​لبنان.. مطالبات بالتحقيق في حادث أودى بحياة جندي من "اليونيفيل"

> بيروت«الأيام»رويترز:

> تواصلت تداعيات وفاة جندي حفظ سلام أيرلندي، ليل الأربعاء، وإصابة 3 آخرين، في "حادث" وقع في منطقة خارج منطقة عمليات "اليونيفيل" في العاقبية جنوب لبنان، وأعلنت وزارة الدفاع اللبنانية فتح تحقيقات وتولّت وحدات تابعة للجيش أخذ كاميرات المراقبة المثبتة في المكان.

من جهته، أخبّر موريس سليم، وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال، القائد العام لـ"اليونيفيل" الجنرال أرولدو لاثارو، خلال اتصال هاتفي، الخميس، بأن "التحقيق الذي بوشر، سيوضح ملابسات هذه الحادثة الأليمة".

وأبدى رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي أسفه لما جرى. وشدّد في بيان على "ضرورة إجراء السلطات المعنية التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث وعلى تحاشي تكراره مستقبلاً".

وأدانت وزارة الخارجية اللبنانية "بأشد العبارات الحادث المؤسف". وقالت إنها "تتابع باهتمام كبير مع كافة السلطات اللبنانية المعنية واليونيفيل التحقيقات التي باشرتها للتمكن من محاسبة المسؤولين عنه".

بانتظار التحقيق

وقال الناطق الرسمي باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، أندريا تيننتي، إن التفاصيل حول الحادث حتى الآن "متفرقة ومتضاربة"، مشيراً إلى أن "يونيفيل، تنسّق مع القوات المسلحة اللبنانية"، وأنها "فتحت تحقيقاً لتحديد ما حدث بالضبط".

وقال رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن لصحافيين لدى وصوله إلى قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "نحن مصدومون جميعاً وحزناء للغاية لفقدان أحد جنودنا من قوات حفظ السلام لحياته في لبنان"، مشيراً إلى عملهم "في بيئات معادية أحياناً وخطرة للغاية". وأضاف: "ربما يكون من الحكمة أن ننتظر تحقيقاً كاملاً وتحليلاً لما حدث".

من جانبها، شددت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، يوانا فرونتسكا، على أن إجراء تحقيق "سريع وشامل" لتحديد وقائع هذه الحادثة المأساوية "أمر في بالغ الأهمية".

وشدد السفير البريطاني لدى لبنان هاميش كاول على ضرورة محاسبة المسؤولين عن وفاة الجندي.

وأضاف هاميش على "تويتر"، أن العمل "الصعب والخطير" الذي تقوم به قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) مهم "لأمن واستقرار" البلاد.

إطلاق نيران

وكانت قوات الدفاع الإيرلندية، ذكرت في بيان الخميس، أن جندياً إيرلندياً من بعثة "يونيفيل" لقي حتفه في وقت متأخر من مساء الأربعاء، عندما تعرضت قافلة مكونة من مركبتين مدرعتين، تقل ثمانية جنود وكانت متجهة صوب بيروت، لنيران أسلحة خفيفة.

وأضاف البيان أن فرداً آخر من قوة (اليونيفيل) حالته خطرة بعد أن خضع لعملية جراحية بعد الواقعة، بينما يتلقى جنديان آخران العلاج من إصابات طفيفة. ولم يصب الأربعة الباقون بأذى.

وقالت قوات الدفاع الإيرلندية "نؤكد ببالع الأسى وفاة أحد جنودنا في قوات حفظ السلام في واقعة خطرة في لبنان الليلة الماضية"، وأضافت أن "تحقيقاً مستفيضاً سيبدأ".

ولفت وزير الدفاع الأيرلندي سايمون كوفيني، الموجود في نيويورك لحضور اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إنه سيلتقي بالأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريش في وقت لاحق الخميس، لمناقشة الحادث.

وتضم قوة "يونيفيل" التي تأسست في 1978، حالياً أكثر من 10 آلاف جندي حفظ سلام عسكري، من 48 دولة مساهمة بقوات، بالإضافة إلى حوالي 800 موظف مدني.

رواية متداولة

ووفقاً لما نشرته وسائل إعلام محلية بينها صحيفة "الأخبار" المقربة من "حزب الله"، فإن شباناً من منطقة العاقبية تعقّبوا آلية اليونيفيل، التي "سلكت الطريق البحرية بخلاف العادة" التي تقضي بأن تسلك مواكب القوة الأممية الطرقات السريعة.

وأضافت الصحيفة أن "مرور الآلية في وقت متأخّر وخارج منطقة جنوبي الليطاني بمسافة بعيدة، أثار حفيظة الشبان الذين حاولوا إيقافها، إلا أنّ السائق رفض الوقوف وداس على أقدام أحد الشبان، ما أحدث غضباً بين الجموع الذين حاصروا الآلية".

ولفتت إلى أنه في تلك الأثناء، "سُجّل إطلاق نار لم يُحدّد مصدره، ما زاد غضب الجموع، ودفع بالسائق إلى القيادة بينهم بسرعة، قبل أن يصطدم بأحد المحال الملاصقة للطريق".

من جهته، أشار موقع "المركزية" إلى أنه تم اعتراض الدورية "لاعتمادها مساراً غير مسارها العادي، ما أدى إلى وقوع حادث سير تسبب بانقلاب الآلية. وتطور الأمر إلى إشكال وإطلاق نار من قبل اليونيفيل، وأثناء محاولة الانسحاب من موقع الإشكال صدمت الدورية مواطناً من أهالي المنطقة، لكن إصابته طفيفة".

ونفى مسؤول كبير في "حزب الله" أي علاقة بهذا الحادث، وقال وفيق صفا مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الجماعة لوكالة "رويترز" إن ما حصل هو "حادث غير مقصود" وأضاف أن "حزب الله ليس ضالعاً في الأمر"، داعياً إلى "عدم إقحام الحزب في الحادثة".

وجدد مجلس الأمن الدولي في 31 أغسطس تفويض قوّة الأمم المتحدة لسنة واحدة. وتضمن قراره تعديلاً يتعلق بحركة قوات "اليونيفيل"، لناحية منحها حرية الحركة، من دون تنسيق مع الجيش اللبناني، ما أثار انتقادات صدر أبرزها عن "حزب الله" القوة السياسية التي تمتلك ترسانة عسكرية ضخمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى