توقف أكبر محطات الكهرباء في عدن ومأساة الظلام تعود من جديد

> «الأيام» خاص:

> هجمات مليشيا الحوثي لم تكتف بوقف تصدير النفط اليمني فقط، لكنها تهدد بكارثة وقود غير مسبوقة، نتيجة نفاد النفط الخام من أكبر محطة كهرباء.

أعلنت مؤسسة الكهرباء اليمنية عن توقف محطة "بترومسيلة" أكبر محطات توليد الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن إثر عدم توفير وقود النفط الخام الذي يتم نقله من ميناء الضبة النفطي بحضرموت إلى عدن.

وتبلغ قوة محطة "بترومسيلة" 264 ميجاوات، لكنها تعمل حاليا بشكل جزئي بقدرة 90 ميجاوات وتستهلك نحو 5 آلاف برميل من النفط الخام يوميا وتغذي العاصمة المؤقتة عدن بنحو ثلث احتياجاتها من الطاقة.

وقال مصدر في مؤسسة الكهرباء اليمنية إن الحوثيين منعوا دخول السفن إلى ميناء الضبة النفطي، بما فيها السفن التجارية، من أجل نقل كميات من النفط الخام الخاص بتشغيل "بترومسيلة".

وأوضح أن آخر السفن التي حاولت نقل النفط الخام تلقت تهديدات صريحة من مليشيات الحوثي الإرهابية بقصفها وقصف الميناء النفطي معا.

وكانت الموانئ النفطية اليمنية - "الضبة" و"النشيمة" و"قنا"- قد تعرضت لنحو 6 هجمات بطائرات مسيرة للحوثيين منذ أكتوبر الماضي، ما منع أي ناقلات نفطية من الاقتراب من الموانئ الثلاثة.

وعقب الهجمات التي تبناها الحوثيون، أعلن مسؤولون في الحكومة اليمنية عن إغلاق ميناء الضبة النفطي لإصلاح البنية التحتية المتضررة وتعزيز الدفاعات الجوية للميناء، دون مزيد التفاصيل.

عجز في الشتاء البارد

أنهى توقف محطة "بترومسيلة" التي دخلت الخدمة أواخر العام الماضي، حالة التحسن الكبير الذي شهدته العاصمة عدن مؤخرا، خصوصا عقب المنحة السعودية المستمرة والمقدمة لنحو 70 محطة وقود أخرى بعموم المحافظات المحررة، منها محطات عدن العاملة بمادة الديزل.

ويقول مسؤولون في مؤسسة الكهرباء في عدن إنه خلال فصل الشتاء انخفضت أحمال العاصمة المؤقتة إلى حدود متساوية مع التوليد المتاح أي نحو 300 ميجاوات، ليعود مسلسل الإطفاء إلى أكثر من 10 ساعات في اليوم في ظل أزمة انعدام الوقود الخام.

أزمة وقود غير مسبوقة

لكن الإعلامي والناشط اليمني عمار علي أحمد قال في تصريح لـ "العين الإخبارية":"إن توقف محطة بترومسيلة كليا يعد واحدة من التبعات الكارثية التي ستعيشها المناطق المحررة بسبب هجمات مليشيات الحوثي على موانئ النفط".

وأوضح أن الهجمات الحوثية على موانئ النفط تسبب بوقف تصدير النفط وتوقف آلاف الموظفين العاملين في القطاع النفطي عن العمل وتهدد بتوقف رواتب آلاف الموظفين في بقية القطاعات الحكومية الأخرى وتنذر بأزمة وقود غير مسبوقة تضرب مناطق حكومة اليمن.

بشأن الكهرباء، قال إن شتاء عدن هذا العام معتدل وحتى الآن تظل التبعات الإنسانية غير مخيفة، لكن إذا ما استمر توقف نقل النفط الخام سنكون أمام كارثة في الشهور المقبلة.

وقدر الناشط اليمني حجم ما تحتاجه عدن من الطاقة خلال هذه الأيام بنحو 200 ميجاوات، ومع ذلك هناك عجز كبير في توفير الطاقة المتولدة، أما في الصيف الساخن فيصل احتياج عدن إلى 650 ميجاوات وهو ما يجب أن ندق ناقوس الخطر بشأنه لأنه سيترك كارثة محققة.

استغاثة الكهرباء

خلال يومين أطلقت مؤسسة الكهرباء اليمنية استغاثة متكررة للمجلس الرئاسي للإسراع في توفير النفط وخاصة النفط الخام الخاص بمحطة بترومسيلة، في دعوات تضع الشرعية أمام خيارات مفتوحة لمواجهة تداعيات هجمات الحوثي التي تهدد كذلك بقطع المرتبات.

ودعت مؤسسة الكهرباء في عدن في بيان "المجلس القيادة الرئاسي بضرورة الإسراع في توفير وقود النفط الخام، وكذا وقود لبعض محطات الكهرباء من مادة الديزل"، مشيرة إلى أن ذلك تسبب بخروج أكثر من 40 % من التوليد الحالي لمحطات كهرباء عدن.

وأكد البيان أنه "رغم تكرار المناشدات لكافة الجهات المعنية إلا أنه للأسف يتم تجاهلها وعدم التعاطي معها بجدية، كما أن الوقود المتبقي يكاد يكفي لتشغيل محطات التوليد لساعات محددة، مما سيؤدي ذلك إلى إدخال المدينة في ظلام دامس في حال توقفها".

ويثير استمرار توقف تصدير النفط من المحافظات المحررة للشهر الثاني على التوالي، المخاوف من حجم التداعيات السلبية على الاقتصاد الهش، بالنظر إلى الأهمية التي تشكلها عائدات النفط كمصدر رئيسي للخدمات الأساسية في البلد الغارق في الحرب.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات مليشيات الحوثي على المنشآت الاقتصادية يهدد قرابة 2 مليون طالب يذهبون إلى المدارس من المناطق المحررة وحدود 5 آلاف مدرسة، فضلا عن المعلمين، كما أن هناك عشرات المراكز الصحية التي تقدم الخدمة بالمجان وتتحمل نفقاتها الدولة من عائدات النفط وأصبحت مهددة بالتوقف أيضا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى