حضرموت.. قراءة في مليونية الخلاص

> خرجت حشود حضرموت الحقيقية بصحرائها وساحلها في مليونية فقطعت التزوير والتلفيق الذي يجيدون صناعته في التواصل الاجتماعي وقطعت الشك باليقين وأسكتت أصواتهم بأن (حضرموت لا تتبع الشمال ولا تتبع الجنوب) ونسوا أنهم أنفسهم في "حوارهم" لتقسيم القضية الجنوبية جعلوا حل حضرموت جزءا منها ولم يجعلوه جزءا من حل قضية "الجعاشنة" الشمالية

الطبيعي ألّا يكون رأي أو موقف بعض نخب حضرموت متعارض مع رأي أغلبية أبنائها فالصوت الأغلب تظهر مؤشراته بكل وضوح وإن غرد البعض "فالتغريدة" ليست مؤشر قياس رأي عام كما يحاول بعضهم أن يدخل تغريدات بعضهم موسوعة "جينس" وأنها أقامت الدنيا في حضرموت بينما الحقيقة أن صاحب التغريدة لم يجرؤ أن يتبناها جماهيريا لصالح تنظيمه بل التحف بدعوة "قبيلة" وهذا أول مؤشر لسقوط مشروعه.

التظاهر من قياسات الرأي العام إذا لم تتوفر الظروف للانتخابات أو الاستفتاء، وقد تظاهروا وأظهروا حجمهم في الشارع الحضرمي يضاف له "لحقه" شمالية مقيمة في سيئون، لكن المشهد الحضرمي المهيب في وادي حضرموت كان قويا عاتيا جعلهم يتراجعون عن يمننة حضرموت ويغردون أن حضرموت جزء أما من الجنوب أو من اليمن أو دولة مستقلة، تراجعوا عن خيار إما حضرموت يمنية أو تكون مستقلة وهذا مؤشر لتهافت مشروعه مهما استبدل له من أزياء.

حضرموت ليست قبيلة أو قبائل فقط ،بل هي كيان اجتماعي وسياسي تاريخي أرقى والقبائل جزء منه، ومحاولات الإخوان الاحتماء بالمكون القبلي في حضرموت لن يفيد مشروعهم فقد احتموا بقبيلة الشمال وبالذات قبيلة "حاشد " فانتمت "حاشد" لسياقها التاريخي وتركت الإخوان يواجهون مصيرهم وصرخوا "لسنا أبو فأس".

ولن يكون حالهم مع القبيلة الحضرمية الجنوبية أفضل من حالهم مع "حاشد " فهي قبائل تنتمي لسياقها التاريخي لأن ذاكرتها التأسيسية مع الزيدية الشمالية مشحونة بعداء تاريخي واندماج تاريخي مع الجنوب ، عدا أنها تكون على مسافة واحدة من كل المشاريع فأبناؤها في كل المشاريع.

كانت فعالية الخلاص استفتاء شعبي ونخبوي ، يؤكد أن حضرموت جنوبية ، ومع المشروع الجنوبي ، ولن تغرد خارج السرب ورسالة الحشود الكبيرة في سيئون رسالة للمجتمع الدولي والإقليمي، والتحالف العربي والمجلس الرئاسي مفادها: إن حضرموت لن تقبل بمشروع الإخوان مهما كانت روافع زيفهم الإعلامي، وأنه آن الأوان لإخراج القوات الشمالية لتواجه عدوها فعدوها ليس في حضرموت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى