السلطة محور خلاف القوى النفعية وأساس صراعها

> إن الاعتماد على جذب الأصوات العالية التي نخشى تأثيرها والعمل على إشراكها في السلطة وتقاسم القيادة والتمثيل معها لا يمثل حلاً لمشاكلنا الوطنية، بل هو حقنة مهدئة للصراع الأزلي المحموم على السلطة بين القوى النفعية التي تعودت ان تتسلق على رقاب الشعب للوصول إلى الكرسي والاستحواذ على السلطة والانتفاع بها لنفسها على حساب الوطن والمواطن، وهذا سيفتح شهية القوى التي لا تزال خارج الحلبة ويشرع لها دخول دائرة الصراع وتوسيع المشاركة في مارثون السباق على السلطة الذي يتجدد في كل مرحلة من المراحل التي يمر بها الجنوب ويعيدنا تلقائيا إلى المربع الأول، وعليه فإننا قد حذرنا مراراً من قبل واليوم نعيد التحذير من تكرار الماضي لأن إعادة استخدام الطريق نفسه في كل المراحل لن يقودنا إلا إلى دوامة الصراعات والاقتتال على السلطة وضياع الوطن مثلما حصل في السابق وننصح الجميع بأن يتعلموا من الماضي دروسا يصححوا بها أخطاءهم وأخطاء من سبقهم ويحافظون على وطنهم ويجنبون أنفسهم وأهلهم وأرضهم ويلات الحرب ومآسي الصراع ويرفعون عن الناس ضنك العيش ويرحموا الشعب من الاغتراب وحياة التشرد التي يعيشها، وهذا لن يتحقق إلا إذا تم رفض فكر السيطرة والاستحواذ وتوقف أصحاب هذا الفكر ومنظريه عن فكرهم الشيطاني ونظرياتهم الهدامة وتنازل زعماء الصراع وقياداته عن أنانيتهم ونزعاتهم الذاتية لصالح الشعب والوطن وتوفرت لديهم قناعة كاملة بتحرير أنفسهم من الارتهان للماضي وتيقنوا من ضرورة تغيير أدواته وطرقه وإدارة المستقبل بمنهجية واقعية جديدة وبأساليب وقدرات علمية وكفاءة عملية يكون حب الوطن والإخلاص له هو القاسم المشرك الذي يجمعهم بعيداً عن أي تعصب ديني أو فئوي أو تكتيل حزبي أو مناطقي أو قبلي.

فإذا تأكدت القيادات والزعامات الجنوبية صاحبت التأثير السلبي في المشهد الجنوبي بمختلف مشاربها وتوجهاتها والتي وصل تأثيرها حد الاصرار بوعي أو بدون وعي على ضرورة إشباع رغباتها وتحقيق نزواتها ولو كان ذلك على حساب التفريط بالوطن وتنازل الشعب عن كيانه وهويته وتخليه عن الحياة الكريمة التي ينشدها.

فإن تأكدوا بأنهم قد توصلوا إلى تلك القناعة ولديهم الاستعداد على ترجمتها ترجمة عملية على أرض الواقع فأننا ننصح الجميع بالبدء بتركيز حواراتهم وتمحورها حول المستقبل باعتباره القاسم المشترك الذي يجمع كل أطياف الشعب ومكوناته والحرص على التوصل إلى آلية توافقية تحقق تطلعات الجميع وتضمن حقوقهم، ونحذر من تكرار تركيز الحوار حول تقاسم السلطة، لأن ذلك سوف يعمق الخلافات ويزيدها، لأن السلطة هي محور الخلاف وأساس الصراع الذي يفرق القوى النفعية التي لا ترى الوطن إلا في ذاتها فقط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى