هل نبحث عن وطن أو وطنية؟

> سؤال يفرض نفسه سيما هذا الزمن الذي اختلطت فيه المفاهيم وسقطت المعايير والقيم والسلوك وأصبحت معكوسة استبدلت بمفاهيم غريبه وسلوك قبيح وقيم رثه، فاختلط الحابل بالنابل ولم نعد نميز، كما يقول المثل الشعبي نميز بين ( البعرة والتمرة) لأننا فقدنا أو افتقدنا حق التمييز بين ماهو طبيعي وشاذ، ولم تعد آلية نعمة التفكير تعمل.. ولذا تفسخت الأخلاق والقيم وطغت الماديات وسادت العشوائية والقفز على الأمور الطبيعية وانشغل العامة برزق يومهم وقوت أولادهم الذي صَعُب العثور عليه، فلم يعد باستطاعتهم

التوصل ولو بالحد الأدنى لمايسد رمقهم بل ضعفت أبصارهم، فلم يروا التخمة والبطرة التي ترافق مسؤولي البلاد وهم يمرحون ويسرحون ويعبثون بموارد البلاد، فلاتهمهم حياة الناس ومن كثر هذه المظاهر أعموا ابصار المواطنين واتخذ المسؤولون في مختلف المواقع مواقعهم ومناصبهم مغنما ونهبا وسرقة.

أضحى الرعاع يتحكمون ويحكموننا فلا هم يحكمون وطن أو يرتدون رداء الوطن، فاتخذوا هذا الرداء غطاء لظلمهم ونصبهم بمناصبهم فمحيت مفردة الوطنية وأصبحت معنى لامتلاء الجيوب وانتفاخ الكروش.

أمام سمع وبصر الهيئات الرقابية والرسمية يسرقون ولأنهم لم يحصلوا على ذرة عقاب أو حتى سؤال أو حساب

فإنه شاء لهم أن يقلبوا الحقائق ويرفسون الوطن ويمرغون بالوطنية.. وكلما لاحت في الأفق تباشير النجاة والخروج من هذا المازق الذي أطبق على عقل وتفكير المواطن وسلب منه البسمة والحيوية، عادت تلك القطط السمان إلى صدارة المشهد وتربع الحكم بكل المفاصل، لم يتغيروا، بل تم تدويرهم على حساب الوطن وبمعيار المحاصصة والثقة والجهوية ليزداد كل معنى للسوء يسود كل مشهد، ومن المعيب

واللامنطقي أن نرى في المناطق التي صدعوا رؤوسنا كل يوم بأنها محررة يزداد فيها الجوع والمرض وارتفاع درجات الفقر، فكم من توفى جوعا ؟ وكم من مات كمدا؟ وكم ممن قتلهم الفقر؟ وكم من تشرد من منزله؟ واعزة ذُلوّا؟ والمجلس الرئاسي القيادي واصحاب السعادة الوزراء، حكومة المناصفة يعيثون فسادا غير عابئين بما يجري في المناطق المحررة التي يزايدون بها أمام الخارج بالصورة والخطب الديماغوجية ينقلون عننا بشئ من المثالية، الوضع يتجه نحو منحى خطير، فقد يفاجئ الكل دون انذار.

الوطن موجود لكنه يتلاشى ويذوب والوطنية لم تعد كما تعلمناها وعهدناها سلوكا في واقعنا وحياتنا، دمرتم وطنا وأعطيتم التنمية إجازة قسرية، إنكم تصنعون الجوع والفقروالمرض وتزينون بالإعلام الممنهج عيوبكم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى