> لقد أصبح الغلاء في الأسعار وهبوط سعر العملة المحلية يطحن المواطن طحنا لم تشهده البلاد من قبل وأصبح ذوي الدخل المحدود وهم الغالبية العظمى من الشعب إمَّا متقاعدين يستلموا معاشات لا تكاد تكفي مصروف يوم لعائلة صغيرة العدد، ناهيك عن العمال والموظفين في مرافق الموازنة ومؤسسات القطاع العام، لذلك فقد أصبح من الضروري تحرك النقابات العمالية للمطالبة بزيادة الأجور وتوحيد هيكل الأجور وسلَّم الدرجات للعاملين في مرافق الخدمة المدنية ورفع الحد الأدنى للأجور والمرتبات ومعاشات المتقاعدين أن البحث عن الموارد المالية التي تصرف خارج إطار الموازنة ولعدد غير قليل ممن التحقوا بالشرعية في الرياض يجعلنا نصر على تحقيق عادل نسبيا بين ما يصرف لمن هم في الخارج من أقارب ومطبلي قيادات الشرعية وبين العمال والموظفين في الداخل الذين أصبحوا في عداد المعدمين.

الوضع المعيشي لذوي الدخل المحدود كارثي مقارنة بما يتقاضاه من يعيشون مرفهين في الخارج وعلى حساب أعداد كبيرة من الشعب لم يتمكنوا من الحصول على قوت يومهم بالرغم من أنهم هم من يدير مؤسسات الدولة في الداخل في حين أن من يعيشون في الخارج لا يقدمون ولا يؤخرون في شؤون البلد ولا يحسون بما يعانيه الشعب في الداخل.

إنني أرجوا أن تتبنى النقابات العمالية الدعوة برفع الأجور وزيادة الحد الأدنى للأجور بما يوازي ارتفاع الأسعار وتحقيق استقرار ولو نسبي في حياة ذوي الدخل المحدود من العمال والموظفين والمتقاعدين، لقد وصل اليوم سعر الدولار والريال السعودي وهما العملتين الأساسيتان السائدة في السوق المحلية إلى مستوى لم يعد بالإمكان مقارنته بقيمة الرواتب والأجور والمعاشات التقاعدية التي يستلمها الناس في الداخل إن كل المواد الغذائية الأساسية قد ارتفعت أسعارها بأكثر من ألف في المائة، على الرغم من أن بعض السلع إنتاج محلي وغير مستورد، إن اقتراح زيادة الأجور والمعاشات أمر ضروري وملح للحفاظ على حياة الغالبية العظمى من الشعب ويجب أن يصاحب ذلك رقابة حكومية صارمة على أسعار الإنتاج المحلي وتحديد أسعار ملائمة للأجور والمرتبات وأن أي حكومة لا تعمل على توفير ذلك يجب إسقاطها من خلال تنظيم التظاهرات السلمية إن في مقدور النقابات المستقلة اليوم أن تعمل على إنصاف أعضائها ولديها سلاح الإضراب الذي تستطيع استخدامه لتحقيق مطالب أعضائها في أي وقت فهل لدينا اليوم نقابات عمالية مستقله تستطيع فعل ذلك؟