> محمد الخطيب
كيف يمكن أن نفهم الإنسان من خلال رقصاته؟ بلغة العصر تشبه #الماركات_التجارية الخاصة بمنتجات معينة، هكذا هي #الرقصات تحكي عن حياة مجتمع إنساني معين، جغرافيا وتاريخا وروحيا وفنيا، وتحمل بصماته الحصرية. والرقصات ليست مجرد إيماءات تؤديها أطراف الجسد العلوية والسفلية بمشاركة الحواس، بل معتقدات مدونة في روح الإنسان وفكره.
وبصفة عامة فإن الرقصات تعني تاريخا يوثق هوية الإنسان البشري ورمزا لحياته. وإن كانت المؤسسات والشركات تضع علامات تجارية خاصة بها، فإن الموروث الشعبي من عادات وتقاليد ورقصات وألعاب شعبية يعتبر علامة تاريخية أصيلة،و وصفة خاصة لصيقة بأهل الأرض.
عند الحديث عن تهامة في هذا السياق فإنها منطقة غنية بتاريخها، وتشكل متحفا مفتوحا يختزل تراثا إنسانيا متميزا، يحاكي في جزء بسيط منه ألعابا شعبية كثيرة، منها الرقصات التهامية المتنوعة، التي يصل عددها إلى أكثر من 80 رقصة، بحسب إفادة المخرج السينمائي التهامي حميد عقبي. وتختلف تلك الرقصات في أدبياتها وطقوسها عن بقية الرقصات الشعبية في اليمن، ما يجعل المتابعين يصفونها برقصات العجب، لغرابتها وخطورتها أحيانا وصعوبة محاكاتها وتقليدها.
وكما تنفرد قبائل الزرانيق في غربي اليمن بالرياضات الشعبية النادرة، فإنها تمارس أيضا رقصات عديدة، تمثل هويتها التاريخية (فنا وروحا)، ومن الرقصات الزرنوقية المشهورة: رقصة الحقفة، والحمرى، والتسيف، وهي في الأساس رقصات قتالية يؤديها الزرانيق قبل بدء المعارك، أو كنوع من الإحماء والتسخين عند ممارسة الرياضات الشعبية التي اشتهرت بها هذه القبيلة، كما إنها تمارس في مناسبات الأفراح واحتفالات انتهاء موسم جني التمور وغيرها من المناسبات الزراعية، ويكون أداؤها على دقات المرافع (الطبول)، وصوت القصبة (الناي).
وتحيل الرقصات الخاصة بقبيلة الزرانيق على نوع خاص من الألعاب الشعبية، التي رافقت المحارب الزرنوقي القديم، فهي إلى جانب كونها تقليدا متوارثا عن الأجداد، تحمل طابعا قتاليا، ويشكل أداؤها خطرا على اللاعب، لذا تقتضي الأدبيات، الشروع في التدريب المبكر لهذه الرقصات منذ الطفولة.

وأضاف "بسبب ضعف الإمكانات يصطدم الشباب بظروف الواقع ويضطر كثير إلى تركها والذهاب إلى سوق العمل مع العلم أن هذه الرياضات تحتاج إلى تدريب مستمر ولياقة بدنية عالية ونظام غذائي متكامل".
واعتبر أن الرقصات تحتاج إلى دراسة تشريحية وتوثيقية لكل رقصة، وقراءة العمق الدرامي لها، فلو استمر الوضع هكذا "سيفقد اليمن ثروة كبيرة من تراثه وفنه، ويجب أن نتحرك جميعا لجعل الموروث الشعبي التهامي، ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي".
ومما يثير الاهتمام أن هذه الرقصات كان لها حضور متميز على المسرح الفني الدولي، ففي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي شاركت "فرقة الزرانيق بيت الفقيه" بعروض فنية في الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وبريطانيا، بحسب إفادة أحد خبراء إرشيف اليمن المصور عبدالرحمن الغابري، الذي كان معنيا بتوثيق تلك الرحلات، وأما في عام 2007 م، فقد قدمت الفرقة ليلة فنية بديعة في "مسرح المؤتمرات الباريسي فرنسا".
"اندبندنت عربية"
وبصفة عامة فإن الرقصات تعني تاريخا يوثق هوية الإنسان البشري ورمزا لحياته. وإن كانت المؤسسات والشركات تضع علامات تجارية خاصة بها، فإن الموروث الشعبي من عادات وتقاليد ورقصات وألعاب شعبية يعتبر علامة تاريخية أصيلة،و وصفة خاصة لصيقة بأهل الأرض.
عند الحديث عن تهامة في هذا السياق فإنها منطقة غنية بتاريخها، وتشكل متحفا مفتوحا يختزل تراثا إنسانيا متميزا، يحاكي في جزء بسيط منه ألعابا شعبية كثيرة، منها الرقصات التهامية المتنوعة، التي يصل عددها إلى أكثر من 80 رقصة، بحسب إفادة المخرج السينمائي التهامي حميد عقبي. وتختلف تلك الرقصات في أدبياتها وطقوسها عن بقية الرقصات الشعبية في اليمن، ما يجعل المتابعين يصفونها برقصات العجب، لغرابتها وخطورتها أحيانا وصعوبة محاكاتها وتقليدها.
وكما تنفرد قبائل الزرانيق في غربي اليمن بالرياضات الشعبية النادرة، فإنها تمارس أيضا رقصات عديدة، تمثل هويتها التاريخية (فنا وروحا)، ومن الرقصات الزرنوقية المشهورة: رقصة الحقفة، والحمرى، والتسيف، وهي في الأساس رقصات قتالية يؤديها الزرانيق قبل بدء المعارك، أو كنوع من الإحماء والتسخين عند ممارسة الرياضات الشعبية التي اشتهرت بها هذه القبيلة، كما إنها تمارس في مناسبات الأفراح واحتفالات انتهاء موسم جني التمور وغيرها من المناسبات الزراعية، ويكون أداؤها على دقات المرافع (الطبول)، وصوت القصبة (الناي).
- التوحد مع الأرض
وتحيل الرقصات الخاصة بقبيلة الزرانيق على نوع خاص من الألعاب الشعبية، التي رافقت المحارب الزرنوقي القديم، فهي إلى جانب كونها تقليدا متوارثا عن الأجداد، تحمل طابعا قتاليا، ويشكل أداؤها خطرا على اللاعب، لذا تقتضي الأدبيات، الشروع في التدريب المبكر لهذه الرقصات منذ الطفولة.
- رقصة الطاعة والترابط
وتعد من أشهر الرقصات التي تتميز بها قبيلة الزرانيق في تهامة غرب اليمن، وتؤدى بشكل جماعي أو فردي وتتسم بالصف الواحد، وفيها تتشابك الأيادي والأذرع مع بعضها، ويخرج زعيم الفرقة ليلحق بالمقدمة، ثم يعود إلى الصف ويشير بملامح وجهه ليشجع راقصا آخر للقيام بنفس المهمة. ويرى عقبي أنها "رقصة تحث على الوحدة والترابط والتلاحم والطاعة للقائد الواحد".

- رقصة التسيف
- رقصة الحمري
- مخاوف
وأضاف "بسبب ضعف الإمكانات يصطدم الشباب بظروف الواقع ويضطر كثير إلى تركها والذهاب إلى سوق العمل مع العلم أن هذه الرياضات تحتاج إلى تدريب مستمر ولياقة بدنية عالية ونظام غذائي متكامل".
واعتبر أن الرقصات تحتاج إلى دراسة تشريحية وتوثيقية لكل رقصة، وقراءة العمق الدرامي لها، فلو استمر الوضع هكذا "سيفقد اليمن ثروة كبيرة من تراثه وفنه، ويجب أن نتحرك جميعا لجعل الموروث الشعبي التهامي، ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي".
- خلفية تاريخية
ومما يثير الاهتمام أن هذه الرقصات كان لها حضور متميز على المسرح الفني الدولي، ففي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي شاركت "فرقة الزرانيق بيت الفقيه" بعروض فنية في الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وبريطانيا، بحسب إفادة أحد خبراء إرشيف اليمن المصور عبدالرحمن الغابري، الذي كان معنيا بتوثيق تلك الرحلات، وأما في عام 2007 م، فقد قدمت الفرقة ليلة فنية بديعة في "مسرح المؤتمرات الباريسي فرنسا".
"اندبندنت عربية"