هل يدخل اليمن في هدنة طويلة ومفاوضات حول الحل النهائي؟

> "الأيام" غرفة الأخبار

>
​يرى مراقبون أن أطراف الصراع الدائر في اليمن منذ 8 سنوات باتوا يرغبون في وقف الحرب بعد أن تلاشت طموحات الحلول العسكرية وتغيرت موازين القوى على الأرض، بجانب التوترات الإقليمية والدولية، مما أعطى زخما لزيارة الوفد العماني، الذي يسعى لحل الأزمة خاصة أن السعودية والتحالف استجابوا لمطالب صنعاء تمهيدا لهدنة طويلة ومفاوضات حول الحل النهائي.
  • هل بات اليمن على أبواب هدنة طويلة تمهيدا لسلام شامل؟
تعليقا على تطورات الأوضاع، يقول عبد الستار الشميري، رئيس مركز جهود للدراسات باليمن، إنه حتى اليوم لا توجد مسودة للتسوية الرسمية للحرب الدائرة في البلاد منذ 8 سنوات، وأن كل ما يجري الحديث عنه هو محاولة لحلحلة بعض القضايا العالقة، التي يجري التفاوض حولها منذ عدة أشهر.
  • التسوية الشاملة
وأضاف، في حديثه لـ"سبوتنيك": " الوضع في اليمن لم يصل إلى الحديث عن مبادرة للتسوية الشاملة وحل الدولتين، لأن قضية الوحدة أو حل الدولتين مرحلة للمستقبل وهي بعيدة ولم يطرحها أحد سواء كان الحوثيين (أنصار الله) أو الحكومة الشرعية ولا حتى الانتقالي الذي يطالب بالانفصال".

وأشار الشميري إلى أن ما يدور حاليا هو أحاديث حول تعويضات يطالب بها الحوثيون من السعودية والتحالف، لكي يتم إيقاف الضربات من البحر والذهاب إلى هدنة جديدة، مشيرا إلى أن تلك الهدنة يدور الحديث عن أنها ستكون طويلة أكثر مما كانت عليه الهدن السابقة، وبعدها الحديث عن الملف الاقتصادي ومسار البنك المركزي اليمني.
  • الملفات الإنسانية
وتابع: "كما تجري أحاديث تفصيلية بين التحالف والحوثيين حول المعابر ورحلات الطيران من مطارات صنعاء وغيرها، إضافة إلى وضع ميناء الحديدة والرواتب وتدفقات النفط، وهناك العديد من القضايا الفرعية التي يجري التباحث حولها، حيث تحاول سلطنة عمان بدعم أممي، أن تحث "الحوثيين" على عملية التفاوض وتقديم بعض التَرضيات لهم للوصول إلى توافق محدد وليس تسوية نهائية.

وقال عبد الستار الشميري، رئيس مركز جهود للدراسات باليمن، إن الأمور تجري الآن من أجل حل بعض الملفات الإنسانية والاقتصادية، حيث تضع صنعاء شروط شبه تعجيزية.
وأضاف: "لم يتم التطرق إلى الحل الشامل وتصور شكل الدولة القادمة في اليمن، كما لم يتم مناقشة وضع حزب الإصلاح اليمني".

وأوضح الشميري أن الحديث اليوم عن حل شامل في اليمن ليس واقعيا في الوقت الحالي ولا يلقى أي اهتمام محلي أو إقليمي أو دولي.
  • تسكين الجبهات
ويرى الشميري أن "الشيء المثير للقلق الآن هو كيف يمكن حل مشكلة الوضع الإنساني لإيقاف وتسكين الجبهات وعدم ضرب "الحوثيين" لموانىء النفط المتوقفة تماما، حيث ترغب الشرعية في تصدير نفطها وإصلاح الأعطال التي أصابت الموانئ، والتي تتطلب نفقات كبيرة من أجل التأهيل والإصلاح، مضيفا: "تلك هي القضايا الرئيسية التي يدور حولها النقاش والتي حملها الوفد العماني إلى صنعاء في محاولة لاختراق جدار الأزمة بتلك التوافقات الجزئية".

وأوضح أن "الحوثيين" لديهم طموح مستقبلي بالسيطرة على الشمال والجنوب، بينما تؤجل الشرعية والانتقالي خلافاتهم الداخلية، وإذا ما وصلت الأطراف إلى توافقات فقد يتم طرح مسألة الجنوب وقد يصلون إلى رؤية للدولة سواء كانت فيدرالية أم غير فيدرالية، لكن هذا الأمر لا يزال بعيدا حتى الآن.
  • الهدوء العام
من جانبه يقول عادل الحسني، رئيس منتدى السلام ووقف الحرب في اليمن، إن الهدوء العام هو السمة الحالية في اليمن، والتصعيد ليس كبيرا من الطرفين، مشيرا إلى أن الوفد العماني الذي يزور صنعاء حاليا يسعى للوصول إلى هدنة طويلة الأمد.

وأضاف الحسني، في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المفاوضات التي تجري منذ أسابيع بوساطة عمانية وأممية تسعى إلى تجاوز العقبات التي تقف في طريق حل الملف الإنساني المتعلق بالمرتبات والنفط وعملية توريد الإيرادات إلى البنوك اليمنية، علاوة على رفع الحصار المفروض على سفن الوقود والمواد الغذائية وزيادة الرحلات إلى مطار صنعاء.

وأكد الحسني أن الوضع الراهن والجهود الإقليمية والدولية المبذولة تجاوزت بعض الصعاب السابقة، وفي الساعات القادمة سوف يجري الإعلان عن تلك الخطوات بوجود المبعوث الأممي لكي يعلن هذا الأمر، وإن كانت الوساطة الحقيقية هى العمانية.

وصف رئيس الوفد المفاوض في جماعة "أنصار الله" اليمنية، محمد عبد السلام، النقاشات التي أجراها وفد سلطنة عمان مع قيادات الجماعة في صنعاء بـ"الإيجابية"، مؤكد أنها تمهد لسلام شامل في اليمن.
وقال عبد السلام، في ختام زيارة الوفد العماني إلى صنعاء، إن الوفد الوطني (في إشارة إلى وفد الجماعة المفاوض) غادر إلى مسقط بعد إجراء نقاشات جادة وإيجابية".

وأوضح أن هناك نقاشات حول الترتيبات الإنسانية التي تحقق للشعب اليمني الاستقرار وتمهد للسلام الشامل والعادل وإنهاء العدوان والحصار (في إشارة إلى عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية)، على حد تعبيره.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت جماعة "أنصار الله" مغادرة الوفد العماني صنعاء برفقة رئيس وفد الجماعة المفاوض بعد زيارة استمرت عدة أيام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى