​سلة المواطن الغذائية بدأت تخلو والجوع يلوح بالأفق

>
​تعوّد المواطن في عدن وباقي المحافظات القريبة منها على ملئ السلة الغذائية أو مايطلق عليه في عدن "بالراشن" الشهري بالعديد من السلع الأساسية والكماليات بحسب الإمكانيات، ولم تكن لتخلو سلة أبسط مواطن وأفقر أسرة من الصنفين، إذ أن السلع الأساسية كانت تعد من الضروريات ومن البديهي توفرها لدى الجميع، بينما قد تحرم الأسر الفقيرة من توفير الكماليات في سلتها الغذائية أو "الراشن" الشهري.

قبل قرابة 15 عاما وخلال الفترة التي كان المركز التجاري "عدن مول" مفتوحة أبوابه والسلع بكل أشكالها وأصنافها تملأ الرفوف كان الناس يتجولون في أروقته ويجرّون العربات وهي تمتلئ بالسلع والكماليات، بل كان الازدحام ملحوظا حال العروض والتخفيضات الموسمية كانت السلع الأساسية كالأرز والزيت والدقيق والسكر تشتريها الأسر بالجملة بكميات كبيرة لعدة أشهر والقلة من كانوا يأخذون بالتفرقة وخاصة الأسر قليلة العدد في أفرادها. 

كان مما يشتريه الناس إلى جانب السلع الأساسية الضرورية، اللحوم ومشتقاتها والدجاج بأحجامها والأسماك بأنواعها والألبان ومشتقاتها إضافة إلى البيض والأجبان والحلويات بمختلف ماركاتها، وهناك سلع يومية تشترى كالخضار والفواكه هذا كله يرافقه جولة من النزهة والترفيه العائلي قبل التسوق او بعده في يوم استلام الراتب الشهري لكثير من الأسر العدنية وغيرها.

لم يعد الحال كما هو عليه ولم يعد بالإمكان تعبئة السلة الغذائية للأسر وتوفير "الراشن" الشهري كما اعتادت عليه في عدن، إذ تقلصت القدرة الشرائية وسقطت الكثير من السلع  والكماليات فاختفت نهائيا من الموائد العدنية اللحوم أكانت كل جمعة أو آخر الشهر آو حتى في عيد الأضحى المبارك، والتحقت الأسماك مع اللحوم لتغادر موائد الأسرة العدنية الساحلية، وكانت قد غادرت سلع قبلها كالألبان التي فطم منها الصغار وحرم منها الكبار وآخر عهد الآسر أنها أسقطت مالايتم إسقاطه في أي بقعة من العالم الغني أو الفقير فالخضار هي السلعة الأرخص في العالم وتتوفر لغير الآدميين بالمجان دون عناء ولا تعجز الأسر في جميع دول العالم عن تناول الخضار سواءً الورقية أو ذات الجذور او البستانية، غير أن الأسر العدنية أصيبت بما لم تصب به أي أسرة في العالم وتعرض أفرادها صغارا وكبارا للتقزم وضعف البنية وانتشار الأمراض بسبب ضعف المناعة الناتجة عن سوء التغذية وفقدان العديد من العناصر الغذائية الضرورية لسلامة الأطفال والنساء والشيوخ ناهيك عن تقوية البدن للشباب، كل ذلك دون رقابة أو التفاتة من المجتمع المحلي والدولي الذي يكتفي دوما بتوزيع السلال الغذائية للنازحين و الأفارقة وأسر الشهداء والجرحى واعتبر ذلك منه مساهمة في معالجة الفقر ونقص الغذاء متناسيا أن المشكلة هي في الأساس تكمن في ضعف القدرة الشرائية للأسر الفقيرة.

 تزدحم الأسواق بمختلف السلع الغذائية الأساسية منها والكماليات فاللحوم والأسماك والخضار والفواكه والبيض والأجبان والألبان والحلويات وكل ما لذ وطاب في كل ركن شارع وكل بقالة فكل السلع يراها الناس معروضة للبيع لكن لايستطيعون شراءها وهي أمامهم،  فلقد اسقطوا كثير منها من سلتهم الغذائية فلم تعد للحوم والأسماك والدجاج والألبان والبيض والأجبان والخضار والفواكة والحلويات حاجة لدى كثير من الأسر فالطاقة الشرائية بالكاد تنحصر في توفير جزء بسيط من الأساسيات وبكميات تم تقليصها إلى أقل من الثلث من الأرز والسكر والزيت والدقيق فقط وبعضا من احتياجات الشاي ومعجون الطماطم وأدوات التنظيف لاغير.

تدريجيا تتقلص السلع الغذائية من موائد الأسر الفقيرة التي التحقت بها الأسر متوسطة الدخل لينقسم المجتمع بين فئتين أسر فقيرة وأخرى غنية، وتدريجيا سينشأ جيل من الشباب والشابات تصل أعمارهم إلى 15عاما قصار القامة نحاف الجسد ضعاف وركاك البنية لن يقدروا على خدمة الوطن والعمل لأجله لأنهم لم يحصلوا على ما يسد الرمق ويبني الجسم ويقوي العضلات فالتغذية سقطت منها كثير من العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم  فماذا تنتظر من أجساد لم تأكل اللحم ومشتقاته ولم تشرب اللبن ومشتقاته وحرمت من السمك بأنواعه وعجزت عن شراء الخضار والفواكه ولم تتعرف على طعم الحلويات لسنوات تجاوزت بعض الأسر العشر منها في الجوع والفقر والصبر والصمت والاتكال على الله، قائلة حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى