إن "هناك اشتباكات مستمرة بين الطرفين وإن كانت بنسبة أقل، وخاصة في محور تعز، وقد تكون هناك هدنة مؤقتة على محور مأرب، لكن باعتقادي يمكن أن تعود هذه الاشتباكات العسكرية في حال فشل الهدنة".
وأضاف أن "جماعة الحوثي ترى في الهدنة مناسبة للانفتاح على المجتمع الدولي، ولإعادة ترتيب صفوفها، ولا يمكن الاستهانة بخسائرها البشرية على محور مأرب، وبالتالي هي بحاجة لالتقاط أنفاسها".
وأوضح أن "الخيار العسكري يمكن أن يعود ولكن بشكل محدود".
ويدور نزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات الحكومة يساندها تحالف عسكري بقيادة السعودية، وتسببت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.
لكن منذ الثاني من أبريل، سمحت الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة بوقف القتال واتخاذ تدابير تهدف إلى التخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للسكان، في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي الذي كان يستقبل فقط طائرات المساعدات منذ 2016، ما مثل بارقة أمل نادرة بعد حرب مدمرة.
وخلال فترة الهدنة، تبادلت الحكومة اليمنية والمتمردون اتهامات بخرق وقف إطلاق النار، ولم يطبق الاتفاق بالكامل وخصوصا ما يتعلق برفع حصار المتمردين لمدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.
ودعت عشرات المنظمات الإنسانية والدولية العاملة في اليمن أطراف النزاع إلى تمديد وتوسيع الهدنة مشيرة أنه خلال الهدنة "شهدنا انخفاضا بنسبة 60 % في عدد الضحايا".
*الحرة