الأحد, 18 مايو 2025
177
إن ساحات وميادين النضال السلمي في عدن ولحج وأبين وبقية محافظات الجنوب برمزيتها ساحة العروض - الحرية - بخور مكسر، التي كانت تشهد في الماضي فعاليات ومظاهرات قوى الحراك السلمي الاحتجاجية رفضًا لاحتلال قوى الشمال ولنتائج حربها الكارثية على الجنوب أن تلك الساحات والميادين وبرمزيتها تلك تشهد حاليًّا ثورة حرائر وأحرار الجنوب الاحتجاجية السلمية رفضًا للإفقار والتجويع والتجهيل وتدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية وفقدان قيمتها الشرائية وتردي الخدمات العامة وشلل التعليم وتأخير صرف المرتبات في مواعيدها راتب الشهر يستلمه الموظف بعد مرور ما يقارب الشهرين بما هو لا يغطي نفقات أسرته لأسبوع وانقطاعات الكهرباء والماء وضياع الوظيفة العامة، ولصعوبة الأوضاع المعيشية بعد أن وصلت إلى مستويات قياسية من التدهور والتردي وعدم وجود أي مؤشرات عملية وملموسة على معالجتها، قرص الروتي يصل سعره في المخابز إلى مائة وخمسة وعشرين ريالا وحدث لا حرج.
خلال أسبوع واحد وبسبب استمرار معاناة الناس نتيجة تلك الأوضاع شهدت ساحة الحرية بخور مكسر في 10 و16 مايو الحالي فعاليتين نسويتين لحرائر عدن الجنوب وفي سياق امتداد حراك نسوي غير مسبوق، تداعت له حتى الآن حرائر زنجبار بإقامة فعالية احتجاجية صباح السبت 17 مايو وحرائر الحوطة بإقامة فعالية عصر نفس اليوم فيما تداعى أبناء عدن الجنوب بإقامة فعالية احتجاجية لأحرار الجنوب في ساحة الحرية بخور مكسر عصر السبت 17 مايو أيضًا، وستتواصل تلك الفعاليات بعدن ولحج وزنجبار وستمتد إلى بقية محافظات الجنوب لاريب عنوانها الأبرز التمسك بحق الحياة الحرة والعيش الكريم كحق وجودي غير قابل للصمت فالهم واحد والمعاناة واحدة والأوضاع لم تعد تحتمل المزيد.
ولإيصال صوت شعب الجنوب إلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي والإقليمي ودول الرباعية الدولية طالما كان البلد تحت البند السابع ودعوتها إلى إنقاذ الشعب من جور معاناته ومعالجة أسباب فشل إدارة البلد وحماية مصالح الشعب وحقه في العيش والحياة.
لقد تردد صدى صوت حرائر عدن الجنوب - فعاليتها الاحتجاجية الأولى - ولأول مرة في تاريخ الاحتجاجات تردد صداه في اجتماع مجلس الأمن الدولي في جلسته يوم الأربعاء الماضي، حيث كان المبعوث الأممي إلى اليمن قد أشار في إحاطته للمجلس إلى معاناة النساء واستعرض الاحتجاجات النسوية التي شهدتها مدينة عدن مؤكدًا أهمية الاستماع لأصوات النساء وأخذ مطالبهن بعين الاعتبار في جهود تحقيق الاستقرار، وهو برأينا ما يتطلب من قيادة المجلس الانتقالي التقاطه والبناء عليه في جهوده الدبلوماسية الدولية والإقليمية المستمرة و ألا حل لمعاناة شعب الجنوب وإخراجه من ضائقته المعيشية والخدمية ولضمان توفير الأمن والاستقرار الدوليين وتأمين ممرات الملاحة الدولية ومكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة، لا حل دون دعم ومساعدة شعب الجنوب في استعادة دولته.