الدرع الدفاعي لحماية حضرموت

> تكرار جماعة الحوثي الإرهابية ضرب ميناء الضبة النفطي والتهديد باستهداف المنشآت الاقتصادية والشركات النفطية في المحافظات المحررة بالإضافة إلى مشكلات اقتصادية وخدمية وأمنية وسياسية أخرى مجتمعة، وضعت اليمن وحضرموت خاصة وقيادتها أمام تحديات خطيرة تتطلب توحيد الرؤى والجهود لأبناء حضرموت لتدارس الوضع الحالي والبحث عن خيارات وحلول دفاعية عسكرية وأمنية وسياسية، لمواجهة الخطر الإرهابي الذي يهدد حضرموت ومنشآتها النفطية وسلامة وأمن الملاحة البحرية الدولية، والتصدي له بقوة، فهل يتوحد أبناء حضرموت للتصدي للخطر الذي يتهدد مصالحهم ومستقبلهم؟

لا يكفي الموقف الدولي المندد بالأعمال الإرهابية التي تقوم بها جماعة الحوثي، لاستهداف المنشآت النفطية لتجويع الشعب اليمني وتهديد حركة الملاحة الدولية، إذا لم تترجم الأقوال إلى أفعال عملية تمنع الخطر والتصدي له كالتزويد بأنظمة دفاعية، كذلك يبقى قرار مجلس الدفاع الوطني رقم (1) بتصنيف مليشيا الحوثي بالمنظمة الإرهابية، حبراً على ورق، إذا لم يترجم، بإجراءات ملموسة على الأرض لمواجهة الخطر الذي يتهدد المحافظات المستهدفة ومنها حضرموت.

لهذا شهدت حضرموت الأسبوعين الماضيين تحرك رئاسي استثنائي وزيارات مكثفة للمنشآت الاقتصادية والنفطية قام بها نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء فرج البحسني استمع خلال زيارته لميناء الضبة إلى شرح عن الوضع فيه وخطورة التحديات الأمنية والاقتصادية، التي تواجه اليمن وحضرموت خاصة جراء الهجمات الحوثية الإرهابية على المنشآت الاقتصادية، التي تقوم بها جماعة الحوثي، كما اطلع خلال زيارته لشركة بترومسيلة لإنتاج واستكشاف البترول، على سير العمل في القطاعات النفطية، وطمأن قيادة الشركة بالعمل في مجلس القيادة الرئاسي على وضع حلول رادعة لجميع التطاولات الحوثية على المنشآت الاقتصادية، وكان قد استبقها بزيارة لقوة حماية الشركات تفقد مدى جاهزيتها لتنفيذ المهام المنوطة بها، واطلع على خارطة انتشار أفرادها في المواقع المخصصة، وعلى خططها الأمنية والدفاعية للتصدي لأي هجمات حوثية، مذكراً بالدور البطولي المشرف لها في الدفاع عن الشركات وحمايتها من العناصر الإرهابية، وأهمية مهامها في تأمين أهم منشأة اقتصادية على مستوى الوطن، وطالب منتسبيها التحلي باليقظة العسكرية والحفاظ على تاريخها الزاخر بالمآثر البطولية، الذي ارتبط موقعها بتاريخ ملحمة الكرامة حين احتشد فيه قرابة عشرين ألف مقاتل لانطلاق معركة تحرير الساحل من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، مؤكدا بالقول: "أنني عملت لقرابة 50عاما في السلك العسكري والعمل الوطني والعمل السياسي ولا يمكن أن نخذل إخواننا ومواطنينا ولا يمكن أن نكون إلا مخلصين لحضرموت ".

الضامن الحقيقي لاستقرار حضرموت وتنميتها ورسم مستقبلها الآمن يكمن في توحيد الهدف وتحديد أولويات ومهام المرحلة الراهنة لشعب حضرموت، ويعتبر توحيد رؤاهم وأهدافهم وقيادتهم أقوى الأسلحة التي يهابها الأعداء ويضع لها ألف حساب لما يشكل من درع دفاعي يحمي حضرموت من كل المخاطر التي تهددها حالياً ومستقبلاً، ويمثل سياجا منيعا ستتحطم عليه أطماع أعدائها.

تمر حضرموت بمرحلة مفصلية لرسم ملامح مستقبلها أمنياً واقتصاديا وسياسياً، وليس أمام الحضارم إلا توحيد أهدافهم للتصدي للخطر واجتيازه والخروج من نفق التشظي والتجاذبات السياسية لتحديد المكانة التي تستحقها حضرموت مستقبلاً، فهل يتوحد الحضارم كما توحدت بنادقهم في ملحمة تحرير الساحل؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى