موضة الجوازات الدبلوماسية الحمراء

>
سوف نسلط الضوء اليوم على ظاهرة من ظواهر الفساد المستشرية في كل مفاصل هذه الدولة الهشة الفاشلة، وهي ظاهرة موضة الجوازات الدبلوماسية الحمراء، حيث ازداد في الآونة الأخيرة بشكل كبير عدد الذين تصرف لهم هذه الجوازات من دون أن تكون لهم علاقة بالسلك الدبلوماسي سواء من قريب أو بعيد، وكما هو متعارف عليه في كثير من الدول أن جواز السفر الدبلوماسي يصرف للسفراء والذين يعملون في هذا السلك من قناصل وموظفين، يعني يصرف لكل من يعملون في السفارات  المختلفة بالخارج؛ ويصرف جواز السفر الدبلوماسي لكبار رجال الدولة الذين يتقلدون المناصب الرفيعة، وفي بعض الأحيان يصرف جواز السفر الدبلوماسي كحالة استثنائية لرجال أمن الدولة الذين يسافرون إلى الخارج لتأدية بعض المهام، وذلك حفاظا على سلامتهم ولتسهيل مهامهم. أما أن يصرف جواز السفر الدبلوماسي لكل من هب ودب فهذه والله مهزلة ومسخرة؛ فمعظم المسؤولين من وزراء وغيرهم اليوم لديهم جوازات سفر دبلوماسية هم وعائلاتهم وأبناؤهم وبناتهم وأحفادهم وأقاربهم، وأصبح أصغر مسؤول فاسد في هذه الدولة الهشة يحمل جواز سفر دبلوماسي، وصار هذا الأمر وكأنه موضة أو مفخرة يتباهون بها بالوقت الذي لم يحدث فيه ذلك حتى في الدول الأفريقية الأكثر فسادا وتخلفا.

يا هؤلاء.. الجواز وثيقة قانونية تمثل البلد الذي ينتمي إليه حامله وله رمزية خاصة لا يصح ولا يجوز أن يعبث به بهذا الشكل الذي لا يليق باسم الدول ومكانتها.

نحن هنا من خلال هذا المنبر الحر نريد أن نعرف ما هي المعايير والمقاييس التي على ضوئها يتم صرف جواز السفر الأحمر، ومن هي الجهة أو الجهات في الدولة المخول لها صرفه؟ ولمن يجب أن يصرف؟
كل هذه التساؤلات نضعها أمام رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي الموقر، وكذلك أمام هيئة مكافحة الفساد المبجلة في المجلس، وأخيرا نرفعها للمجلس الأعلى للقضاء للبت فيها أو على الأقل ليقول كلمته في هذا الشأن الذي أصبح يثير الاشمئزاز بين المواطنين العاديين غير المسؤولين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى