الإعلام الجنوبي، كيف يُنظر له؟

> دعونا ننطلق من مفهوم حقيقي للإعلام الجنوبي في كونه ضرورة تفرضها المعطيات السياسية و غيرها من الآفاق المتعددة الأنماط، وأن نبدأ فعلا في التخلي عن النزوات السابقة و البحث في أطر جديدة بديلة ولا أقصد هنا إحلال أفراد محل آخرين ولكن أيضا علينا أن ندرك أن من ساعد على الهدم لا يمكن له البناء .. أبدا ، علينا أن نترجم ما نريد تحقيقه في عقولنا إلى إرادة تبتعد عن الغلو و التطرف و الانسياق وراء انفعالات أو عواطف لن تنتج سوى نفس مقومات الإعلام المنفرد بأحادية النظرة والذي لا يقبل النقد، العالم يشهد عدة متغيرات على الساحة الدولية و منعطفات خطيرة أدت إلى تقليص نفوذ و تهيئة مواقع جديدة في مواجهة دول أخرى، ما يتوجب على الإعلام الجنوبي اليوم أن يبدأ في التوافق على أسس بناء الثقة و القبول بالآخر القريب و أن يستعد للخطوات التي يكون فيها قادرا ومستعدا لأن يلحق بركب التطور في المشهد الإعلامي.

لا سيّما في بناء التحالفات و عقد اللقاءات المتعددة دون خوف أو قلق ممن تحاور أو تستبعده، خطوات مهمة في ترجمة العلاقة مع الآخر خطوة تكتسب أهمية بالغة على الرغم من التعقيدات التي قد تشهدها المرحلة الحالية او القادمة، ليس مطلوبا من الإعلام الجنوبي أن يكون متشددا بل قويا في الطرح و له بُعد في الرؤية لقراءة المشهد السياسي و دراسة الحالة و تطوراتها.

الصحافة في عدن وفي عدد مطبوعاتها بالذات هي على عدد الأصابع و معروفة ولا يمكن القول أنها ضد كيان أو تعادي آخر، هناك رؤية لكل صحيفة، و الإعلام الحقيقي من يتجاوز تلك الهفوات و ينفتح على الآخرين، دون تعصب لرأي أو عمل تحريضي على آخر .

نعم هنالك .. محاذير و خطوط حمراء يجب على الصحيفة أو المؤسسة الإعلامية الحرص على اتباعها ليس من باب الخوف لكن من باب الحرص على أداء المهنة وخصوصيتها، أو عموميتها، القانون يضع أسس و قواعد و ضوابط لعمل كل صحيفة أو رئيس تحرير، وعلى الكيان النقابي للإعلاميين أن يأخذ أهمية دوره في الدفاع عن حقوق الصحافيين واستقلاليتهم، وعدم القبول بابتزاز أي طرف لمهام الإعلاميين ودورهم في نقل المعلومة للمواطن و القارئ، لذلك، لا يجب أن يكون الإعلامي أو الصحافي أو المؤسسة الإعلامية أو الكيان النقابي ذاته سلاحا يتم توجيهه لصدور زملاء المهنة، ومتى كان كذلك ، فقد فشلنا في تخطي واقعنا القديم بما يحمل من عنتريات، أصبح التعامل معها من سابع المستحيلات، وعليه يجب أن نعي أن الاختلاف في الرأي يجب أن يكون مبني على فهم حقيقي للواقع.

وعلى أساس ذلك، لا يجب أن نحمل توجهات تتسبب أو تكون مدعاة للترهيب أو الابتزاز أيَّا كان شكله أو نوعه، وهناك مواقف وطنية نؤمن بها و نتعاطى معها ولا يعني ذلك أن يكون الإعلام الرسمي مركز تهديد للمستقلين أو الذين يحملون توجهات

أخرى لكن أن تكون أداة و تعمل على الإضرار بالمصالح العليا فهي بالتأكيد أمور يحددها القانون و يفصل فيها القضاء الذي يجب أن يكون مستقلا وضامنا لمحاكمة عادلة على السواء.

إن بناء المستقبل في رؤية الإعلام الجنوبي بحاجة إلى تضافر كل الجهود و مساحة تتسع للجميع لأن الإعلام صناعة لها صنّاعها و محيطها

وسيأتي يوم بإذن الله تعالى نكون قادرين على أن نحدث فرقا و متغيرا في الخطاب الإعلامي و الارتقاء به نحو مصاف صناعة الإعلام المرئي و المسموع و السوشيال ميديا حتى نصل لبناء مدينة الإعلام في الجنوب بكادر إعلامي متميز متخصص مؤهل، قادر على التعاطي مع مختلف الاتجاهات وتلك العلاقة هي التي ستحدد المسار الفعلي للإعلام الجنوبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى