​تهيؤات ضاربي الودع

> في العمل السياسي لا توجد حالة انسجام متماهية، حتى بين القوى المحلية المتحالفة ضد خصم واحد بل توجد تباينات ورؤى أحيانا مختلفة، فكيف الحال في علاقة مشروع محلي بقوى إقليمية ودولية لها رؤاها ومحاذيرها، وله أعداء في الساحة يتربصون به الدوائر ويجندون الباطل، وباطل الباطل ضده.
قد تكون الحالة الراهنة تشهد توتر وشد وجذب خاصة حين يلتزم الطرف المحلي الصمت  ولم تبقَ لدى أعدائه اية مستمسكات "ضرب الودع" بالاستشهاد بضجيج التواصل الاجتماعي الذي في أغلبه يكون مشخصن لحالات استفزاز ورد فعل عليها.

انشغل ذبابهم الاليكتروني بالانتقالي منذ إشهاره، وحالهم أشبه "بضاربة الودع" تراهن على التهيؤات، فعلاقة الانتقالي كما يقول لهم "ودع التهيؤات" وصلت الحضيض مع المملكة وقبلها أنه ولد ميتا، وأخرى أنه مكون مصطنع يعاني من نفور مجتمعي، وأن تجربته السياسية قابلة للانقراض.
ويقول لهم "ودع التهيؤات" ، وأن توجهات دولية جارية لتجفيف موارده بالاتجاه بحركة الملاحة إلى الحديدة، وجزم بعضهم أن البواخر على ميناء الحديدة طوابير وأن الحصار على ميناء عدن، وهذا اتهام للمملكة بأنها تحاصر ميناء عدن وتفتح ميناء الحديدة للحوثي ما يطعن في شرعية حربها، لكنهم يقولون ويكتبون ويشيعون ويكذبون كما يخبرهم "ودع التهيؤات".

منذ إشهار الانتقالي وهم يكذبون حتى صدقوا كذبتهم بان الإمارات أسسته، والحقيقة أن الإمارات تعاملت مع قوى حية أسست الانتقالي ولم تتعامل  مع خردة سياسية وحزبية ظلت في انسحابات تكتيكية طيلة سنوات الحرب، بل يؤكدون أن السعودية في طريقها للإجهاز عليه بينما السعودية ليست موظفة لتحقيق أماني "ضاربي ودع التهيؤات" فهي لم تفاوض مع أي مكون في الساحة الجنوبية إلا الانتقالي.
 
فهل فاوضته لأنه مجرد صنيعة ستنهيه وقت ما تشاء أم أنه حقيقة سياسية وعسكرية على الأرض.
هل وقعت اتفاق الرياض وهو طرف رئيس فيه لأنه مجرد صنيعة!
 لا يعتقد أحد أن السعودية في مستوى من الغفلة السياسية حتى تقوم بذلك بل قامت به على حسابات على الواقع ولن تقوم المملكة بالعبث في المعادلة في عدن لأنها تدرك خطورة ذلك إلا عند "ضاربي الودع" .

يستندون في تهيؤاتهم الحالية على عاملين:
الأول: قوات درع الوطن وهي قوات لم يصدر عن الانتقالي موقفا يرفضها، ولن يمنعه أحد أن يرفض، فقد رفض غيرها ونفّذ رفضه.
الثاني: حملة الذباب الإلكتروني وهي حملة منافرات في ذلك الفضاء أغلبها منافرات شخصية وكل طرف يجعل من نفسه وصي على الموقف الرسمي.
 أما رسميا فلم يصدر عن المملكة ولا عن الانتقالي ما يؤكد أو يدعم تلك الحملات أو أنه جزء من سياستهما.

لقد راهنوا على العمالقة الجنوبية أنها ضد الجنوب وفشل رهانهم، والآن يراهنون على درع الوطن، وسيفشل رهانهم فهي قوات أقوى،  جسمها جنوبي ولن يرتد ضد الجنوب أبدا مهما قال "الودع لضاربيه".

توقعوا أن الانتقالي سيضج بالصراخ بعد قرار تشكيل قوات درع الوطن لكن صمته وعدم تعليقه بل ثقته بأن تلك القوات لن تكون ضد الجنوب، أشعل صراخهم ودفعهم لتكثيف نشر التسريبات من مطابخهم، علهم يدفعونه للتعليق أو لمهاجمة درع الوطن لكن لم ينجر للهجوم ولم يصدر عنا ما يشفي غليلهم لأنه واثق أن تلك القوات إذا لم تكن دعما لمشروع الجنوب فلن تكون خنجرا في خاصرته
فقليلا من احترام عقول الناس من مروجي الإشاعات الصفراء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى