​روسيا تنفي اتهامات باستخدام "أسطول ظل" للتحايل على سقف سعر النفط

> موسكو«الأيام» وول ستريت جورنال

> نفت روسيا تقارير إعلامية تفيد بأنها ستعتمد على "أسطول ظل" بهدف الحفاظ على تدفقات النفط، والتحايل على العقوبات الغربية التي تعتبر "الأشد قسوة"، بعد فرض حد أقصى لأسعار النفط.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلت عن مصادر قولها إن شركات الشحن سارعت لشراء العشرات من ناقلات النفط المستعملة هذا العام، ودفعت مبالغ قياسية للحصول على كاسحات جليد قادرة على التنقل في البحار المتجمدة حول موانئ البلطيق الروسية شتاءً، بهدف إيصال النفط الروسي إلى السوق، بعد العقوبات على صناعة الطاقة الروسية، والتي سيبدأ سريانها قريباً.

وتواجه موسكو بدءاً من الاثنين، قيوداً على صادراتها النفطية، بعد سريان العقوبات الأوروبية والأميركية التي تعزل المنتجين الروس عن أسواق الشحن والتأمين الغربية، التي تعتبر ضرورية لتصدير النفط.

وترى "وول ستريت جورنال" أن حجم ومرونة "أسطول الظل"، سيساعدان في تحديد ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سينجح في الحفاظ على تدفق عائدات النفط الروسي، مُوضحة أن النفط "لا يزال يمثل شريان الحياة للاقتصاد الروسي، وعنصراً أساسياً لتمويل الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ فبراير الماضي"، بعدما أوقفت موسكو مبيعات الغاز الطبيعي إلى أوروبا بشكل كامل تقريباً.

ولفتت إلى أنه يمكن لـ"أسطول الظل" أيضاً، أن يؤثر تأثيراً كبيراً على ارتفاع أسعار النفط والغاز في الأشهر المقبلة، مُوضحة أن أسعار النفط الخام والبنزين قد تقفز في جميع أنحاء العالم، في حال انخفاض مبيعات النفط الروسي بسبب عدم وجود ناقلات كافية في "أسطول الظل".

"أسطول الظل"

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الاضطراب في الجزء الهادئ من سوق الشحن، أدى إلى تقسيم صناعة الناقلات إلى جزأين، الأول يتعامل مع شركات النفط الغربية والبنوك وشركات التأمين، فيما الآخر، الذي يُعرف بشكل غير رسمي في الصناعة باسم "أسطول الظل" لا يتعامل مع هذه الجهات، ما يُمكنه من التجارة مع إيران وفنزويلا وبشكل متزايد مع روسيا، أكبر مصدر للوقود الخام والمكرر في العالم.

ونقلت الصحيفة عن لارس بارستاد، الرئيس التنفيذي لشركة النقل البحري "فرونتلاين"، قوله: "إنك تبدأ نوعاً جديداً من سوق الشحن، بالتوازي مع السوق العادي الذي يعمل فيها معظمنا".

وأوضح جون سميث، الشريك في شركة "موريسون آند فورستر" للاستشارات والمدير السابق لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة الأميركية، أن أسطول الظل "ظهر قبل 10 سنوات لشحن النفط الإيراني، بعدما شددت الولايات المتحدة عقوباتها على طهران في عام 2012".

وتوسع الأسطول مرة أخرى في عام 2018، بعدما فرض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، عقوبات على طهران، وفقاً لشركات متخصصة في الوساطة البحرية ورصد حركة السفن.

ولا يوجد تعريف محدد لما يجعل أي سفينة جزءاً من "أسطول الظل"، إذ تقوم بعض الناقلات بتغيير الأعلام، أو إيقاف أجهزة الإرسال أو إرسال إشارات كاذبة، أو مبادلة النفط في البحر، أو تزوير المستندات، وفقاً لتقرير أصدرته وزارة الخزانة الأميركية في عام 2020.

موسكو: الطلب مرتفع

المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قال إن العقوبات المفروضة على الشحن "ستضر بروسيا والدول التي تفرضها".

وأشار إلى أنه "سيتم تنظيم شحن النفط الروسي وفقاً للشروط الجديدة"، وقال إن "زعزعة استقرار أسواق النفط أصبحت أمراً لا مفر منه، ولكن الطلب لا يزال كثيراً".

من جانبه، قال أليكسي تشيبا، النائب الأول لرئيس لجنة مجلس "الدوما" للشؤون الدولية، إن موسكو "لا تحتاج إلى إنشاء أسطول ظل"، كاشفاً أن العديد من الدول تريد بالفعل شراء النفط الروسي رداً على تحديد سقف سعري لأسعاره"، وذلك فقاً لما أوردته وسائل إعلام روسية.

وأشار تشيبا إلى أن العديد من الدول المنتجة للنفط "تخضع لعقوبات منذ فترة طويلة، وهذا ليس بمشكلة كبيرة"، وذلك في إشارة ضمنية إلى إيران وفنزويلا.

وكانت المفوضية الأوروبية أعلنت أن جميع حكومات الاتحاد الأوروبي أكملت، السبت، الموافقة الخطية على فرض حد أقصى لأسعار النفط الروسي المنقول بحراً يبلغ 60 دولاراً للبرميل، ما يمهد لنشر القرار في الجريدة الرسمية للتكتل، ودخوله حيز التنفيذ الاثنين، فيما أعلنت روسيا أنها "لن تقبل هذا السقف".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى