أجسادنا

> أجسادنا المادية مكونة من ذرات، فإذا تفرقت هذه الذرات يتحلل الجسد ويموت، أما أرواحنا ليست مركبة من عناصر أو ذرات، وهي من جوهر إلهي خارج عن نظام وقوانين المادة، لهذا لا يمسها الفناء، ولقد لبست ثوب البدن في هذه الرحلة القصيرة التي لا تتجاوز الثواني بالتوقيت الرباني: "وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ"، لتكتسب ملكات وصفات روحانية تحتاجها في رحلتها الأبدية إلى الممالك الباقية.

نرى التقويم ينظم شؤون أيامنا المعدودة وفيه تواريخ تهمنا وتوقيت ينظم ويقيس دوران حياتنا، وهو في الأساس يرتكز على دوران الأرض حول الشمس أو دوران القمر حول الأرض أو من الاثنين معاً.

يظل تقويمنا الخاص الذي يتعدى التواريخ في الشهور والأعوام، هو الذي يشمل لحظات سعادتنا الروحانية في تلك اللحظات التي فيها نقدم الخير لمجتمعنا.. تلك الساعات التي نقضيها في خدمة البشرية بكل إخلاص.. والمواقف التي نزيل بها ثقل الظلم عن أكتاف المظلومين، وندخل السعادة في قلوب البشر من حولنا.

في النهاية سيدفن الجسد في الأرض لتصعد الروح إلى السماء تماماً كما ترمى المشيمة بعيداً ليُؤخذ المولود الجديد في الأحضان، فلا عجب حينما نرى هذه الإشارة (-)، تفصل تاريخ الميلاد - عن تاريخ الوفاة حسب التقويم المعروف، بينما يُخلد أحداث التقويم الخاص في كتب الذكريات، ليبقى سبب سعادة صاحبه في الدارين، في هذا التقويم الخاص ترتبط الأحداث بانجذاب الروح، لذا يبقى نوراً في الأرض كما ستصعد نسخته الأصلية للعُلى مع صاحبه الذي سيحمله ليقص ما ورد عليه في سبيل الله رب العالمين، ودمتم سالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى