التسابق لأغراق الوطن.. الوصابي - سلامة أنموذجا

> هذه فئة طفيلية، أصحاب التروس والشهادات العليا، من وجدت في الحرب غنيمة رخيصة وإن كانت بملايين الدولارات لقتل مستقبل الوطن من خلال أبنائه الطلاب الذين هم بارقة الأمل الوحيدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وسط هذا الدمار الشامل الذي أحدثته الحرب بمفهومها الفيزيائي البحث أو بمعناها الانتهازي القذر عن طريق أمراء الحرب الذين وجدوا في الأوضاع الاستثنائية المتردية فرصة العمر للإثراء غير المشروع من خلال تأبيد حالة الحرب، وإن وقفوا أعلى قمة هرم من جماجم المواطنين مبتهجين بما جنوه في لحظة غفلة من الدولة بمفهومها القانوني والعدلي.

التلاعب بالمنح الدراسية ليس بجديد ما قبل الحرب وخاصة في السياسة المتبعة تجاه الجنوب، حيث ظلت حكرا على الطبقة العسكرية والقبلية الحاكمة في صنعاء باختيار الجامعات الأرقى في الغرب الأوربي وأمريكا لأبنائهم.

ثم يأتي في المرتبة الثانية أبناء المناطق الشمالية المقربين من دائرة الحكم، وإن اجتهد واحد أو اثنان من أبناء الجنوب فقد تتكرم عليهم هيئات الابتعاث بواحدة من الدول التي ينكف منها أبناء الطبقة الأولى إلا ما كان من الراحل الكبير د. صالح باصرة الذي أحدث خرقا في القاعدة بفضل كاريزما الرجل وشجاعته.

بعد التحرير وإقامة دولة الشرعية في المناطق المحررة جرى ما جرى من عبث عارم من قبل سلطات الأمر الواقع ليس في التعليم العالي فحسب وإنما في كل الوزارات، لكن في التعليم والتعليم العالي كانت الأمور تفوق التصور. لم يأت الوزير زيد أو عمرو ليقول أنا المنقذ بل أتى ليتفوق على السابقين ولا أريد أن أقول اللاحقين في السرقة وليبرز الحالة الهستيرية ليدمر ما كان قائما أثناء حكم عفاش بدرجة الشرف الأولى التي وصل إليها في السرقة والنهب والمحسوبية ومحاصرة الشرفاء وتهميش الكفاءات الحقيقة وتحويل الادارات إلى حضائر ماشية من الأقارب والخلان وحتى الخليلات.

انظروا مثلا لوزير يستغل ضعف شخصيته ليتبوأ التعليم العالي بالتوافق مع أصناف حكام الداخل والخارج ليكون مبعوث الرحمة لأبنائهم بالاستحواذ على فرص المستضعفين في الأرض للابتعاث للدراسة الخارجية وكما تكشفه الوثائق التي يندى لها الجبين، أما فضيحة الوصابي فإن ورق التوت في حوض الأمازون كله يأنف أن يواري، بعد أن اختلف اللصوص على الغنيمة ظهرت نتانتهم، أو على الطريقة المصرية (ما شافوهم وهم يسرقوا وشافوهم وهم يتصارعوا على ما سرقوه).

قبحهم الله يأكلون السحت في بطونهم ويحرمون المستحقين للدراسة في الخارج من حقهم المشروع.

الحالة هنا واختصار جريمة في حق الوطن لا تسقط بالتقادم، وليعذرني فخامة الأخ رئيس مجلس القيادة د. رشاد العليمي إن قلت له إن تصحيح الأوضاع في وزارة التعليم العالي يتطلب التحفظ على الوزير ومن سبقوه أيضا وتقديمهم إلى القضاء لمحاكمتهم على ما اقترفوه.

وهذه خطوة أولى فقط لإصلاح الضرر الذي لحق بالوطن وأهله من قبل أمراء الحرب الذين استغلوا غياب الدولة أو ضعفها ليعيثوا في الأرض فسادا غير مبالين بحالة الفقر المدقع والأمراض والنزوح ومئات الآلاف ممن يأكلون من القمامة أو يشحتون في الشوارع بينما هؤلاء يموتون من التخمة.

وسيكون لنا وقفات عن الخزي والعار الذي ألحقه وزير الخارجية الأسبق الناصري الذي كان يحمل صورة عبدالناصر العظيم على رأسه كالحمار يحمل أسفارا، بينما الزعيم الخالد الذي كان قد ملأ سمع الدنيا وبصرها ومات وهو ليس في حوزته أكثر من راتبه الشهري.

تبا لهم أعداء الشعب والوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى