صنعاء: المفاوضات مع السعودية لا تعني استبعاد الأطراف الأخرى

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> يدخل اليمن شهره الثاني بلا هدنة، مع استمرار توقّف القتال، في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية الأميركية والأممية من أجل التوصل إلى اتفاق جديد لتمديد الهدنة، على الرغم من تعثرها في تحقيق أي تقدّم في مسار السلام حتى الآن على الأقل.

يسود جبهات القتال في اليمن هدوء نسبي مع عدم وقوع أي تصعيد عسكري كبير، إلا أن المخاوف تبقى قائمة من عودة القتال الدامي، في ظل تصاعد التهديدات بين الأطراف اليمنية، وحالة التأهب والاستعداد لذلك.

وانتهت الهدنة الأممية في 2 أكتوبر الماضي، بعد ستة أشهر من استمرارها، بعدما أُعلنت في 2 إبريل لمدة شهرين، وتم تمديدها مرتين، ومنذ شهر تعثّرت جهود تمديدها من جديد، فيما تستمر المحاولات لتخطي الاشتراطات المسبقة للموافقة على ذلك.

وبدأ المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينج، الخميس الماضي، جولة جديدة في المنطقة، تشمل دولتي الإمارات والسعودية "لدعم جهود تجديد وتوسيع الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن"، وفق ما أعلنت الخارجية الأميركية.

وقالت في بيان صحافي: "نذكّر الحوثيين بأن العالم يراقب أفعالهم، ونحثهم على التعاون مع الأمم المتحدة والاستماع إلى نداءات اليمنيين من أجل السلام". وأشارت إلى "أن السبيل الوحيد لإنهاء ثماني سنوات من الحرب المدمرة، هو من خلال وقف دائم لإطلاق النار وتسوية سياسية تسمح لليمنيين بتقرير مستقبل بلادهم".

والأحد الماضي، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج، إنهاء زيارة قام بها إلى العاصمة العمانية مسقط، بعد أن التقى كبار المسؤولين في سلطنة عمان ورئيس وفد التفاوض الحوثي محمد عبد السلام. وقال في تغريدة عبر "تويتر": "ركّزت المناقشات على سبل تجديد الهدنة في اليمن ومواصلة إحراز التقدّم نحو تسوية سياسية للنزاع".

وتتواصل المفاوضات لتمديد الهدنة على الرغم من التهديدات بالتصعيد العسكري وهجوم الحوثيين على ميناء الضبة لتصدير النفط في حضرموت (شرق اليمن) قبل نحو أسبوعين، وتجري تلك المفاوضات حول شروط الحوثيين، وأبرزها دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم من عائدات صادرات النفط اليمني في مناطق الحكومة المعترف بها دوليا.

وشككت خارجية حكومة الحوثيين في صنعاء، غير المعترف بها، بما وصفته "ادعاء الولايات المتحدة الأميركية حرصها على تحقيق السلام في اليمن"، وقالت في بيان الخميس إن "الولايات المتحدة، تحاول حرق المراحل بهدف إعاقة أي جهود صادقة لتحقيق السلام المستدام"، وفق ما نقلت وسائل إعلام الحوثيين.

ورأى رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التابعة للحوثيين، وعضو الهيئة الإعلامية لـ"أنصار الله"، نصر الدين عامر، أن "مطالب صنعاء (الحوثيين) ليست عادلة فحسب بل ملحّة وإنسانية، ولا يستطيع أحد أن يعلن أنه يريد خلافها، لأنه سيكون عدوا للشعب كله، ولأنها تصب في مصلحة الشعب وتخفف القليل من معاناته".

وأضاف أن "المرتبات ليست من مال أحد، بل من مال الشعب وثرواته، بالإضافة إلى الشروط ذات الطابع الإنساني في رفع القيود عن المطارات والموانئ"، وتابع: "إن استمر التعنّت وتجويع الشعب وحرمانه من ثرواته ومحاولة نهب عائدات النفط وتوريدها للبنوك السعودية، فأننا سنستمر في فرض حظر نهب النفط وتصديره، وقد نذهب إلى خطوات تصعيدية في أي لحظة"، على حد قوله.

وتدور مفاوضات ثنائية بين السعودية والحوثيين بوساطة عُمانية لم تعرف نتائجها، إلا أن عضو وفد الحوثيين التفاوضي، عبد الملك العجري، قال إن "المفاوضات مع السعودية لا تعني استبعاد الأطراف اليمنية الأخرى من الحل السياسي"، وأضاف في تغريدة على "تويتر": "الحديث مع السعودية ينحصر في وقف الحرب، ورفع الحصار، وإعادة الإعمار، وفي المرحلة السياسية ستكون هذه الأطراف (الحكومة اليمنية) جزءا من الحل السياسي".

وتأتي التحركات الدبلوماسية لتمديد الهدنة، بعد نحو أسبوعين من هجوم الحوثيين على ميناء الضبة، وعلى أثره توقّفت عمليات تصدير النفط الخام اليمني، في المقابل رد مجلس الرئاسة اليمني بتصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية، وقالت الحكومة اليمنية في اجتماع لها، الخميس الماضي في مدينة عدن، إنها اتخذت عددا من الإجراءات الخاصة للتعامل مع المتغيرات الجديدة بعد تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، وفق ما نقلت وكالة "سبأ" التابعة للحكومة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى