السياسة والمناخ

> أكبر ملوِّث لكوكبنا الأرض هذه اللعبة السياسية القذرة التي يموج بها العالم، أما ما يُقال عنه "العالم الأخضر" المُرجّى فمجرد حلم على طاولة المناخ.

إنّ الانسداد السياسي المتعمّد إزاء الأزمات الدولية يشبه الاحتباس الحراري الذي يصرخ منه العالم اليوم.

الدخان المتصاعد في سوريا أحرق الغوطة ومزارع الزيتون، وعبثت النار في أرض اليمن بحقول البُن.

وليمون يافا يابسٌ في غصونهِ

وهل شجرٌ في قبضة الظلم يثمرُ

ماذا أبقت حرب روسيا وأوكرانيا من خمائل الورد وبرود المطر؟

هل جرف مساحاتنا الخضراء في وادي الجنتين إلّا سيل العرم الذي جاء نتاج العقل الملوّث بكفران النِعَم؟

إنّ السبيل الوحيد للخلاص من ملوّثات الكوكب هو أن نبدأ بتنقية العقول والأرواح من لوثات السياسات القذرة التي أحرقت كل جميل في هذا الكون.

هذه البيئة التي نشاهدها موبؤة بالحروب والصراعات ماذا فعلت هيئة الأُمم لأهلها؟

من يوقد نار الحرب؟

لنزرع أولاً شجرة السلام في قلب الإنسانية.

من غطّى مياهنا الإقليمية ومساحاتنا الخضراء بالبارجات والمصفحات وفضائنا بالطائرات والمسيّرات؟ أليس العقل الملوّث بثقافة الحرب؟

هل رأيتم دبلوماسية أُممية نقية إزاء الصراعات في الشرق الأوسط؟ أليست دبلوماسية مشوبة بالكدورات؟

راجعوا المناخ السياسي في بلدانكم يا سادة، كم نسبة النقاء في فضائه؟

لقد التبست على الناس مسألة الاحتباس الحراري بمسألة حبس الحريات، وأي جمال يرجّى إذا أصرّت صواريخ كييف وموسكو على القصف والتدمير؟

نريد أن نرى بلدنا العربي مملكة سعيدة، لكن كيف تُزهر رياضنا وفي حقول السياسة جِدبٌ وهشيمٌ.

صباح المناخ يا شرم الشيخ

لتحيا مصر ومبادرة الأمير

لصباحات الشتاء في بلدنا العربي شَجَن إيليا أبو ماضي، وتباريح فيروز.

لطفاً لا تحرقوا برود الموسم بنار الحرب في اليمن وسوريا وليبيا والسودان إن كنتم عشّاق المناخ الجميل والصباحات الباسمة.

ما حاجة البشرية لمصانع السلاح وأنتم تسمعون"إنما المؤمنون إخوة"؟

إنْ كانت مصانع الأغذية التي انتشرت في الآفاق وقيل إنها جاءت لخدمة الإنسان قد أضرّت ببيئة الإنسان، فكيف بمصانع السلاح التي جاءت بالشرور والدبور؟

يا هيئة الأُمم ومجلس الأمن امنحونا السياسة الخضراء والديبلوماسية الخضراء والسلام الأخضر، فقد جفّ الضرع ويبس الزرع بسياساتكم الملوّثة بالرعونة والقبح والخسّة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى