> محمد العولقي

* عباد الجرادي.. صحفي شاب.. يذوب ويتشكل في محيط الرياضة.. من البيت للملعب.. ومن الملعب للبيت.. لم أسمع يوما أن لهذا الشاب الخجول توجها سياسيا يهدد بقلب نظام الحكم في صنعاء، ولم أسمع أن له ميولا عدوانية تجاه نظام أو فئة تبغي.. تسأل عنه خلانه وأصدقاءه فتكون الإجابة : عباد في النادي .. أو في كافيه رياضي يتابع مباراة لفريقه المفضل برشلونة.

* ساءني كثيرا ما تعرض له من (بهذلة) و(جرجرة) إلى المعتقل ، فمن الواضح أن من وشى بهذا الصحفي الرياضي و ربما ألبسه تهمة في زمن الكيد والكيد المضاد يكره وحدة صنعاء ويمقت برشلونة.

* عرفت (عباد الجرادي) طالبا بكلية الإعلام .. ينقب عن كل جديد في محيطه الرياضي .. يطارد الكرة من ملعب إلى ملعب.. يسأل عما استعصى عليه فهمه.. يثابر و يجتهد وهو يزاول مهنة البحث عن المتاعب في مختلف الملاعب.

* لم أر في هذا الشاب الحيوي الموهوب أي ميول سياسي يدفع به إلى المعتقل بكل هذا الصلف والتجبر.. كان يزورنا في صحيفة الرياضة فلا يسهب في الكلام.. لا يذم ولا يقدح.. دائما يطرح مبادرات رياضية بريئة.. لم يكن يوما ما بوقا لأي حزب أو جهة.

* أعرف فقط أن (عباد الجرادي) صحفي شاب متيم بعشق نادي (وحدة صنعاء).. عشق غريب تحول في جسده النحيل إلى مرض عضال.. فهل تم إلقاء القبض عليه بطريقة ارتجالية لأنه (وحداوي) أزرق الدم؟

* لن نفتح نافذة مع مختطفيه.. ولن نسأل معتقليه عن المسوغات القانونية والأخلاقية التي تستدعي ترويع أسرة هذا الشاب الرياضي المخلص، فمن الواضح أن زمن (السل والجرب) لم يعد يفرق بين تهمة الانتماء لوحدة صنعاء وتهمة تشجيع فريق (برشلونة) الإسباني كعدو خارجي مسؤول عن هبوط (الريال) في بورصة صنعاء.

* لن أتوقف كثيرا عند البيان النقابي الهزيل الذي اكتفى من غنيمة ما حدث لزميلنا (عباد) بالشجب والاستنكار والتنديد.. فمن الواضح أن نقابة الصحفيين باتت (الحيطة) المائلة، وربما تؤدي دور (النائحة) المستأجرة كإسقاط واجب.. حتى لا يقال: وأين تلك النقابة (حائط الصد) من أعضائها في الملمات والليالي الحالكات؟، ولماذا يتساقط فرسانها في المعتقلات دون مبرر ولا تحرك ساكنا؟

* إن مجرد أمنية خروج النقابة عن سكة البيانات والإدانات لا يمكن أن يحرك وجدان الشارع الرياضي الذي طالما طالب بإبعاد الرياضة عن السياسة وعدم ترويع فرسانها.. لذا يجب على النقابة اللعب على المكشوف ومخاطبة الهيئات الدولية والمنظمات الإنسانية الفاعلة في مجال حقوق الإنسان لوقف نزيف ما يحدث للصحفيين من اعتقالات و إهانات وجرجرة إلى أقسام الشرطة أنصاف الليالي.

* سبق أن عاش زميلنا (باسل الوحيشي) لأكثر من عام في غياهب سجون صنعاء دون سبب أو مبرر.. فقط لمجرد الشك أو الاشتباه في الأسماء.. قضى أياما وشهورا في (زنزانة) المعتقل.. فترة شاقة يفقد فيها أعتى رجل (فيوزاته) وقواه النفسية والجسدية، فأين كانت النقابة من مأساة هذا الصحفي المسكين الذي عشق صنعاء ولم يأخذ بنصيحة البردوني؟

* أعيدوا لنا (عباد الجرادي) طائر المساء الجميل الذي يغرد على نوافذنا مع كل جديد رياضي.. أعيدوا لنا ذلك (الشحرور) الذي يأتينا يوميا بأكلة المساء في أطباق شهية من أخبار رياضية طازجة.
أعيدوا (عباد) لأهله وأسرته وصغيره (حسن) وسيتعهد لسجانيه وساجنيه بعدم تشجيع برشلونة الإسباني ووحدة صنعاء اليمني إذا كانت هذه تهمته.