استدعاء الفتنة خطر سيحرق دعاتها أولا

>
كثيرة هي الوسائل والأساليب التي أتبعت ومازالت تتبع حتى اليوم، وتتجدد أقنعتها وشخوصها عندما يقترب الجنوبيين من بعضهم وتتشابك فيه أياديهم ويضعون أقدامهم على الطريق الصحيح انتصارا لقضية شعبهم، فلا غرابة أن يغرد البعض خارج السرب الوطني الجنوبي ويحرضون على الفتنة التي ستحرقهم بنيرانها قبل غيرهم.

فهل نأمل بصحوة ضمير والاتعاظ من تجاربنا المريرة، ونغلب جميعا لغة الحوار على ما عداها ومغادرة مربعات التمترس خلف المصالح الشخصية والخاصة وباسم الوطن وعلى حسابه، وعذاب وآلام الجنوبيين الذين اكتووا كثيرا بجحيم الفتن وتداعياتها الكارثية على حياتهم ومستقبل أجيالهم، والذين كانوا دوما ضحايا الشحن والتحريض والتضليل لجعلهم وقودا في مجابهات عبثية ضد بعضهم البعض، ويهزمون أنفسهم بأنفسهم ليتمكن أعدائهم من إضعافهم وتمرير مخططاتهم التآمرية على الجنوب وكل الجنوبيين.

وهو الأمر الذي يستدعي بالضرورة اليوم استحضار كل ذلك لعدم تكراره والاستفادة من دروسه وعبره التي مازالت ماثلة أمامنا، صونا لمقدرات الجنوب وحقنا لدماء أهله وحقهم في حياة كريمة تسودها المحبة والوئام، والتعايش الأخوي في وطن حر مزدهر، هو وطنهم جميعا ووعاء تاريخهم المشترك ماضيا وحاضرا ومستقبلا، والذي لن يبنى إلا عبر وحدة وتماسك صفوفهم وبسواعدهم جميعا وتفانيهم وحرصهم المشترك على نهضته وتقدمه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى