د. الوالي: وضع اليمن يتطلب حكومتين جنوبية وأخرى مشتركة

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> دعا عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي وزير الخدمة المدنية والتأمينات في حكومة المناصفة د. عبدالناصر الوالي، إلى تشكيل حكومتين: حكومة جنوبية تدير شؤون الجنوب وأخرى مشتركة بمثابة حكومة حرب تدير المعركة مع الحوثي.

الوالي كان يجيب على تساؤلات لصحيفة الدستور الأردنية ضمن وفد صحفي عربي زار عدن مؤخرا، حيث قال "لا بأس من وجود حكومتين، حكومة خدمية تدير الجنوب، وحكومة سياسية موحدة مشتركة لشؤون الحرب والسلام، أو مجلس حرب يدير أمور الحرب والسلام والدبلوماسية العالمية وحكومة تدير الجنوب، حيث لا يستطيع وزير شمالي أن يفكر بخدمات في الجنوب وهو مهموم بأن أراضيه ليست بيديه، ولا يستطيع التفكير بمساعدة عدن فيما صنعاء تعاني، لهذا نحن نقول يجب توزيع الأمور، بحيث يهتم أبناء الجنوب بعدن وبقية محافظاتهم ونعمل في خط موازي للاهتمام بالمصالح المشتركة أو الأهداف المشتركة، وهو أمر يحتاج إرادة سياسية، أحيانا مع الأسف الشديد نشعر بأن هذه الإرادة غير متوفرة، يجب إيقاف الحرب، وعدم الاستمرار في استخدام الجنوب رهينة إلى أن يتحرر الشمال فالجنوب رهينة بيد قوى شمالية متنفذة سيطرت على السلطة لمدة تزيد على ثلاثين سنة وتشعر بأن التخلي عن هذه السلطة أمر مستحيل، ولو تطلب ذلك الدخول بصفقات مع المجتمع الدولي بما يضمن أن يستمروا بهذا الوضع".

وحول الانقسام الحالي أو التباين في رؤية الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، قال د. الوالي "إن هذه الحكومة تشكلت نتيجة اتفاق الرياض، وكان أساس تشكيلها تصحيح الأوضاع السابقة التي كانت لا تساعد على استقامة الأمور في ظل تنازع التوجهات داخل الحكومة، حيث كانت لنا رؤية واضحة أن هذه الحكومة هي حكومة خدمات مهمتها تعزيز الأمن والاستقرار وتقديم الخدمات في المحافظات الجنوبية، وبعض الأجزاء المحررة في المحافظات الشمالية، فيما يرى الأخوة من الشمال أنه لا بد من توقف كل شيء لحين تحرير الشمال".

وأضاف "هذه الحكومة تشكلت بالتوافق وكانت مناصفة بين الشمال والجنوب، (50-50)، وهذه لأول مرة حصلت، المناصفة بين الشمال والجنوب، لكن وحتى تكون الأمور واضحة، أين هو الشمال حتى نتناصف معه؟ هل نتناصف إدارة الجنوب؟ هذا الذي حصل، ومع الأسف الشديد لا زلنا في مرحلة تصحيح الرؤية وكيفية السير مع بعض، هناك من يرى أن الوضع طبيعي وفقط انتقلت السلطة من صنعاء إلى عدن وانتهى الموضوع، وأنا أسمي النظام في صنعاء أنه انتصف إلى نصفين، نصف بقي في صنعاء والنصف الآخر جاء ليحكم في عدن، هذا الأمر لا يستقيم، فكانت وجهة نظرنا أن قاطرتين باتجاهين مختلفين لا يمكن أن تتحركا، والصحيح أن تكون لدينا قاطرة واحدة تتجه نحو محطتين، محطة الجنوب ومحطة الشمال، فنحن لم نتخل عن التزاماتنا نحو إخواننا وأهلنا في الشمال، بالتزامن مع قيام الحكومة بتقديم الخدمات والأمن والاستقرار للجنوب، فتغيير الأوضاع في صنعاء سواء عسكريا أو سياسيا أو دبلوماسيا، أمر مختلف تماما، ولا يتعارض مع تقديم الخدمات في الجنوب".

وتابع "نحتاج لصيغة عبقرية مناسبة بحيث تكون الخدمات سائرة في المحافظات الجنوبية والأمور تكون باتجاه تغيير الأوضاع في صنعاء وانتهاء الانقلاب الحوثي والعودة إلى جمهورية، والتي تقريبا قضى عليها الانقلابيون، ومع الأسف أعادونا إلى القرون الوسطى، هذه الصيغة أو المعادلة الكيميائية المعقدة الصعبة تحتاج إلى عقول منفتحة ولا تحتاج إلى عقول مغلقة تتعامل بمنطق ليس بالإمكان أفضل مما كان ونسير على ما سار به آباؤنا، هذه هي المعاناة الحقيقية، أوضاع اقتصادية مع الأسف الشديد كل يوم تكون أصعب، المعركة العسكرية في الجنوب تقريبا حسمت، وأصبحنا الآن نواجه أشرس معركة اقتصادية، هم يعتقدون أن الاستمرار في الضغط على الشعب وتجويعه وعرقلة الخدمات وعرقلة المؤسسات أن هذا الأمر سينجح في تغيير رأي الناس، فالوضع أصبح معقدا، ويجب أن تتحدد الرؤيا، ويكون الأمر واضحا، وما لم نتفق على محطتين تراعى فيهما مصالح الجنوب ونسعى فيها إلى تحقيق مصالح الشمال فلن ننجح، والذي يشعر بأنه يجب أن تؤجل كل مصالح الجنوب إلى أن تحل مصالح الشمال، ثم النظر بعدها إلى مصالح الجنوب فهذا غير مقبول، نحن نقول إننا معهم حتى تتحرر صنعاء إن أرادوا، فهناك قوى وطنية لديها إرادة حقيقية، وتريد أن تغير الأوضاع في صنعاء لأنها مأساوية، ونحن مع هذا الاتجاه، ولكن ماذا بعد؟ أحد الزملاء الوزراء من الشمال يسألني: هل تعتقدون أنه يمكن أن نغدر بكم حينها؟ أقول له نعم، فما هي الضمانات؟ تعالوا نتحدث عن ضمانات، ما الذي يمنع أن ينهض الجنوب، جنوب قوي، آمن، مستقر، أكبر سند للشمال، مع الأسف الشديد أن بعض الزملاء يفكر بأنه إذا استقر الجنوب وأصبح جنوبا قويا مستقرا آمنا بكل مؤسساته فسيطلب الانفصال، لكن ما العيب في ذلك؟ ما تقوله أنت نظريا من مؤتمر الحوار الوطني، أنك تتحدث عن أقاليم، 6 أقاليم حسب ما يقولون، لكن لنفترض أن هذا هو مشروعهم، فلماذا لا نبدأ من الآن؟ ويتركوا الجنوب كإقليم يعيش حياته، وحتى هذا لا بأس أن يتم الحديث عليه في حينه، لكن ما هو المقترح الآن، هل المقترح أن يكون الشخص جائعا وعليه أن يبقى جائعاً ثم سنناقش كيف سنشبعه؟ هل هذا الأمر لا يستقيم".

واختتم الوزير الوالي "إن الحرب لم تنتهِ بعد، والمشروع الدولي لم يحسم أمره لغاية الآن في نتائج هذه الحرب، وتم تجميد الأوضاع إلى أن يحسم أمره، وللأسف يبدو أننا مربوطين بليبيا وسوريا والعراق والصومال والسودان وبالطبع إيران، ونحن مشغولين بمسألتين على أعلى مستويات الأهمية الأولى أن نحافظ على الأراضي والمنشآت الاقتصادية والناس من الهجمات الحوثية التي لا زالت مستمرة، فالحوثي هي منظومة طائفية لها أهداف توسعية ليس محلية فقط إنما إقليمية، وهذا خطر شديد جدا، فيجب أن لا نغمض أعيننا للحظة واحدة وبالتوازي مع هذا التعامل مع التهديد الأمني من القاعدة، وبالتالي الهم الأكبر الآن هو الحفاظ على الاستقرار الداخلي من الإرهاب ومنع أي تدخلات إرهابية حوثية تمس الحدود وتهدد أمن واستقرار البلد بشكل عام، أما المهمة الثانية فهي اقتصادية، وأمامنا مهمة كبيرة جدا، وهي، أولا إيجاد موارد لتحسين الخدمات، لا تستطيع أن تكون أولوياتك تحسين الخدمات ولا يوجد لديك موارد، فيجب أولا أن تكون أولوياتك هي إيجاد الموارد ثم تحسين الخدمات، توفير الاستقرار والخدمات في الجنوب، وتغيير الأوضاع في صنعاء، فمتى ما استقرت هذه المعادلة فلن يكون لدينا أية مشكلة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى