وفاة عملاق الكوميديا العدنية فؤاد الشريف

> عدن «الأيام» خاص:

> غيب الموت اليوم الأحد في عدن، الفنان والمونولوجست الشهير فؤاد الشريف، عن عمر ناهز 85 عاماً بعد مسيرة من العطاء لأكثر من 5 عقود، سجل فيها اسمه عملاقا للغناء الفكاهي على المستوى العام في اليمن وبخصوصية في تاريخ عدن الفني.

وعانى الشريف طيلة السنوات الأخيرة صراعا مريرا مع المرض قاومه كعادته بابتسامته وضحكاته المزلزلة.

ونعى العديد من الكتاب والمثقفين والفنانيين الشريف، واستعرضوا أبرز أعمال مسيرته الفنية ومقتطفات عن حياته.

واشتهر الشريف بعديد من الأغاني الشعبية الساخرة التي كانت تلامس هموم الحياة اليومية البسيطة لسكان مدينة عدن خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

والمونولوجست فؤاد الشريف من مواليد مدينة الشيخ عثمان في العام 1935م، ويعتبر رائدا من رواد فن المونولوج والفكاهة الغنائية في اليمن.

وحظي فؤاد الشريف بشهرة محلية واسعة من خلال أدائه المتميز وحركاته الجميلة والرائعة مع إيقاع الموسيقى إلى جانب قفشاته الفكاهية التي تسعد جماهيره ومحبي فنه، وخلال مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود قدم المونولوجست الشريف عدة أعمال في الحفلات والسهرات الموسيقية الفنية التي كانت تقام على مسرح "البادري" بكريتر في المناسبات والأعياد في بداية الستينات مع كبار الفنانين أمثال: خليل محمد خليل، محمد مرشد ناجي، أحمد قاسم، محمد محسن عطروش، محمد عبده زيدي، محمد صالح عزاني، وصباح منصر، محمد سعيد منصر وغيرهم، كما كان يصاحب الفنانين في حفلاتهم الفنية الغنائية في خارج اليمن كدول الخليج العربية وجيبوتي، لبنان، وبريطانيا وغيرها من البلدان.

وتنوعت سلسلة الشريف أبرزها :يا مُحترم عيب البصوص، الهربة منك سنة، طفران ولا بيسة، ما عاد أشوف أهلي، ما لك كذا تِنهف، البلدية، مش بطال، المرة غثت بحالي، أبو دم ثقيل، كركر جمل، الزار، القات، يا ناس حلوا المشكلة، امنعوا الهجرة، يا مجلس تشريعي، سير ياطير سير، مرضوح ما عندي عمل.

ومن أعماله في فن المنلوجست التي غناها لشعراء كبار كلطفي جعفر أمان، أحمد شريف الرفاعي وغيرهما. منولوج من تأليف الشاعر لطفي جعفر أمان (والف على الزنقلة) وقام بتلحينها الفنان أحمد قاسم يقول مطلعها:

والف على الزنقلة *** من ساعة الهندول

زباط وراء زباط *** تقول ادخل جول

واللي يقلي اسكت *** اسكت له مش معقول

أفك له زيتي *** لما اصنجه على طول

واللي يحايل بي *** ويزوع في الهندول

ألعب بيداته *** أزيد من الفوت بول

بعدين لما كبرت *** طبعاً ورحت الاسكول

جننت لك بالعيال *** وجمعتهم في الهول

أما الشاعر أحمد شريف الرفاعي فكتب منلوج (الهربة منك سنة)، ويقول مطلعها:

الهربة منك سنة

والمسكة مني يوم

بعدين تشرف

مش بس عتاب أو لوم

تعرف تخرج سلف

تعرف تخرج دين

من غير ألم أو أسف

فين با تروح بس فين.. إلخ.

ومن المنلوجات الكثيرة التي قدمها المنلوجست فؤاد الشريف وكانت تعالج قضايا ومشاكل اجتماعية (البلدية، مش بطال، المرة غثت بحالي، أبو دم ثقيل، كركر جمل، الزار، القات، ياناس حلوا المشكلة، امنعوا الهجرة، سير يا طير سير، يا مجلس تشريعي، مرضوح ما عندي عمل)، وغيرها من المنلوجات الغنائية والمعبرة عن معاناة وظواهر اجتماعية من صميم الواقع المعيشي والتي قام بأدائها بكل جدارة واقتدار في مجال فن المنلوج وحققت انتشاراً واسعا.

ومنها أيضا:

طفران ولا بيسة وبيتي في الخيس

لا إيركنديشن إلا حَمَى النيسة

والبحر قُدَّامي خايف من الحيسة

من يوم شكيت حالي وقلت انا جيعان

قالوا لي بس اسكت شوف صيدنا مليان

كُلَّك من (الباغة) و(القُدْ) و(الزيزان)

وبيتي بس مخزن مليانته فيران

ويخاطب المجلس البلدي قائلا

يا مجلس بلدينا

يا مزيد بلاوينا

ذي الغوبة تعمينا

وأنت ما تحمينا

يا مجلس تشريعي

يا مكثر تجويعي

بغلاء الرز ترويعي

وعذابي وتوجيهي

هذي (الشيخ عثمان) منسية

وسموها ضاحية

وعن (البريقة) منفية

وحقوقي منسية".

"الأيام" تتقدم بأحر التعازي والمواساة القلبية الى اسرة وذوي الفنان الكبير وجميع محبيه سائله الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه، إنا لله وإنا اليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى