الرابطة: القوى السياسية في الشمال ظاهرة صوتية يستخدمها الحاكم

> حاورته/ دعاء نبيل

> سرعان ما تلاشت فرص المضي في مسار العملية السياسية، منذ الانقلاب الذي نفذته جماعة "أنصار الله الحوثية، بالتحالف مع الرئيس السابق على عبدالله صالح، وتلاشت على إثره فرص العودة إلى حوار سياسي في ضوء التمدد المسلح للتحالف الحوثي - الإيراني"، حول مسار العملية السياسية في اليمن واتجاهات الصراع والسلام في اليمن، "الأيام" تحاور الأستاذ فضل محمد ناجي، القائم بأعمال الأمين العام حزب رابطة الجنوب العربي الحر (الرابطة).
  • جذور وأسباب الحرب في اليمن
س 1 - بعد مؤتمر الحوار الوطني الشامل توجهت أنظار الناس حول تطبيق المخرجات، لكن تطلُّع الداخل اليمني تفاجأ بتوقف العمل السياسي واندلاع الحرب، لماذا توقفت العملية السياسية في اليمن واندلعت الحرب؟

ج 1 - توقفت العملية السياسية في اليمن واندلعت الحرب بعد مخرجات الحوار الوطني الشامل وهو في الأصل غير شامل لأن الجنوب العربي لم يشارك فيه، وحتى المكون البسيط الذي شارك فيه، عاد أدراجه ولم يكمل مشاركته، في حين كل معظم قوى الجنوب العربي لم تشارك وقاطعت ذلك المؤتمر.
- مخرجات الحوار وخاصة تقسيم الأقاليم كانت مرفوضة من الحوثيين والإصلاح والمؤتمر، أما الجنوب العربي فهو ضدها شكلاً ومضموناً.
- تحالف عفاش مع الحوثيين ضد الإصلاح وانتقامه من تفجير مسجد الرئاسة وإحراق عفاش وقتل وإصابة عدد كبير من المقربين منه.
- عدم إخضاع الوحدات العسكرية لسيطرة الرئيس عبدربه الذي تم انتخابه في اليمن (الشمال)، ولم يُنتخب في الجنوب العربي، وظلت هذه القوات تنفذ توجيهات عفاش والبعض منها تحولت مع الحوثي.
- صراع إقليمي واستخدام مليشيات الحوثي للسيطرة على صنعاء والتوجه إلى احتلال اليمن (الشمال) والجنوب العربي وبدعم إيراني واضح من خلال إرسال الخبراء وتهريب السلاح والهدف السيطرة على الممرات الدولية وتهديد المنطقة.
- استغل الحوثي والإخونج انتفاضة الربيع العربي عام 2011م ضد حكم عفاش، ووجد الحوثي فرصة سانحة لمواصلة حروبهم السابقة، 6 معارك ما بين 2004 - 2009م استطاع خلالها الحوثي السيطرة على معظم صعدة وتوفر لديهم المال والسلاح والقوات المدعومة من إيران، وهذا دفعهم إلى شن حرب واسعة وبتحالف شيطاني مع عفاش وسيطروا على صنعاء وحتى عدن ومحافظات عديدة.
- طبيعة القوى التقليدية في اليمن (الشمال) عصية على التغيير ولا تقبل بإقامة دولة مدنية تقوم على النظام والقانون وترفض أي اتفاقيات، وسبق أن رفضوا اتفاقيات الوحدة ووثيقة العهد والاتفاق.

س 2: هل كانت هناك ترتيبات واستعدادات عسكرية داخلية وخارجية لإدارة حرب في اليمن؟

ج 2: لا شك بأن هناك ترتيبات واستعدادات عسكرية داخلية وخارجية لقيام تلك الحرب وسبقتها تجهيزات وتحركات إيرانية من خلال تهريب الأسلحة ووصول الخبراء وتضاعف رحلات الطيران من طهران إلى صنعاء، ووصول الخبراء ومقاتلين من حزب الله اللبناني، وتم ضبط أكثر من سفينة إيرانية تهرب الأسلحة منذ 2009م وتجهيزات قنوات إعلامية تبث من بيروت، وما السقوط الدراماتيكي للعاصمة صنعاء بطريقة غريبة وبدون مقاومة إلا تأكيد بأن هناك تآمرا داخليا من قيادات عسكرية تابعة لعفاش سهل للحوثي إسقاط صنعاء، وللتأكيد على ضلوع إيران هي تصريحات قادتهم عندما قالوا: سقوط العاصمة العربية الرابعة صنعاء، وأصبحت تحت سيطرتهم.

س 3: هل كان قرار إعلان الستة الأقاليم، من ضمن الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحرب في اليمن؟

ج 3: الأقاليم الستة لم يتوافق عليها داخل مؤتمر الحوار، بل الرئيس عبدربه أصدر قرارا بها بعد المؤتمر، تلبية لأهداف تحالف الاحتلال اليمني، ومعظم القوى رفضتها وخاصة الحوثي الذي اعتبر أن إقليمهم أزال مغلق ومحاصر، يضم (عمران، ذمار، المحويت، صعدة) ليس فيه موانئ ولا نفط ولا غاز، وقوى اليمن الأخرى ترفض الأقاليم لأن هدفها السيطرة على الثروة والجبايات.

والجنوب العربي في الأصل غير موافق على مؤتمر الحوار ولم يشارك فيه عدا قلة لا تمثل الجنوب وانسحبوا أيضاً، والجنوب هدفه التحرير والاستقلال وإقامة دولة الجنوب العربي الفيدرالية، ويرفض البقاء في الوحدة وتحت أي مسمى.

س 4: بعد صدور القرار 2140 من مجلس الأمن الدولي حول اليمن هل تلمست عناية حثيثة من مجلس الأمن الدولي في تطبيق بنود القرار وخاصة في الجزء المعني بالعقوبات أمام المعرقلين لسير مرحلة الانتقال الديمقراطي في اليمن؟

ج 4: قرار مجلس الأمن 2140 اتخذ بالإجماع في 26 فبراير 2014م، واحتوى على 13 مادة، أهمها دعم مخرجات الحوار والتطبيق الكامل والفوري للانتقال السياسي، وعقوبات تحت البند السابع ضد الأفراد والكيانات التي تهدد السلام والأمن والاستقرار وتجميد أموالهم، والقلق من الإرهاب، وتراقب انتهاك توريد السلاح وحظر السفر، ويدعمها فريق خبراء دولي.

للأسف، لم نلمس أي عقوبات فاعلة لتنفيذ القرار 2140 وكل القرارات الأخرى، وتم تغيير 4 مبعوثين دوليين، وبالتالي لم تعد هذه القرارات والمرجعيات صالحة ويجب التعامل مع الواقع الذي تشكل على الأرض.
إن الهراوة الدولية لم تكن كافية بسبب تنازع النفوذ والمصالح الدولية والإقليمية وخاصة التدخلات الإيرانية.

س5: تشكلت لجنة أممية معنية بمتابعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني للعام 2013م، إلى أين انتهى دورها؟

ج5: مخرجات الحوار لم تلقَ طريقها إلى التنفيذ، ومخرجات الحوار استبدلت باتفاق السلم والشراكة الذي فرضه الحوثي وبدعم المبعوث الدولي حينها الأستاذ جمال بن عمر، كما أن غياب الإرادة لدى القوى اليمنية للوصول إلى سلام، أفشل كل الجهود وخاصة أن الحوثيين توجهوا إلى شن حرب وبتحالفهم مع عفاش، وكل هذه الأسباب لم نلمس أي نجاح لهذه اللجان والدليل تغيير أربعة مبعوثين وجميعهم يعربون عن قلقهم.

س 6: بنظرك، لو بدأنا نحلل جذور وأسباب توقف العمل السياسي، وبدأنا نحلل ساعة الصفر لاندلاع الحرب، ماهي الأسباب الأقدم، وماهي الأسباب التي توالت مع مجريات الأحداث من القوى السياسية التي وضعت نفسها في مواجهة أمام الشرعية اليمنية؟
ج 6: هناك تراكمات عديدة وفشل الحياة السياسية والديمقراطية، والصراع بين القوى اليمنية في اليمن (الشمال) وهو صراع على السلطة والثروة والتوريث، كما أن حروب صعدة الستة(2004-2009 م) جعلت من الحوثي قوة، وسعى إلى الانتقام وشن الحرب على عمران ودخل صنعاء، وهناك رفض جنوبي للوحدة باعتبارها احتلال وعبّر عنه شعب الجنوب العربي من خلال حراكه السلمي ومليونياته.

إن القوى السياسية في اليمن (الشمال) ظاهرة صوتية يستخدمها الحاكم وتتحالف معه، الشرعية اليمنية كانت فاسدة وفاشلة وقواتها لم تقاتل بل قدمت السلاح وسلمت المعسكرات للحوثي، يقابلها القوات الجنوبية والمقاومة الذين قاتلوا وببسالة وحرروا الأرض وهزموا الحوثي وبدعم التحالف العربي (المملكة والإمارات) رعاهم الله.

س 7: يتجه الصراع في اليمن إلى رسم خارطة للصراع وبمقاطعات عسكرية، تارةً تكون واضحة أركانها، وتارةً تنكمش أركانها، هل من الممكن أن ترى التقسيم الأكثر وضوحاً لمواقع قوى الصراع على الأرض؟

ج 7: خارطة الصراع واضحة معالمها، تمكين للحوثي وسيطرته على اليمن الجار (الشمال)، وتفاهمات وتخادم بينه وجماعة الاخوان المسلمين في شارع الطربال تعز، ومدينة مأرب، وهناك قوات إخوانية جاثمة في وادي حضرموت والمهرة هدفها السيطرة على الجنوب ونهب ثرواته ودعم قوات الإرهاب.
وهناك القوات الجنوبية والمقاومة التي تواجه الحوثي وتحقق الانتصارات في تحرير الأرض واجتثاث الإرهاب، وآخرها أبين وشبوة.
  • حول اتجاهات السلام في اليمن
س 1: هل ترى أن هناك أدواراً مفقودة سواء من قبل مكتب المبعوث الأممي لليمن، أو أطراف الصراع، أو ربما يؤجل تناولها؟
ج 1: هناك جهود مفقودة ومغيبة من قبل المبعوثين الدوليين بحكم الضغط الدولي عليهم والمساحة التي يتحركون خلالها، وبالمقابل لا يوجد ضغط عسكري للقوات اليمنية لترغم الحوثي على القبول بالحوار وتنفيذ ما يُتفق عليه، وللأسف لم يستوعب المبعوثون القضية الرئيسية للصراع وهي قضية شعب الجنوب العربي باعتبارها القضية المحورية لإحلال السلام في اليمن والجنوب العربي والمنطقة.

س 2: تواجه الهدنة الأممية القائمة في اليمن تحديات عدة تهدد فرص تمديدها للمرة الثالثة، برأيك ما الذي تفتقدها الهدنة لتتوسع؟

ج 2: الهدنة مهمة لإحلال السلام الذي نسعى إليه، ولكن للأسف الحوثي استفاد من كل الهدنات السابقة وحقق ما يريده وبالمقابل لم ينفذ شيئاً، والدليل اتفاقية ستوكهولم، والهدنة تحتاج إلى ضغط دولي على الحوثي، ويقابله ضغط عسكري يجبره على التفاوض والهدنة، وللأسف قوات اليمن الإخوانية لم تقاتل الحوثي بل توجهت لغزو الجنوب، وأصبح الحوثي يمارس الابتزاز على العالم والتحالف، وهو لا يعرف إلا لغة القوة، واليوم يرفض تجديد الهدنة ويطالب بمزيد من الشروط بل يهدد التحالف والشركات النفطية، لهذا يجب نقل القوات الاخوانية من الجنوب لتتجه لمواجهة الحوثي بدل الاستعراض بها.

والذي تفتقده الهدنة لتتوسع هي استيعاب قضية الجنوب العربي وتطلعات شعبنا في التحرير والاستقلال وإقامة دولتنا، وأن يكون للجنوب فريق تفاوضي مستقل ويشارك في كل الحوارات وفي مفاوضات الحل النهائي.

س 3: كيف تقيم أدوار النساء اليمنيات، والشباب في بناء السلام، وأهمية مشاركتهم في مفاوضات السلام اليمنية؟
ج 3: من المهم أن يكون للنساء والشباب دور وحضور فاعل في عملية السلام، ولكن الذي يلاحظ أن دورهم لازال محدود ويجب أن يُعطى لهم دور واسع، والمهم هو حسن الاختيار لمن يمثلهم.

س 4: ما هي خطة السلام الأنسب لليمن، من وجهة نظرك؟
ج 4: خطة السلام الأنسب، من وجهة نظرنا، هي الخطة التي يجب أن تستوعب حقيقة الصراع اليمني والجنوبي الذي يرفض شعب الجنوب في معظمه البقاء في وحدة الضم والإلحاق وتحت أي شكل وخاصة أن هذه الوحدة تحولت إلى احتلال بشع وتعرّض الجنوب لحربين عدوانيتين من قِبل قوات اليمن وتم تدمير مدنه وقتل الآلاف من أبنائه، ويجب أن تستوعب خطة السلام حوار يمني-يمني (شمالي) بين الأطراف المتصارعة هناك؛ وحوار آخر يمني-جنوبي للوصول إلى تحقيق الاستقلال للجنوب العربي وإقامة دولتين جارتين في الجنوب العربي والجمهورية العربية اليمنية.. وبدون ذلك لن يكون هناك سلام ولا استقرار إطلاقاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى