​"خيارات محدودة".. ماذا لو تراجع بايدن عن الترشح في 2024؟

> واشنطن«الأيام» رويترز:

> بينما تؤكد الحقيقة التاريخية في الولايات المتحدة أن حزب الرئيس عادة ما يتكبد الخسائر في انتخابات التجديد النصفي، إلا أن الرئيس الأميركي جو بايدن، يواجه تحدياً أكبر، إذ إن تأثير النتائج لن يقف عند حدود تشكيل ملامح عمله الرئاسي، بل سيمتد إلى تحديد إمكانية خوض انتخابات الرئاسة في 2024، بحسب "رويترز".

ففي 2 نوفمبر الجاري، أعلن بايدن البالغ من العمر 79 عاماً، ومستشاروه أن الرئيس الأميركي يعتزم الترشح لفترة رئاسية ثانية، وأنهم يخططون لذلك بالفعل. كما يتوقع مسؤولو البيت الأبيض أيضاً ترشحه.

ولكن، وفقاً لبعض الديمقراطيين، فإن هامشاً كبيراً من خسائر الديمقراطيين سيُنظر إليها باعتبارها "تعبيراً عن الاستهجان الشعبي لأداء بايدن الرئاسي"، ومن ثم فإنها "ستفاقم الضغوط عليه للتنازل عن هذا الدور لشخص آخر".

في هذا السياق، عبَّر المؤرخ الرئاسي في جامعة "فاندربيلت" توماس آلان شواررتز، عن اعتقاده أنه "إذا مُني الديمقراطيون بخسارة فادحة في انتخابات نوفمبر، فقد يدفع ذلك بالرئيس الحالي إلى مجانبة الانتخابات الرئاسية 2024".

في هذا السياق، رصدت وكالة "رويترز" العديد من "القضايا الشائكة" التي قد يثيرها اختيار بايدن التنحي عن هذه الانتخابات:

حظوظ كامالا هاريس

قال مسؤولون ديمقراطيون لـ "رويترز" إن نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، تتصدر حالياً قائمة المرشحين البدلاء للحزب الديمقراطي، إذ تظهر معظم استطلاعات الرأي أنها تأتي ثانية بعد بايدن، وتتقدم بكثير على معظم الأسماء الأخرى التي يتم ترديدها.

من جانبها، لم تظهر ميشيل أوباما، المفضلة لدى الناخبين، أي نية للقفز في مركب السباق الانتخابي، كما أن الحقيقة التاريخية تؤكد أن نواب الرؤساء الذين يسعون للحصول على ترشيحات رئاسية عادة ما يفوزون بها.

ولكن معدلات تأييد هاريس، التي تجاوزت قبل ذلك نسبة 50%، تراجعت إلى 40%، أو دونها، في معظم استطلاعات الرأي. كما أن أداء هاريس الضعيف في السباق الرئاسي 2020، وافتقارها إلى النجاح السياسي اللافت كنائبة للرئيس أثارا الشكوك بشأن قدرتها على تحقيق الفوز ضد خصم جمهوري.

المرشحون المحتملون

ونقلت "رويترز" عن مصدرين مطلعين أن ثلاثة حكام من ولايات ديمقراطية، وهم جافين نيوسوم، حاكم كاليفورنيا، وجيه بي بريتزكر، حاكم إلينوي، وفيل ميرفي، حاكم نيويورك، "تواصلوا بالفعل مع مانحين وعاملين محتملين" في حال قرر بايدن التنحي عن خوض هذه الانتخابات.

وأكد المصدران أن "أحداً من الثلاثة لن يترشح أمام بايدن" في الانتخابات التمهيدية، و"قد يتنازلون لهاريس أيضاً".

وقال أحد القادة الديمقراطيين لـ"رويترز" إن نيوسوم "أخبر المقربين منه بنيته عدم الترشح ضد بايدن"، أو هاريس. وقال القائد الديمقراطي إن "نيوسوم قد يغير رأيه بشأن الترشح أمام نائبة الرئيس.

فيلم رعب

وبحسب الوكالة، قد يظهر أيضاً "العديد من المرشحين الرئاسيين الديمقراطيين الفاشلين"، وهو سيناريو مقلق بالنسبة للديمقراطيين إلى حد أنه تم تقديمه كفيلم رعب في البرنامج التلفزيوني الكوميدي Saturday Night Live، الشهر الماضي.

من جانبها، أفادت مؤسسة Open Secrets غير الربحية في سبتمبر، بأنه "يُشاع أن نحو 20 سياسياً" لديهم طموحات المشاركة في السباق الانتخابي 2024 "قاموا بالفعل بجمع أكثر من 591 مليون دولار منذ يناير 2021 من خلال عملياتهم السياسية المتحالفة.

وشملت القائمة نيوسوم، وبريتزكر، والسيناتور إيمي كلوبوشار من مينيسوتا، والسيناتور بيرني ساندرز من فيرمونت، ووزير النقل بيت بوتيجيج.

ووفقاً لموقع مؤسسة Open Secrets لأبحاث تمويل الحملات، فقد تجاوز حجم الإنفاق في انتخابات 2020 الرئاسية 5.7 مليار دولار، ما يعادل أكثر من ضعف ما تم إنفاقه في أي من الانتخابات الرئاسية الثلاثة الأخيرة، بفضل صغار المانحين.

ويعتقد خبراء حملات التمويل أن أي تنافس انتخابي أولي داخل الحزب الديمقراطي من شأنه أن يؤدي إلى "إضعاف القوة المالية للحزب إبان الانتخابات الرئاسية في عام 2024"، التي قد تشهد قفزة إنفاقية مرة أخرى.

وأشارت "رويترز" إلى أن اللجنة الوطنية الديمقراطية تقترب من إجراء "أكبر عملية تغيير في الجدول الزمني للانتخابات التمهيدية الرئاسية" منذ عقود، ما قد يؤثر على المرشح الذي سيختاره الحزب للانتخابات الرئاسية لعام 2024.

زلزال التنحي

وقد يتعرض المشهد الانتخابي داخل الحزب الديمقراطي لما يشبه الزلزال في حال قرر بايدن التنحي، إذ سيدفع ذلك المرشحين إلى مجابهة مخاوف الناخبين السود واللاتينيين مبكراً، ما سيؤدي إلى نقل مركز ثقل الزخم الانتخابي.

في هذا السياق، قالت المستشارة السياسية في الحزب الديمقراطي، كارين فيني، لـ "رويترز": "سيكون لذلك تأثير عميق. فإجراء انتخابات تمهيدية مبكرة أكثر تنوعاً، بما في ذلك على مستوى الجغرافيا، سيضمن أن يجابه المرشحون طيفاً أكبر من القضايا".

ومن المتوقع أن تجتمع لجنة القوانين واللوائح التابعة للجنة الوطنية الديمقراطية في أوائل ديسمبر بهذا الشأن، وستتخذ قرارها النهائي في أوائل يناير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى