سماء التلال دوماً نقية

> أغمستُ قلمي مراراً في محبرة التداخلات كي أكتب عن حفل تكريمي أُقيم في صباح يوم تلالي بهيج في قاعة باطويل بكريتر، وأنا الغائب عنه، والحاضر معه بوجداني عندما فاق هذا الحفل بنجاحه كلّ تصوّر، وانتصرت فيه قِيم النُبل الإنساني أثناء تكريم لاعبي التلال القُدامى ورجاله الذين استقطعوا زمناً من حياتهم بعطاءاتهم الرياضية، وصنعوا أمجاداً من تاريخ التلال السحيق، وظلت أسماؤهم محفورة على جدران قلعتهم الحمراء.

تهافتت الجموع التلالية الغفيرة على هذا الحفل التكريمي لتستظلّ تحت "سقيفة بني تلال"، والذي أتى متزامناً مع تباشير العام الميلادي الجديد 2023م وكإحدى التقاليد التلالية الراسخة التي دأبت على استمراريتها الإدارة التلالية الناجحة برئاسة الأستاذ العقيد عارف أحمد اليريمي، والذين ولدوا جميعاً في منطقة الجزاء، وهم يسجلون هذه الأهداف الإنسانية الرائعة في مرمى النُبل الأخلاقي.

لقد جار الزمن بالنسيان على قُدامى لاعبي التلال ورجالاته، فكانت لحظة التكريم أشبه بالعُرس البهيج، عجز فيه المُكرَّمون عن الكلام، فتلعثمت ألسنتهم وتحشرجت أفئدتهم وانفجرت أعينهم بالبكاء، حين يكون هذا التكريم كالبلسم الشافي لأوجاعهم وآلامهم، وكأبلغ تعبير إنساني عندما تكون لهم قيمة روحية، ووزن رياضي ينفض عن أمجادهم تراب النسيان.

لقد أكدت فعاليات هذا الحفل التكريمي تلك الحقيقة الماثلة للعيان بأن التلال هو النيزك المتلألئ في سماء الرياضة اليمنية، بل تظل سماؤه دوماً صافية ونقية مهما لوّثها غبار الأرض، فالتلال هو الراعي الرسمي لثقافة الانتماء الرياضي، بل المالك الحصري للهوية الرياضية اليمنية، كونه قد سار على درب قرنين من الزمن بحُكم تاريخه الطويل منذُ التأسيس في عام 1905م، والمُتوج بتاج الوقار الراسخ وكأصدق حقيقة تتوارث أجياله هذا الإرث الرياضي السحيق جيلاً بعد جيل.

لقد نجحت هذه الإدارة التلالية وبرجالها الأفذاذ في إحياء ثقافة الامتداد والانتماء لهذا الصرح التلالي، بالرغم من ظروفها الصعبة في شحة مواردها وتعطّل مشاريعها الإعمارية للبُنية التحتية لنادي التلال بسبب الظروف الراهنة وهي أمور لا ننتقص من حقائقها عين أحد.

وإذا كان التلال برئاسته وأعضاء إدارته قد نجحوا في إقامة هذا الحفل التكريمي، فلا بُد أن لا نُسقط عن أنفسنا واجب الشكر والتقدير لمَن شمل هذا الحفل بالرعاية الكاملة والحاضنة والداعمة، مُمثلةً بالأستاذ نايف البكري، وزير الشباب والرياضة، والأستاذ منير الوجيه، نائب الوزير، وكذا الأستاذ خالد محسن الخليفي، وكيل قطاع الرياضة، والمتميزين جميعاً بالحضور الدائم في مختلف الفعاليات الرياضية والثقافية.

ومن كاتب هذا المقال، الذي تمّ تكريمه، فلا بُدّ من تقديم الشكر والتقدير للأستاذ مشتاق محمد عبدالرزاق، رئيس اتحاد الإعلام الرياضي بعدن، والأستاذ فهمي إبراهيم عجران، الذي أنابني في استلام شهادتي وجائزتي، فلهما كل العرفان.

ولإدارة التلال ورئيسها الأستاذ العقيد عارف أحمد اليريمي شكري وتقديري لهم جميعاً، ويكون لزاماً عليّ أن أردّ لهم الوفاء بأن أستعير تأدُّباً من أبيات المُتنبي عرفاناً لهم، ومُحافظاً على قافية شعره، فأقول:

يجود علينا التلال بجوده

ونحن بحبر الأقلام نجود

فقلعتي حمراء ورمزي هاهنا

وصيرتي الغناء للزمان تجود.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى