نذير تصعيد عسكري مرتقب يلقي بضلاله من جديد باليمن

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> يعتقد مراقبون أن اليمن سيشهد موجة جديدة من التصعيد العسكري ترتب له إيران حيث تبدو التطورات والمجريات السياسية الراهنة في المنطقة بأن إيران تهيئ لاستخدام اليمن.

وأرجع المراقبون إلى توافر عناصر اندلاع التصعيد الجديد باليمن إلى تحركات أخرى وبيانات أظهرت توجسًا سعوديًا إماراتيًا، من تصعيد إيراني حوثي محتمل قد يستهدف منشآت حيوية في البلدين.

ورغم توقف هجمات الحوثيين على السعودية والإمارات، وشنها هجمات على موانئ يمنية لتصدير النفط في مناطق سيطرة الحكومة في حضرموت وشبوة، أسفرت الهجمات عن توقف التصدير، إلا أن التوجس الخليجي عاد مجددًا من عودة تلك الهجمات باتجاه السعودية والإمارات، ويبدو ذلك من لهجة التحذير الشديد للإمارات من أية هجمات على دول الجوار، وتتوعد بأن أي تصعيد من قبل الحوثيين ضد دول الجوار "سيتم الرد عليه عسكريًا من قبل التحالف العربي، وبشكل فوري وحازم".

تتفق آراء العديد من الباحثين اليمنيين على توقع تصعيد إيراني في الأيام المقبلة، باستخدام الورقة اليمنية.

يقول الباحث السياسي عبدالرحمن الحميدي لـ "المشاهد" إن "المنطقة على أبواب موجة تصعيد جديدة متوقعة من جانب النظام في إيران، بخاصة في ظل اضطراب الوضع الداخلي هناك، وحاجة النظام لافتعال مشكلات خارجية من باب الهروب من أزماته الداخلية، ويبدو أن بطولة كأس العالم في قطر أجلت قيام النظام في إيران بالتصعيد، بخاصة عبر استهداف السعودية".

يقول الحميدي: "لنتذكر عند بداية اندلاع الاحتجاجات الشعبية في إيران، تصريحات وتهديدات قائد الحرس الثوري الإيراني الذي اتهم دولًا خارجية، وخص بالذكر السعودية، بتمويل الاحتجاجات في بلاده، وتوعدها برد قاسٍ".

رئيس مركز أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد، قال"في اليمن نشهد فعلًا حالة اللاسلم واللاحرب، لكنها فترة مؤقتة، لسببين، الأول الانتخابات النصفية الأمريكية، وقد انتهت، وانتهاء كأس العالم في قطر، أتوقع عودة التصعيد، هناك أهداف إيرانية تريد طهران تحقيقها، وأهداف حوثية على المستوى الداخلي والمستوى الخارجي".

في السياق، يرى الكاتب والباحث السياسي عبدالله الدهمشي أنه "من المرجح في الأيام القادمة أن تستخدم طهران ذراعها العسكرية في اليمن، لمواجهة تداعيات الاحتجاج الشعبي في الداخل، وضغوط العقوبات الغربية من الخارج".

ويشير الدهمشي في حديثه لـ "لمشاهد" إلى أنه في الأسابيع الماضية لم تكن هناك سوى مناوشات محدودة رغم انتهاء الهدنة، ومع ذلك من المرجح أن نشهد تصعيدًا".

ويقول: "مر شهران على عدم تجديد الهدنة الإنسانية المتعثرة في اليمن، لم نشهد فيها مواجهات عسكرية لأطراف الصراع المدمر غير مناوشات محدودة في جبهات عدة، ومحاولات حوثية استهدفت موانئ تصدير النفط، غير أن ذلك قد يتغير في الفترة المقبلة".

في الاتجاه ذاته، يتحدث عبدالسلام محمد عن أهداف إيرانية مؤجلة مؤقتًا، ويأس إيراني ينذر برسائل تهديد للخليج، ويقول لـ "المشاهد": بالنسبة للإيرانيين هم ينظرون أنهم فشلوا في الاتفاق النووي، وفشلوا في تحقيق تقارب مع السعودية، وبالتالي يطمحون لإرسال رسائل تهديد لمجلس التعاون الخليجي".



مخاوف سعودية

مؤشر آخر على قلق السعودية أيضًا من عودة التهديد الحوثي لمنشآتها، بخاصة في ظل الوضع الداخلي المأزوم للنظام في إيران، وحاجته لافتعال شغب بالمنطقة.

فبعد فترة ركود طويلة للتحالف العربي بقيادة السعودية، وتهدئة، ظهرت مؤخرًا تصريحات عسكرية سعودية شديدة اللهجة ضد جماعة الحوثي، حيث قام اللواء الركن السعودي سلطان البقيمي، قائد قوات الدعم والإسناد بالتحالف العربي في الداخل اليمني، بمرافقة رئيس هيئة الأركان العامة اليمنية، قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز، بزيارة تفقدية إلى جبهات المنطقة العسكرية السادسة في محافظة الجوف اليمنية، في 14 ديسمبر الجاري.

وحول الخطوة السعودية باستضافة الرياض ثلاث قمم مع الصين، قال عبدالسلام محمد، إن "القمم الثلاث مع الصين هي محاولة لدعم تعدد الأقطاب في العالم، وهي خطوة جيدة استراتيجيًا، لكن تكتيكيًا أثارت غضب الولايات المتحدة، ولا استبعد أن تغض واشنطن الطرف عن الحوثي وإيران في الفترة القادمة، ما لم تظهر السعودية وتبادر بخطوة استباقية لأي حدث يمكن أن يحدث في المنطقة".

من وجهة نظره، هناك ضغوط أمريكية على السعودية، وتهديدات موجهة للسعودية، حيث "تتعمد واشنطن إظهار أن الحوثي يشكل تهديدًا للمملكة، وبالتالي الضغط على السعودية حتى لا تقوم بأي إجراء لحماية أمنها، وما لم يحدث إجراء استباقي من جانب السعودية لحماية أمنها، باعتقادي أن الحوثيين وإيران يريدون القيام بتصعيد وإرسال رسائل تهديد لأمن الخليج، وخاصة السعودية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى