​مصر ..عقلنا ومعقلنا

> كان واجبا أن أكتب عن مصر وأنا في مصر، مع أن مصر والمصريين  في غنى عما أكتبه فلديهم آلاف الكتّاب المرموقين وهم الأعلم بشؤون بلادهم، فما يفعلون بحرف ممزق قادم من عدن الجريحة؟، ولكنها رسالة الحرف وواجب الإخاء والمصير المشترك دفعاني أن أكتب عن هذا البلد العريق الشقيق منصفا وناصحا هذه المقالة التي لا اعلم هل ستجد طريقها للنشر في أي صحيفة مصرية ام ستكون صرخة في وادٍ أو مجرد قطرة في نيل الحبر المصري المتدفق.
إنني صادقا أدعو شعب هذا البلد الكريم - ونحن منهم وإليهم-  إلى أن  يحمدوا الله كثيرا  على ما هم فيه من نعمة الأمن والاستقرار ومن طيب العيش ووجود الدولة القوية بمؤسساتها العريقة والنظام و القانون رغم وجود  المنغصات التي لا يخلو منها بلد والتي أراها طبيعية في بلد كهذا كثير السكان مترامي الأطراف كثير الأعداء.

إن نجاح هذه الدولة قيادة وحكومة وجيشا وأمنا جعل الأعداء تتربص بها الدوائر من الداخل ومن الخارج لأن مصر هي عقل الأمة القدير ومعقلها الأخير، فإذا انفرط عقدها انفرط عقد الأمة وقد انفرطت عقود خلال هذه العقود في امصار عربية شتى ولكن الكارثة الأكبر إذا أصاب خلل جسد هذا البلد وهذه الدولة الأم.
فيا أيها الأشقاء في مصر الحبيبة إن  بلدكم خير بلد ودولتكم العريقة خير دولة ولديكم قيادة رشيدة مسؤولة فالتفوا حولها جميعا وليكن ولاؤكم للوطن والأرض والدولة وللقيادة التي هي منكم وإليكم وتدير شؤونكم باقتدار رغم العواصف، ولا تغرنّكم أو تفتن بينكم آيدلوجيات مشبوهة ظاهرها الرحمة وباطنها  العذاب.

 إننا في كل أصقاع هذا الوطن العربي الكبير مراهنون عليكم بعد ان صار ما صار في بلداننا فلكم في جيرانكم عبرة في ليبيا وسوريا والعراق واليمن والسودان  وغيرها لقد فر إليكم الكثيرون، وهاهم بينكم يعيشون بعضهم مرضى وبعضهم نازحون وبعضهم مقيمون وبعضهم لاجئون بعد أن اضطربت أحوال بلدانهم وضاقت بهم
السبل، وقد اتسع حضن هذا البلد للجميع، فأين من بعدها المفر لا سمح الله ..؟
 لن ينجح المتآمرون على هذه البلد التي أقسم بها الرحمن في كتابه ( والتين والزيتون وطور سينين)  وعلى شعبها ذي الغيرة والحصافة والوطنية والولاء المطلق لله ثم للوطن فهو يكاد يخلو من العصبيات القبلية ومراكز القوى المتنفذة ، فكل شيء إلا مصر واستقرارها ومستقبل أجيالها.

 لقد خرجنا نحن في جنوب اليمن في 2007م نطالب باستعادة دولتنا المستقلة ،ثم جاء ما سمي بالربيع العربي فخلط الأوراق فأرجعنا القهقرى، ومن ثم حدث ما حدث بعد ذلك فدخلت البلاد في حرب طاحنة فأضحينا حتى الآن لا جنوب ولا شمال و لادولة واحدة ولا دولتان ومن غير ثورة ولا جمهورية ولا وحدة ولا فك ارتباط في حين أن القادم مجهول رغم التضحيات الفادحة خاصة في الجنوب.

إنكم في مصر بلد الرشد والرشاد وأننا عليكم مراهنون فأنتم بلد الفتح في يوليو واكتوبر ثورة وعبورا اسطوريا، نسأل الله لكم الثبات والأمن والاستقرار فإنه لنا ولكم.
فتحية إلى شعبكم وإلى دولتكم وإلى  قائدكم وإلى كل قطرة ماء في نيلكم العظيم  وذرة تراب في أرضكم الطاهرة.

( رب اجعل هذا بلدا آمنا)

*أستاذ في جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى