سقوط الدولة وسقوط الأخلاق والقيم

> عندما سقطت الدولة وضاعت هيبة النظام والقانون سقطت وتردت أخلاقنا وقيمنا، وذلك دليل على أننا كنا نلتزم بالنظام والقانون وما يفرضه من عقوبات دنيوية ونسينا أو تناسينا قيمنا وأخلاقنا الدينية رغم أننا نتغنى صباحا ومساء بالدين الإسلامي وتعاليمه، بل إن الكثير ممن يمارسون كل المحرمات يتسابقون للصلاة في الصفوف الأولى في المساجد.

يا ترى لمن يصلون هؤلاء، لله الواحد القهار أم أن الصلاة أصبحت مظهرًا من مظاهر النفاق الاجتماعي؟ كنا ننتقد هذا السلوك الشاذ لبعض قتلة وسرق الشمال بعد الوحدة المباركة، لكننا أصبحنا نتفوق عليهم في تصنع التدين كغطاء لممارسة كل أنواع الرذيلة، لقد راهن الذين سعوا لتحقيق الوحدة على تغيير سلوك أباطرة الشمال لصالح الالتزام بالنظام والقانون وتحقيق المواطنة المتساوية، لكن للأسف الذي حدث العكس تماما، وهذا دليل على أن إيماننا بالدين وتعاليمه كان ديكورا نستخدمه كأداة للنصب والاحتيال، إن أي مجتمع مسلم مؤمن بالله وبدينه الحنيف يتبرأ من مثل هذا السلوك.

إن مجتمعنا في الجنوب رغم عدم التزام النظام الحاكم بالدين وتعاليمه كان سلوكا إيمانيا حضاريا، حيث كانت الأسرة فيه تلعب دورا محوريا في التربية وكانت المدرسة تكمل ذلك الدور التربوي التعليمي، لكننا اليوم نرى بكل وضوح تخلي الأسرة عن دورها التربوي، بحيث أصبحت كلمة عيب لم تسمع من الأب أو الأم للابن أو البنت وتم استبدالها بمزيد من الدلع والتشجيع لأبنائنا وبناتنا على ممارسات غير صحيحة، انعكس ذلك على سلوك شاذ لأجيالنا الصاعدة وفقدانهم لقواعد السلوك الإيجابي تجاه المجتمع.

لقد أصبحت الذاتية والأنانية عنوانا لكل سلوكنا وتصرفاتنا، مما جعلنا كمجتمع نهبط إلى الدرك الأسفل من السلوك، وصرنا نشكو من الظواهر التي شاركنا بسلوكنا في انتشارها، فهل من صحوة لتدارك ذلك الانهيار المريع للأخلاق والقيم أتمنى ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى