إلى صاحب مقال الشماعات والفشل

> تابعت مقالا ناريا مشحونا بسقطات التاريخ وهو فيما يبدو يريد تقديمه على قالب درامي سقطت فيه الحجة رهينة للمغالطات والتعميم.

الأخ عبدالناصر الربيعي، من حقك أن تعبر عن رأيك، لكن ليس من حقك تشويه الحقيقة وفرط عقد الحقيقة، ويبدو من مقالك أنه سقط وتعثر في وحل من التسميم ضد الجنوبيين الذين عممّت عنهم وتحدثت بألسنتهم ووزعت الأدوار وحقنت الكل بالسواد الأعظم من الجنوبيين لتجعل منهم مجرد أناس فاشلين.

ادعاءات وافتراءات حاولت بكل جهد لك بذلته في هذا المقال توزيع أدوار الفشل الذي أنت تراه إما بعينيك أو من منظور آخر.

مقال ملغوم بالعديد من المتفجرات المقصود منها في ثاني أيام العام الجديد وخلال أربع وعشرين ساعة فقط على دخول الجنوبيين: (مرحلة فشل جديدة كما تزعم في مقالك ضمن قائمة طويلة لا تعد ولا تحصى) وأود تذكيرك هنا بأن الجنوبيين ليسوا بفشلة ولا يعلقون أو يتعلقون بشماعات على ظهور الآخرين، بل كانوا سباقين قبل الشماليين وأنا هنا أود فعلا أن أشكرك بأنك حددت هويتنا كـ (جنوبيين) تعلقوا بوحدة سياسية فاشلة، وهذا هو خطأ نعترف به جميعنا، لأننا صدقناه ومنحناه أرواحنا وانتقلنا من الجنوب إلى الشمال أرضا وثروة وعدة وعتادا لنسلمه إليكم عن طيب خاطر.

شكرا لأنك أوضحت حقيقة فشلنا في بناء دولة جنوبية لها مؤسسات يحكمنا فيها القانون وكنا على موعد صادم حتى ندخل مع الفاشلين في دولة واحدة انفرط عقدها بمجرد غرور نخبها وفشلهم في إدارة الدولة التي يزعمون.

الدول تخطئ والبشر خطاؤون بطبعهم، لكن الحصيف من يتعلم من تلك الأخطاء، ويبدو أنك أوقعت نفسك بحماسة شديدة في براثن الماضي، ولم تتعلم الدروس والعبر ولم تستطع تجاوز هذا الماضي المليء والمشحون بالبغضاء والكره الدفين.

الجنوبيون الناجحون هم الذين تكتب من على مواقعهم وصفحاتهم، لانهم شجعان وأصحاب عقول راجحة وهم يتعلمون ويتدارسون التاريخ ليس من منطلق الحماسة والتطرف، بل من نظرة تستقرئ واقعا ومشهدا جديدا، وآخر لن يخلو من الفاشلين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى