تلاميذنا بين الماضي الجميل والحاضر التعيس

> لقاء/فردوس العلمي

> تحتفل دول العالم باليوم الدولي للتعليم 24 يناير تحت شعار "الاستثمار في الناس، وإعطاء الأولوية للتعليم" وهو التاريخ الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 3 ديسمبر 2018، بتوافق الآراء، وأعلنت فيه يوم 24 يناير يوما دوليا للتعليم في إطار الاحتفال بالتعليم من أجل السلام والتنمية وبهذا الصدد تحركت مشاعر الحب والوفاء لمدينة عدن التي أصبح التعليم فيها في أدنى المستويات حيث ترفد وزارة التربية والتعليم للمجتمع سنويا أُميين بشهادة ثانوية عامة، مؤسسة الحب والوفاء لعدن استضافت في مقرها بمديرية خور مكسر التربوي والناشط المجتمعي "أكرم الحريري" مدير مدرسة الجلاء للتعليم الأساسي، الذي ألقى محاضرة تعليمية تربوية في اللقاء الذي اتسم بالشفافية وضم عددا من المعلمين والصحفيين والمهتمين بالتعليم في مدنية عدن تحت شعار الاستثمار في العقول لا ينتهي، حيث تحدث الحريري عما آل إليه حال التعليم في الجنوب وعدن على وجه الخصوص.
  • تلاميذنا بين الماضي والحاضر
أوضح الحريري في حديثه عن التعليم في محاضرة اشتملت على عدد من المحاور حيث قال "لقد أظهرت الجهود المبذولة في جميع أنحاء العالم نتائج واعدة في تحسين مستوى المتعلم الذي يشكل مجتمعًا مثقفًا، مدعومًا بالتفاؤل والفرص وحاليا هناك 244 مليون طفل وشاب خارج المدرسة و771 مليون بالغ أمي على مستوى العالم ".

وتحدث عن واقع تلاميذنا بين الماضي الجميل والحاضر التعيس وقال "كان تلاميذنا في المدارس قديما يعيشون حياة رغيدة هانئة، ويعيشون أيامهم في لهوهم ولعبهم، ومع ذلك ينكبّون على دروسهم وكتبهم يذاكرونها، ويفهمون ما فيها بروح وثابة، وعقول نيرة، وذاكرة لاقطة فاهمة، وبيئة متوثبة، موجدة الجو المناسب لأبنائها بالتشجيع والتنبيه والتحذير لهم على التفوق وبلوغ العلا وتحقيق أحلام آبائهم الذين كانوا يكدحون، ويتعبون من أجل أن يوفروا لهم اللقمة الحلال والملبس البسيط، وهذا كان حال البسطاء من آبائنا ".

وقال "كان التلميذ/ة متأدبا و مستئنسا بأبيه قدوته، حيث كان الآباء يحرصون على أن يكونوا قدوة لأولادهم، وكانت المدرسة قلعة علمية في التعليم والتربية والنشاط الذي كان التلميذ يستنفذ فيه طاقته، ويفرغها فيها، ففي المدرسة النشاط الثقافي والديني والرياضي والفني".

الحريري
الحريري
مشيراً إلى أن المدرسة كانت هي الوهج الذي يلمع منه بريق الخير والمعرفة ففيها هيبة يخشاها التلميذ حيث هي الملجأ للبيت إذا استنفذ الأبُّ محاولاته لإصلاح الولد فهي المؤسسة التربوية التي تكمل الدور التربوي لتلك السلسلة الصحيحة للتعليم والتربية ففيها التقويم والتعليم والتهذيب الذي يحب التلميذ/ة أن يقضي وقته فيها من أول يوم في العام حتى آخر أيامه".

وبيأس يتحدث الحرير عن حال التلميذ/ ة اليوم وبتساؤل مر يسأل ما الذي بقي من تلك السلسلة المباركة اليوم؟ وأضاف "لقد تم هدمها وتفريغها من كل شيء فيها كان جميلا فأصبحت أطلالا وأثرا بعد عين، فلا التلميذ صار فيها ولا المعلم، وصارت المدرسة لا تقوم بأي دور يحبب التلاميذ فيها حيث تغير كل شيء إلى الأسوأ فالتلاميذ/ات ملابسهم اختلفت عن ذي قبل ومقاعدهم صارت متهالكة كالأطلال التي يقف عليها الشعراء قديما وخلت الفصول من أي عنصر من عناصر الجذب".

وأضاف "إن الصورة تتحدث عن نفسها بصراحة ووضوح حيث يظهر التلاميذ بهندامهم القشيب وأشكالهم التي يظهر عليها الخير والتركيز والسعة في الفصول والمقاعد التي يجلسون عليها وهي أنيقة وجميلة كل ذلك يعطيك الصورة التي كانت عليها مدارسنا قديما، وما نحن عليه اليوم حيث البؤس والشقاء الذي صار سمة عامة في كل مظاهر حياتنا التي غدت العشوائية هي الطابع العام لحياتنا وتعليمنا الذي يفتقد الرؤية والفكرة والمنهج ومقومات التعليم الذي كانت بلادنا لها السبق والريادة و يتساءل بمرارة ما الذي حدث لنصل لهذا الدرك الذي وقعنا فيه وآلت أحوالنا إليه في يومنا التعيس؟ ".
  • مشكلات التعليم والمعوقات
وواصل حديثه عن المشكلات المعيقة لعمليات التعليم وقال "توجد عدد من المشاكل ومنها المشاكل الخاصة بالطلاب والمشاكل الخاصة بالمعلمين ومشاكل متعلقة بالمواد التعليمية و بالبيئة التعليمية والخدمات" فيما يخص مشكلات الطلاب " التسرب المدرسي، عمالة الطلاب، تدني المستوي التعليمي للطلاب، انتشار ظاهرة الغش، الكثافة الطلابية داخل الصفوف، استخدام الطلاب للجوالات داخل المدرسة (في بعض المدارس).

فيما يخص مشاكل المعلمين قال "تتمحور مشاكل المعلمين في قلة الراتب، المعلم البديل، المعلم المتعاقد، نقص الخبرة والمعرفة الكافية لطرق التدريس وعلم النفس التربوي انعدام المعرفة في استخدام وسائل التعليم الحديثة "الكمبيوتر - داتا شو شاشة العرض" عند بعض المعلمين ".

وفيما يخص المشاكل الخاصة بالمواد التعليمية قال "عدم توفر الكتاب المدرسي، لجؤ التلاميذ لطباعة الكتاب بالحجم الصغير، المنهج التعليمي في معظم المواد قديم جداً إلى جانب التركيز على الكم وليس الكيف أثناء تدريس المنهج المدرسي - الحشو - إلى جانب قلة أو انعدام الوسائل التعليمية وعدم الحث على استخدامها ولا سيما وسائل التعليم الحديثة "الحاسوب - شاشة العرض "

وحسب قول الحريري بأن "عدم توفر البيئة الآمنة للطلاب، وعدم الاهتمام بالأنشطة الرياضية والترفيهية وحصة البدنية للدعم النفسي للطالب وغياب المساحات الخاصة باللعب ووسائل اللعب والرياضة المناسبة، وعدم التركيز على المقاصف والمواد المباعة فيها - مثل شمة الحوت و الفوفل بأنواعها - وكذا عدم متابعة نظافة المواد المباعة والمواد الغذائية ومدى فائدتها كغذاء صحي إلى جانب عدم وجود الحمامات المناسبة في بعض المدارس، إن وجدت افتقدت للنظافة والماء والمواد المعقمة، إلى جانب متاعب الكهرباء وعدم توفرها وصيانتها في بعض المدارس خاصة في فصل الصيف كل هذا يعد من معوقات البيئة التعليمية والخدمات، أضافة إلى ارتفاع أسعار الزي المدرس والحقيبة المدرسية".
  • الحلول والمعالجات
وحسب رأيه بأن الحلول والمعالجات تكمن في إزاحة لوبي الفساد المسيطر على ملف التعليم الذي أوصل العملية التعليمية إلى ماهي عليه اليوم، والعمل الجاد على رفع مستوى التعليم بعدن خاصة والجنوب عمومًا والسعي مع المنظمات الدولية المانحة للتعليم والبحث عن حلول لطباعة الكتاب المدرسي وتوفير معلمين، وكذا توفير أحدث الوسائل التعليمية والتقنيات لكل مدارس عدن للنهوض بالعملية التعليمية.

وفي ختام حديثة قال "نحن كتربويين نتأمل خيرا بالدكتورة نوال جواد مدير عام مكتب التربية والتعليم المعينة حديثاً، وأن تتخذ إجراءات لرفع مستوي التعليم في الجنوب عامة وعدن على وجه الخصوص كون مدينة عدن كانت رائدة التعليم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى