أمين عام الأمم المتحدة يؤجل المشاركة في القمة العربية لإنقاذ اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية

> «الأيام» وكالات:

> قالت الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا إنها تخطط لمواصلة حركة سفن الشحن عبر البحر الأسود على الرغم من تعليق روسيا لصفقة تصدير الحبوب الأوكرانية.

وأرجأ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، زيارته لحضور قمة جامعة الدول العربية بالجزائر في محاولة لإنقاذ اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا بعد أن أعلنت روسيا انسحابها من الاتفاق ووقف الصادرات.

وقال المتحدث باسم الأمين العام، إنه يشعر بقلق عميق بشأن الوضع بعد قرار روسيا يوم السبت، الانسحاب من الاتفاق بعد هجمات على الأسطول الروسي في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها من أوكرانيا.

وتقول روسيا إن المسيرات البحرية المستخدمة في الهجمات انطلقت من قرب أوديسا في أوكرانيا، وهناك اعتقاد بأنها انطلقت من سفينة مدنية كانت تستخدم ممر الحبوب الآمن في البحر الأسود وهاجمت القوات الروسية.

في حين نفت أوكرانيا هذه الاتهامات الروسية وصفتها بأنها "ذريعة كاذبة".

ويتهم حلف الناتو روسيا باستخدام صادرات الحبوب كسلاح لتهديد العالم، وحث موسكو على إعادة النظر في قرارها بالانسحاب من الاتفاق.

واتهمت أوكرانيا روسيا يوم الأحد، بأن حصارها على صادرات الحبوب أدى إلى "استحالة" مغادرة السفن المحملة بالكامل للميناء.

وتوقفت صادرات الحبوب البحرية في كييف بعد انسحاب روسيا من اتفاق تاريخي سمح بشحنات الحبوب الحيوية للعالم بالخروج عبر ممر بحري آمن في البحر الأسود.

وجاء اتفاق يوليو الماضي لإطلاق صادرات الحبوب بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، ووافقت عليه روسيا وأوكرانيا من أجل تخفيف أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن الصراع.

وكتب وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف، على تويتر "كان من المفترض أن تغادر ناقلة محملة بحوالي ـ 40 طنا من الحبوب ميناء أوكرانيا اليوم".

وأضاف الوزير الأوكراني: "هذه المواد الغذائية مخصصة للإثيوبيين، وهم على وشك المجاعة. ولكن بسبب إغلاق" ممر الحبوب "من جانب روسيا، فإن التصدير مستحيل".

وقد سمحت الاتفاقية بالفعل بتصدير أكثر من تسعة ملايين طن من الحبوب الأوكرانية وكان من المقرر تجديدها في 19 نوفمبر.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم الأحد، أن المسيرات البحرية هجومية كانت تحتوي على "وحدات ملاحة كندية الصنع" لتوجيهها، قائلة إنها انتشلت حطام بعض الأسلحة في البحر.

وأضافت الوزارة إن المتخصصين "أجروا فحصا لوحدات ملاحية كندية الصنع مثبتة على المركبات البحرية بدون طيار".

ردود فعل دولية

روسيا قالت إن سفينة تستخدم ممر تصدير الحبوب أطلقت المسيرات التي استهدفت الأسطول الروسي

وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن هذه الخطوة من جانب روسيا بأنها "شائنة تماما"، بينما قال وزير خارجيته أنتوني بلينكين، إن موسكو "تستخدم الطعام كسلاح".

كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم الأحد، عن "قلقه العميق بشأن الوضع الحالي فيما يتعلق بمبادرة حبوب البحر الأسود"، على حد تعبير المتحدث باسمه.

وأرجأ غوتيريش مغادرته لحضور قمة جامعة الدول العربية في الجزائر العاصمة ليوم واحد، "للتركيز على القضية".

وحث الاتحاد الأوروبي روسيا يوم الأحد، على "التراجع عن قرارها".

وقال المركز المنسق للخدمات اللوجستية الخاص بالصفقة في بيان، إنه لم يتلق أي جدول لمرور السفن يوم الأحد.

وأضاف المركز الموجود في تركيا "لم يتم التوصل إلى اتفاق مشترك في مركز التنسيق المشترك لحركة السفن الداخلة والخارجة خلال يوم الأحد 30 أكتوبر".

 وأشار إلى وجود أكثر من عشر سفن في الاتجاهين "في انتظار دخول الممر".

وغرد وزير الخارجية الأوكراني على تويتر، قائلا إن روسيا تمنع "مليوني طن من الحبوب محملة على 176 سفينة بالفعل في البحر"، وقال إنها "كافية لإطعام سبعة ملايين شخص".

كما اتهم موسكو بالتخطيط مقدما "لاستئناف ألعاب الجوع"، وقال إن انفجارات البحر الأسود كانت "على بعد 220 كيلومترا من ممر الحبوب".

"الترويج لادعاءات كاذبة"

وحثت كييف والأمم المتحدة في وقت سابق، بضرورة أن يظل الاتفاق ساري المفعول.

ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخطوة الروسية بأنها "نية واضحة تماما من جانب روسيا لإعادة التهديد بمجاعة واسعة النطاق في أفريقيا وآسيا".

تكرر استهداف سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو، عدة مرات في الأشهر الأخيرة، وهي بمثابة المقر الرئيسي لأسطول البحر الأسود ومركز لوجستي للعمليات في أوكرانيا.

وزعم الجيش الروسي أنه "دمر" تسع طائرات مسيرة وسبع مركبات مائية مسيرة في هجوم استهدف الميناء في ساعة مبكرة من صباح السبت.

واتهم أيضا "متخصصين" بريطانيين متمركزين في مدينة أوتشاكيف، بجنوب أوكرانيا بأنهم ساعدوا في إعداد وتدريب كييف على تنفيذ الضربات.

وفي إشارة أخرى إلى بريطانيا، التي تعتبرها موسكو واحدة من أكثر الدول الغربية عدوانية،- قالت روسيا إن نفس الوحدة البريطانية كانت متورطة في تفجيرات في خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم الشهر الماضي.

ودحضت بريطانيا كلا الادعاءين بشدة، قائلة إن "وزارة الدفاع الروسية تلجأ إلى ترويج مزاعم كاذبة".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن موسكو ستثير قضية الانفجارات والهجوم المزعوم بطائرة مسيرة في مجلس الأمن الدولي.

وقال الجيش الروسي إن السفن التي انطلقت منها المسيرات المائية واستهدفت قاعدته في القرم كنت تعمل في صفقة الحبوب.

"هجوم هائل"

انتقدت روسيا الاتفاق مؤخرا قائلة إن صادراتها من الحبوب تضررت بسبب العقوبات الغربية.

وقال ميخائيل رازفوجاييف، حاكم سيفاستوبول الذي عينته موسكو ، إن هجوم يوم السبت بمسيرات بدون طيار كان "الأكبر" الذي شهدته شبه الجزيرة.

تصاعدت الهجمات على شبه جزيرة القرم مؤخرًا حيث تضغط كييف بشن هجوم مضاد في الجنوب لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها موسكو.

في أوائل أكتوبر، تضرر الجسر الرئيسي الذي يربط شبه جزيرة القرم بالأراضي الروسية جراء انفجار، ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باللوم فيه على أوكرانيا.

وقالت كييف يوم الأحد، إن قواتها في الجنوب "تحتفظ بمواقعها وتضرب العدو من أجل تهيئة الظروف لمزيد من العمليات الهجومية".

وتعهدت السلطات التي نصبتها موسكو في خيرسون ، شمال شبه جزيرة القرم، بتحويل المدينة إلى حصن، استعدادًا لهجوم لا مفر منه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى