​الواقع والادعاء بين عرض الحوثي للطلاب الأمريكيين وممارساته

> توفيق الشنواح:

>
لا تترك جماعة الحوثي حدثًا محليًّا أو دوليًّا من دون استغلاله لتسويق مشروعها المدعوم من إيران.

ومن وقت إلى آخر تثير الجماعة موجة من الجدل والسخرية باتخاذها إجراءات غريبة، في حين لا تخلو تصرفاتها من الرسائل السياسية التي تستغلها لإيصالها.

وعقب ادعائها قصف إسرائيل وسفنها المارة في البحر الأحمر نصرة للفلسطينيين، جاءت آخر تعليقات الجماعة التي تصدرت قائمة الأكثر تداولًا على منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، تلك المتضمنة إعلانها استقبال الطلاب الموقوفين عن الدراسة في الجامعات الأمريكية على خلفية تنظيمهم احتجاجات مناهضة لإسرائيل وتضامنًا مع المدنيين في قطاع غزة.

وادعت إدارة جامعة صنعاء، المعينة من ميليشيات الحوثي المصنفة من قبل الحكومة اليمنية الشرعية والولايات المتحدة وبريطانيا على قوائم الإرهاب، استعدادها استقبال الطلاب الأمريكيين المفصولين في جامعتهم وتسجيلهم مجانًا، وفق الوثيقة.

وفي إجراء يسعى إلى إعطاء صبغة أكثر جدية تضفي على مبادرتها مزيدًا من الصدق، أصدرت جامعة صنعاء بيانًا أشادت فيه بالموقف "الإنساني" للطلبة في الولايات المتحدة وقالت إن بإمكانهم مواصلة دراستهم في اليمن.

وفيما ذُيّل البيان بعنوان بريد إلكتروني لأي طالب يرغب في قبول عرضهم، وكأن الـ"إيميل" كان العقبة الوحيدة أمام تحقيق رغبة هؤلاء الطلاب، لم ينسَ العرض إيصال رسالة سياسية من خلال التنديد "بما يتعرض له الأكاديميون والطلاب من أبناء الجامعات الأمريكية والأوروبية من تنكيل وتكميم للأفواه وقمع لحرية الرأي والتعبير"، وهي العبارة التي قوبلت بسخرية يمنية واسعة بإسقاط ذلك الادعاء على سلوك جماعة الحوثي الحافل بقمع كل من ينتقد سلوكها الطائفي الرهيب أو يطالب بمجرد الحصول على المرتبات المقطوعة منذ أعوام.

ووثّق تقرير حقوقي قيام جماعة الحوثي، منذ استيلائها على السلطة، باعتقال واختطاف أكثر من 16800 مدني يمني خلال الفترة الممتدة من سبتمبر 2014 وحتى نهاية أغسطس 2022. وأفادت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في تقرير بأن أكثر من 4201 مختطف مدني، ممن تم التأكد من معلوماتهم وصحة بياناتهم، لا يزالون في سجون ميليشيات الحوثي حتى اللحظة.

وقوبل العرض الحوثي بموجة سخرية واسعة من قبل الناشطين اليمنيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي لأنه يتنافى منطقيًّا والواقع، ولهذا اعتُبر نوعًا من الأساليب الحوثية لتزييف وعي الأتباع والمغرر بهم، فضلًا عن واقع الجامعات اليمنية وفي مقدمتها جامعة صنعاء التي تعيش حالًا من التدهور غير المسبوق سواء في مكانتها التصنيفية أو تجهيزاتها التعليمية وهجرة معظم الكوادر الأكاديمية، إضافة إلى التطييف الذي طاول المناهج العلمية، ورفض الميليشيات القاطع صرف رواتب أساتذتها وموظفيها وقطع مخصصات الدراسات والبحث العلمي والصيانة والتشغيل العام وغيرها.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في جامعة صنعاء التي يديرها الحوثيون قوله إنهم جادون في شأن الترحيب بطلاب الجامعات الأميركية الذين أوقفوا بسبب دعمهم للفلسطينيين، مدعيًّا أنهم يخوضون المعركة"إلى جانب فلسطين" بكل السبل الممكنة.

وأثار عرض الحوثيين توفير التعليم للطلاب الأمريكيين موجة من السخرية بين اليمنيين، مما دفع المصممين والهواة إلى نشر لوحات تهكمية قوبلت بانتشار واسع، من بينها صورة جرى تصميمها لطلاب أميركيين يستمعون إلى محاضرة علمية يلقيها القيادي في ميليشيات الحوثي محمد علي الحوثي، لاقت انتشارًا واسعًا إذ تضمنت عبارات السخرية والتهكم لأن غالبية قيادات الجماعة غير مؤهلين علميًّا.

وفي حين كتب الصحافي عبدالرحمن أنيس، "صدق أو لا تصدق جامعة صنعاء تعلن فتح باب القبول للطلاب الأميركيين المفصولين من الجامعات الأميركية بسبب التظاهرات مع غزة". وقال "يريدون من الطالب الأميركي أن يترك جامعة هارفارد وكاليفورنيا ويأتي ليدرس محاضرات علم الهدى، وملازم حسين الحوثي".

اندبندنت عربية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى