لا حلول إلا بوقف الحرب

> قرأت الواقع اليمني من معطيات ثمان سنوات حرب صادمة على كل جوانب الحياة، ناهيك عن آثارها النغسية الشديدة في الوقت الراهن، إذ تشير دراسات بهذا الصدد إلى وجود أكثر من ثمانية ملايين يمني يعانون من تبعيات نفسية جراء الحرب والوضع المعيشي المتردي بصورة غير مسبوقة.

توكد الدراسة أن الرقم يمكنه أن يتضاعف مع مرور الوقت في حين أن تشير دراسة مماثلة إلى حجم تأثير الحرب على الأطفال الذين بينت أن أعدادا كبيرة منهم تظهر عليها حالة عدم الشعور بالأمان والعصبية ونحوها من المشكلات النفسية التي لا يقابلها وجود أطباء نفس على مستوى عموم اليمن شمالا وجنوبا.

الأمر لا يقتصر على جوانب وشرائح مجتمعية بعينها بقدر ما هي تبعيات الحرب التي طال أمدها، فبعض المتابعين للشأن اليمني لا يرون إمكانية الحسم العسكري في حين أن تشكك الهيئات الدولية بقدرة الحكومة على فعل شيء من منظور وضعها الهش وفق معطيات الأداء الذي لا يمكن البناء عليه، ناهيك عن عجزها التام عن حل مشكلات الأوضاع المتردية، بل يرى هؤلاء أن لا شعور لدى المعنيين بضرورة إنهاء الحرب على الأقل من منظور الأوضاع التي باتت تشكل مأساة حقيقية خصوصا مع فكر استمرار الحرب التي تشكل عند بعص أطرافها مكاسب لا تجعل فكرة إنهائها لديهم سبيلا لتفادي تأثيراتها الساحقة التي أخذت تتكشف على أوسع نطاق، ناهيك عن بؤرها غير المنظورة بمعطيات حروب أخرى بداخلها، ووفق ما تقدم لا توجد عوامل داخلية تعين على وقف الحرب للأسف.

على الصعيد الدولي لا توجد رؤية سياسية واقعية منصفة وتأتي على الأسباب التي أدت إلى نشوبها، وهذا الواقع المؤسف يكرس لحدة معاناة اليمنيين عموما وربما يشرع لبدايات جديدة لحروب داخلية.

هل يسهم المحيط الإقليمي والدولي في حدة الأزمة وتفاقمها عوضا عن وضع الحلول الواقعية؟ ذلك ما سوف تظهره الأيام القادمة، آملين ألا تكون المعالجات بذات الأخطاء التي أدت إلى ما نحن عليه.

هل من المتعذر وضع خارطة حلول سياسية تنهي وجه المأساة في هذا البلد الفقير؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى