المحامي والمهنة

> من الانتصار للحقوق إلى نشر مفاهيم العدل والإنصاف والبحث حتى الوصول إلى إيقاظ الهمم والتنوير.

تلك المهنة التي لم تغب عنها الشمس، بل أفسحت لنورها مساحة لمن يرتدي الزي الأسود ليصدح بصوته في أروقة المحاكم.

نحن صنّاع هذا الحاضر والمستقبل.. ارتادها وامتطى صهوة جوادها صفوة المجتمعات ولم يسقط عن تلك الصهوة إلا من ارتضى لجواده الانكسار والتعثر.

مهنة المحاماة ضمير الأمة ومشعل النور الذي يهتدي به الغارقون في الظلام، لم تأت المحاماة لتظل ساكنة، بل أطلق عليها (القضاء الواقف). بها تتنفس الشعوب وتسير خلف أصحاب الرداء الأسود حملة العلم والقانون، وبها أوصلت الشعوب الحرة أصواتها إلى كل منبر.

مهنة المحاماة لها تميزها وطابعها الخاص، هي ليست مهنة عادية ولا عفوية هي منهاج حياة لمن أراد حقا التغيير الأمثل. اليوم المهنة تعاني من الشلل التام بحيث لم تعد تعتني بالمعاني والمفاهيم والقيم الحقيقية التي تنتظرها الشعوب المسلوبة إرادتها بقصد إفراغها من كل ذلك وتثبيط الهمم.

الدفاع عن الحقوق هو حرب كفاءة يتم من خلاله شحذ الطاقات ورفع الهمم، أما التخاذل فهو السلاح الصامت القاتل الذي يصيب المهنة بمقتل.

المهنة حرة ولها استقلاليتها لكن لا يجب أن تكون مشلولة خانعة خاضعة. المهنة هي الشراع الذي تدفع به الرياح للرسو بالسفينة على شاطئ الأمان. أغلب رؤساء العالم قديما وحديثا كانوا محامين والمحامي هو من يوفر الحمى لمن يلجأ له.

المهنة شلّت وسبب ذلك متعمد، لأن المتضررين منها يدركون قوتها وأهميتها، لذلك عمدوا إلى أن تظل بعيدة عن أي دور محوري لها في قضايا تمس الشأن العام وتعمل على التثقيف المستمر لطليعة الشباب المتقدم لهذه المهنة ومسؤولياتها.

مهنة المحاماة يجب أن تعود أقوى من ذي قبل وأن تنفك الأسلاك الشائكة التي تحيط بها، وأن تهدم تلك الأسوار التي بنيت بقصد لتغيب عن المشهد العام.

يجب أن يكون لدى زملاء المهنة ذلك الشغف للانتصار لمهنتهم ونزع الأغلال عنها. علينا التحرر من تلك الأصفاد التي تقيّدها.

المهنة لم تخلق لتكن أسيرة معاقة، بل مهمتها مثقلة بهموم الناس وكرامتهم والذود عن الحقوق المسلوبة. آن لها أن تحل الرباط الذي يعصب عينيها وتحرر مما أصابها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى