المعارضة وشغل الضرائر

> لم يبق في جعبة من كان ومازال يراهن بعقيرته على أن الجنوب في مهب الريح سوى الاعتراف ضمنا واليوم بفك الارتباط بين الشمال والجنوب على قاعدة السلم والشراكة وحسن الجوار بين الدولتين عودا إلى ما قبل العام 90 بينما تراجع ويتراجع رهانهم السخي رويدا رويدا على ما كانوا يسمونه بالأمس القريب "تسويق الوهم " إلى واقع لا محال لتنفيذه في تسوية دولية وإقليمية تنهي كل أسباب الحرب ودوافعها وعلى ألسنة المتراجعين عن شطحاتهم قيل أنها قريبة.

بينما مازال هؤلاء النفر من أبناء الجلدة والمحسوبين على الساسة ومن مواقع ترسانة المعارضة يرون أن الجنوب لابد له أن يفصل على أمزجتهم وهواهم ولهذا لا يبرح المنظرين منهم في توقع الفشل في إدارة الجنوب مقدما لطالما لم يشارك أحدهم في رسم ملامح صورته متجاوزين كل التحديات التي واجهها الانتقالي ليسلمهم دولة جاهزة بردا وسلاما وعلى طبق من خريطة.

لسنا أبعد عن الواقع المفروض على العالم ودول الإقليم منها سوى ما يميزنا عن غيرنا كشعب فرض قضيته سلما / حربا دفع من أجل كل ذلك ثمنا باهضا لا يستهان به من قوت يومه حسما من عمر جاوز الثمان سنوات عجافا بتمامها وكمالها وصولا إلى مشارف التاسعة ومازال الجنوب وأهله يخوضون الحرب الاقتصادية القذرة منها بعد العسكرية .

من يتوقع بحدسه الفارغ الأفق بأن الخسارة من عودة الجنوب لأهله لا تساوي الفائدة من بقائه تحت وصاية الشمال الحوثي وفيه ومن خلاله طوق النجاة للوصول إلى بر الأمان لا أحسبه سوى رأي على الهامش أحترمه، ولن آخذ به وإلا لأخذت برأي الحوثي في بطلان فك الارتباط والبقاء عبدا أقبل ركبة السيد وأصلي عليه كما صلى عليه وآمن به الشمال برمته.

وأمام ما يروج له هذا الطرف من خسارة متوخاة بعودة الجنوب والمعلن سلفا فشلها بجرة قلم فتلك كارثة لا ولن يقبلها قارئ عاقل فما بالنا بالتعامل مع معارض حمل القلم ليهرف بما لا يعرف وكأن الحلول والتنازلات السياسية لإحلال السلام الدائم بين البلدان أشبه بمخالفة القرآن الذي لا يقبل المساس بنصوصه!

لهذا وذاك دعونا من الكلام الذي لا يفضي إلى نتيجة لطالما وكل منا سقفه الجنوب لا يساوم عليه بمقدار مصلحة وما دون ذلك تكمن الشياطين.

والله المستعان.
خاص بـ"الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى