مناضلون منسيون.. تجاهل أم تجهيل؟

> النضال مفهوم حركي يقود صاحبه لأخذ زمام المبادرة وهو متعدد الأشكال والمراتب، لكن لا يمكن لنا التمييز بين الأدوار المختلفة للمناضلين و/ أو تجريد بعضهم وتكريم البعض وخصوصا أن هذه الأرض بجنوبيتها حملت بهم وكانت وطنهم ومازالت.

امتد النضال الوطني لأبناء الجنوب على امتداد رقعته الجغرافية أثناء وجود المستعمر البريطاني، ولست هنا في مقالي هذا بصدد توجيه أصابع الاتهام لأحد أو تحجيم دور أي فصيل، لأنني أؤمن بضرورة تخلينا عن سلبيات الماضي والنظر بصدق نحو الحاضر بتعزيز الثقة وبنائها بما يعزز من وجود الجنوب أرضا وإنسانا بعيدا عن التعصب العقائدي والحزبي الضيق والمقيت؛ لأننا يجب أن نعي ماضينا بالتخلي عن كل ما يؤرق حاضرنا ويخدم مستقبل الأجيال المتعاقبة.

هنالك مناضلات ومناضلون جنوبيون من عدن وغيرها تم تجاهلهم لعقود مضت ولم يتم النظر لأحوالهم وأسرهم، والبعض عانى من الاغتراب رغما عنه ليقاسي الأمرين، بعضهم من قضى نحبه والبعض ينتظر وطال الانتظار.

اليوم يعني الكثير لتحقيق أبسط معاني الترابط الإنساني مع أولئك المغيبين قسرا عن تكريم أو تخليد ذكرى، علينا أن نفخر بهؤلاء المنسيين نساء ورجالا ونفي بحقهم وحق أسرهم أسوة بغيرهم.

العديد منهم فقد الثقة بذلك وترسخت القناعة لديهم وأسرهم وأحفادهم من ذكر أسمائهم على شاشات التلفزة، وأنهم يواجهون عقوبة طويلة الأمد لأنهم كانوا مع فصيل معين أو توجهات معينة، ولا يمكن لنا الاستمرار في توجيه الاتهام لهم، ويجب أن نعتذر لبعضنا البعض عن الإفراط في الحماسة التي أودت بالجنوب نحو الهاوية، فليس بيننا عملاء للاستعمار، فهم رجال ونساء صادقون ولم يعطوا حقهم في التكريم أو باعتماد أسمائهم في كشوفات الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء والمناضلين أو غيرها من الجمعيات أو المؤسسات.

الكل قدم تضحيات وأسهم بشكل أو بآخر للوصول إلى التحرر من الاستعمار، حتى الاستعمار البريطاني خضع لحكم محكمة البريقة في منطوق حكمها لصالح عمال وموظفي المصافي قبل سنوات وقامت بدفع مستحقاتهم المالية تعويضا لهم عن تلك الفترة بعد الاستقلال، وهذا الأمر بالغ الأهمية لتحقيقه فنحن بحاجة إلى إعداد قوائم بهم وعلى استعداد للمساعدة في ذلك، لأنه صالح عام، فالجنوب بكل ولكل أبنائه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى