طالبان تحرم النساء من المنتزهات وصالات الرياضة

> كابول "الأيام"

> ​ما فتئت حركة طالبان التي تتولى مقاليد الحكم في أفغانستان تفرض المزيد من القيود على النساء والفتيات.

وقد أصدرت الحركة منذ أيام قرارا صارما يمنع دخول النساء إلى المنتزهات وحدائق الألعاب والصالات الرياضية في العاصمة كابول. وقال المتحدث باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محمد عاكف إن الأفغان الذين يديرون حدائق المدينة وصالات الألعاب الرياضية وحدائق الألعاب، قد صدرت لهم أوامر بعدم دخول النساء إلى تلك المرافق حتى لو كان بصحبتهم محرم من الأقارب الذكور.

وكانت حكومة طالبان قد فرضت في وقت سابق الفصل بين الجنسين في تلك المرافق، حيث سمحت للنساء بالذهاب إلى الحدائق لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع (الأحد والاثنين والثلاثاء)، في حين كانت بقية الأيام من نصيب الرجال.

وقال عاكف “على مدى الخمسة عشر شهرا الماضية، بذلنا قصارى جهدنا لترتيب الأمور وتسويتها وحتى تحديد الأيام.. بيد أن تلك القواعد جرى انتهاكها في العديد من المرافق”.

ويعد هذا القرار أحدث سلسلة ضمن القيود الصارمة التي فرضت على النساء، بما في ذلك منع المرأة من السفر لمسافات طويلة دون مرافقة الرجل، وتقييد الوصول إلى بعض مجالات العمل، وفرض ارتداء الحجاب أو البرقع خارج المنزل.

كما يستمر منع الفتيات من دخول المدارس الثانوية التي أغلقت في وجههن في معظم أنحاء البلاد، منذ أن استعادت طالبان السلطة في أغسطس من العام الماضي.

ومنذ سيطرة الحركة على كابول تعاني المرأة الأفغانية من التغييب، وتزيد طالبان القيود القانونية على حريات المرأة وحقوقها وتحركاتها، تطبيقا لقراءتها المتشددة للشريعة الإسلامية.

وأكد عاكف أن القيود المفروضة على المنتزهات والصالات الرياضية في كابول ستمتد لتشمل جميع النساء “سواء كن مع محرم أو دونه”.

وقال “لقد رأينا الرجال والنساء معا في الحدائق، وللأسف لم يتم الالتزام بالحجاب. لذلك كان علينا أن نتوصل إلى قرار آخر، وفي الوقت الحالي أمرنا بإغلاق جميع المنتزهات والصالات الرياضية بوجه النساء”.

وأوضح أن دوريات أمنية سوف تباشر في مراقبة تلك المرافق للتحقق مما إذا كانت النساء ما زلن يستخدمنها.

وفي المقابل، أكدت مدربة شخصية في إحدى الصالات الرياضية في العاصمة أن الرجال والنساء لا يتدربون معا في المكان الذي تعمل فيه.

وقالت، شريطة عدم الكشف عن هويتها، “طالبان يكذبون.. كنا نتدرب بشكل منفصل عن الرجال”.

وأضافت أن رجلين يدعيان أنهما من وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد دخلا صالة الألعاب الرياضية، وأجبرا جميع النساء على المغادرة.

وأردفت “أرادت النساء الاحتجاج على إغلاق الصالات الرياضية، لكن طالبان جاءت واعتقلتهن.. والآن لا نعرف ما إذا كن على القيد الحياة أو قضين”.

وأدانت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في أفغانستان أليسون دافديان قرارات حركة طالبان، وقالت “هذا مثال آخر على إلغاء طالبان المستمر والمنهجي للنساء من الحياة العامة”.

ودعت طالبان إلى إعادة جميع الحقوق والحريات للنساء والفتيات.

كما اعتبرت سودابا نازاند، وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة بكابول، أن الحظر سيترك العديد من النساء يتساءلن عما بقي لهن في أفغانستان.

وأوضحت أن “ما حدث ليس تقييدا لحقوق النساء فحسب، يل يضر أيضا بالأطفال الذين اعتادوا الذهاب إلى الحدائق مع أمهاتهم، والآن يُمنعون من ذلك.. إنه أمر محزن وغير عادل”.

ومنذ تولي حركة طالبان مقاليد الحكم في أفغانستان ازدادت أوضاع المرأة صعوبة، إذ فرضت طالبان قيودا قاسية على النساء والفتيات تتوافق مع تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية. وصار ممنوعا على المراهقات متابعة تعليمهن في المدارس الثانوية، كما أجبرت الموظفات الحكوميات على ترك أعمالهن. كذلك منعت النساء من السفر بمفردهن.

ووفق رسالة وجهتها حركة طالبان الأفغانية إلى شركات الطيران في البلاد، قررت الحركة منع النساء الأفغانيات من الصعود على متن الطائرات في حال لم يكُنّ برفقة رجل من عائلتهن (محرم)، في تدبير جديد يقيد حريات الأفغانيات التي تم تقويضها منذ عودة الحركة إلى الحكم، بعد منعهن من السفر إلى أبعد من 72 كلم في البلاد في حال لم يكنّ برفقة قريب ذكر من العائلة، واتخاذ قرار إغلاق المدارس الثانوية للفتيات.

وقد أشار مسؤولان في شركتي “أريانا أفغان إيرلاينز” و”كام إير” لوكالة الأنباء الفرنسية إلى أنهما تلقيا أمرا من جانب طالبان يمنع إصدار تذاكر سفر للنساء الأفغانيات، في حال لم يكنّ برفقة رجل من عائلتهن أثناء الرحلة. وقد اطلعت الوكالة على رسالة بعثها مسؤول كبير في شركة “أريانا أفغان إيرلاينز” للموظفين، تؤكد هذه التدابير الجديدة التي ستُطبق على كافة الرحلات.

ولفتت الرسالة إلى أنه “لن يُسمح لأي امرأة بالسفر على متن رحلات داخلية أو دولية دون قريب ذكر”. كما أكد وكيلا سفر أيضا أنهما توقفا عن إصدار تذاكر سفر للنساء اللواتي يعتزمن السفر بمفردهنّ.

وفي مايو، أمر المرشد الأعلى لأفغانستان وزعيم طالبان هبة الله أخوند زاده النساء بتغطية حتى وجوههن في الأماكن العامة. كما فرضت الحركة على مذيعات التلفزيون ارتداء النقاب على الشاشة، ولكن عددا منهن تحدين القرار في البداية وظهرن بوجوه مكشوفة.

وقاومت أفغانيات كثيرات القيود التي وضعتها طالبان وخرجن في مظاهرات مطالبة بالحق في التعلم والعمل، لكن المتشددين سرعان ما قمعوا التجمعات وأوقفوا قادتها واحتجزوهن سرا، فيما نفت الحركة بأنه تم اعتقالهن. ولزم معظمهن الصمت منذ إطلاق سراحهن.

العرب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى