الشّطّة والشّنطة

> أحلى وجبة يتسابق عليها الأطفال "أندومي وشطّة".

كذا يبدو مزاج الصغار الذين يجتمعون في حارات المدينة عند المساء يحيون بداية ليلتهم بشراء قراطيس الأندومي وقوارير الشّطّة من البقالات، ويوزعون الأدوار بين أعضاء الفريق في الطبخ كل ليلة في منزل.

يرونها وجبة لذيذة تشبع بطونهم، ويرونها "مفخرة" في زمن الفقر.

وحول هذه المائدة البسيطة المتواضعة وطن يتنازعه حكّام محلّيون نَهِمون "يقرطون" المليارات، لهمُ الشنطة وللصغار الشّطّة.

وقد برز جديد الأزمة في البلد، ما قيل عنه حرب الرواتب، وحرب النفط، وحرب البحار.

كل هذه الحروب يجني من ورائها الحكّام أموالا طائلة وللشعب الأندومي.

صَدَقَ السياسي الذي قال إن الحرب في هذا البلد من أجل السلطة والثروة، فهي مغنم وتجارة رابحة، ولو أنها غير ذلك لتوقفت من زمان.

ولقد عَلِمَ العالم هذه القصة فماطل في الحل، وعبث في الديبلوماسية، وسَخِرَ من الجميع حاكما ومحكوم.

بكى الرئيس البرازيلي الجديد من اقتراب المجاعة نحو شعبه رغم أن أطفال بلده لا يحتفلون بأكل الأندومي كما يفعل أطفال اليمن.

هذه الحرب غنيمة الكبار، فقد صاروا أثرياء حتى أولئك الذين في المنفى وبلاد اللجوء.

يا قوم لكم الشّنطة ولنا الشّطّة، رفقاً بصحة الصغار، وقد علمتم أن الأندومي مجلبة للأمراض.

فمُنِعَ بيعه في أقطار وحُظرَ عن متناول الأطفال في بلاد عربية شتى، فهو ضار ومكوناته مسرطنة، أُغلِقت دونه الأسواق، بينما

يجد سوقاً رائجة في بلدٍ موبوء بالحرب، فصغار يموتون بالألغام وصغار يموتون بالأندومي.

في (السعيدة) أطفال يبحثون عن الطعام في القمامة وأطفال يتسولون عند محطات السيارات وأطفال يسألون الناس في الجولات.

وفي "البلدة الطيبة" أطفال تركوا المدارس وذهبوا إلى العمل الذي لا يقدرون عليه، حتى صاروا (شُقاة) في سن مبكرة، تحرق جلودهم شموس النهار في طفولة ليس لها بواكي.

وأطفال عسكرتهم الحرب فالتهمت أجسادهم رمال الصحراء وصخور الجبال.

يقول الراوي:

هذا الشعب يحكمونه غصباً وهو خانع ذليل.. لسان حال حاكمه:

لا تُدبِّر لكَ أمراً

فأُولو التدبير هلكون

وارضَ عنّا إنْ حَكَمنا

نحنُ أولى بِكَ مِنكأ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى