حذار من خلط الأوراق في الجنوب ومحاولات إضعافه

> الحقيقة التي لا يمكن لأحد تجاهلها أن الجنوب لديه قضية سياسية بامتياز، وأن مشروع الوحدة قد مات وفشل وشبع موتا وفشلا، وبالتالي فإن مجمل الضغوطات الممارسة على الجنوب التي مورست وتمارس اليوم لا تجدي نفعا طالما هناك شعب انتفض وعبَّر عن نفسه في أكثر من محطة ومنعطف وموقف.

لا يمكن إخضاع إرادة الشعوب لنزوات مبتدأي السياسة وخجفانها ومن لم يجد القراءة السياسية بامتياز سيفشل بالتأكيد في أول اختبار تحريري .

الصحيح والأصح أن يُترك الجنوب لأهله ومساعدته كي يكن كتلة قوية مساوية للآخر في المقدار ومعاكس له في الاتجاه ليحقق التوازن المطلوب بدلا من الإخلال به، الشماليون هم بالدرجة الأولى معنيون بتحرير الشمال أو التعايش معه ذلك أن لدى الحوثي مشروعه السياسي الذي يعمل عليه منذ ليلة 27 سبتمبر 1962م يتمثل في العودة إلى حكم الشمال، منتظرا طوال هذه المدة الفرصة السانحة التي أتت بتولي الرئاسة رئيسا جنوبيا من خارج الطوق وجد نفسه غير مسنود لا بالجيش الذي بني على غير ولاء وطني ولا بالقبيلة المحيطة. إذن ليس من المعقول إضعاف الجنوب اليوم ، كونه أثبت أنه الطرف الأكثر فاعلية في الحرب والتحرير ومازال كذلك.

أي مشروع سياسي مضى أو سيأتي مالم يحقق مصلحة الشعب الجنوبي بالتأكيد فاشل، وسيفشل لأن المشاريع السياسية الخاطئة تؤدي إلى كوارث وحروب ودمار لا يقتصر على اليمن بل سيتمدد ذلك الدمار إلى الإقليم، ولنا في مشروع الوحدة اليمنية الفاشل مثلا قريبا نعيشه ونعتاشه .

كان الجنوب فيما مضى يحتاج فقط إلى حامل سياسي لقضيته أما وقد وُجِد فهيهات هيهات التراجع.

الرد العملي على كل محاولات إضعاف الجنوب من أي جهة كانت يتمثل في خلق اصطفاف جنوبي وجبهة وطنية جنوبية عريضة وهذه مهمة عظيمة لابد أن يكبر بها الجنوبيين وفي المقدمة الانتقالي بكبر وعظمة قضية شعب الجنوب.

شعب الجنوب صاحب حق، وماضاع حق وراءه مطالب ومدافع والواقعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية وحتى العسكرية تثبت أن الشمال شمالا والجنوب جنوبا وغير ذلك مجرد مضيعة للوقت ومزيد من الزلازل السياسية التي تؤدي الدمار الشامل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى