​مخاوف من انقسام موقف الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بشأن اليمن

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
تتحرك الجهود الدولية والأممية ببطء بالتوازي مع المحادثات الثنائية بين السعودية والحوثيين، في محاولة للوصول إلى اتفاق جديد للهدنة في اليمن، في الوقت الذي جدد فيه الحوثيون تهديداتهم في حال لم تنفذ شروطهم بشأن الملف الإنساني.

وأعلن المبعوث الأممي الخاص هانس جروندبرج، الجمعة، أنه التقى في موسكو وزير الخارجية سيرجي لافروف وعددا من كبار المسؤولين "لمناقشة الدور الهام للمجتمع الدولي ومجلس الأمن في دعم الأطراف اليمنية، للتوصل إلى تسوية مستدامة عن طريق التفاوض"، بحسب بيان مقتضب نشره مكتبه.
من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف إنه "جرى النظر في قضايا التسوية الشاملة للنزاع العسكري السياسي في اليمن، والتأكيد على ضرورة تكثيف الجهود لضمان وقف إطلاق النار بشكل مستدام، وبداية الحوار الوطني الشامل تحت رعاية الأمم المتحدة".

وأفاد بيان مقتضب نشره موقع السفارة الروسية في اليمن بأن "جروندبرج اطَّلع على اتصالات الجانب الروسي مع الممثلين عن مختلف القوى السياسية اليمنية، وأيضا مع الدول الإقليمية، وذلك في إطار تعزيز تطبيع الوضع في اليمن، بما في ذلك حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية المتراكمة".
وتأتي زيارة المبعوث الأممي إلى موسكو بعد تقديم إحاطته إلى مجلس الأمن في جلسة مغلقة الأربعاء الماضي، تبنى خلالها مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 2675 الذي جدد بموجبه نظام العقوبات على اليمن. ومدد القرار، الذي صاغت مسودته بريطانيا، تجميد الأصول وتدابير حظر السفر في البلاد حتى 15 نوفمبر 2023.

وتدور مخاوف من انقسام موقف الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بشأن اليمن، نتيجة حالة الاستقطاب الدولي بعد نحو عام من اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية، وقالت الخارجية البريطانية، في تغريدة على "تويتر"، إن "أعضاء مجلس الأمن متحدون بدعمهم عملية السلام الهشة في اليمن، بدليل تبني المجلس بالإجماع قرار تجديد العقوبات المفروضة على قيادات الحوثيين".

وكان جروندبرج قد اختتم، في 9 فبراير الحالي، جولة شملت كلا من الرياض والعاصمة اليمنية المؤقتة عدن ومسقط، التقى خلالها مسؤولين سعوديين، ومجلس القيادة الرئاسي اليمني، ومسؤولين عُمانيين، بالإضافة إلى وفد الحوثيين التفاوضي المقيم في العاصمة العُمانية التي ترعى المفاوضات بين السعودية وجماعة الحوثي منذ أشهر.
  • الحوثيون يهددون مجددا
وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية المكثفة خلال الشهرين الماضيين، خصوصا في إطار المحادثات الثنائية بين الحوثيين والسعودية، فإنها لم تسفر عن أي اتفاق بشأن تمديد رسمي للهدنة في اليمن، التي ما زالت مستمرة ميدانيا، على الرغم من انتهائها في 2 أكتوبر 2022، إذ لم يحدث أي تصعيد عسكري كبير يهدد مسار المفاوضات الجارية التي تدور خلف الأبواب المغلفة.

لكن زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي أطلق تهديدات للتحالف الذي تقوده السعودية في حال تعثرت المفاوضات، وقال، في كلمة متلفزة الأول من أمس الجمعة: "أوجه التحذير والنصح معا، صبرنا سينفد إن لم تبادروا بالتفاهم الجاد والعملي في الملف الإنساني، يمكن أن ينفد الوقت، ويمكن أن نعود إلى خيارات ضاغطة للحصول على هذا الحق".

وتستمر المحادثات الثنائية بين السعودية والحوثيين بسرية، إذ لا ترد أي معلومات عن مسار تلك المفاوضات منذ أشهر، وفي الوقت نفسه، يسود تفاؤل بقرب الوصول إلى اتفاق في مسار مختلف عن الوساطة الأممية، وبعيدا عن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

ويرى مراقبون أنه في حال وصلت المحادثات بين السعودية والحوثيين إلى تفاهمات، سيكون البند الأول هو إعلان اتفاق جديد لهدنة طويلة الأجل، ومن خلال ذلك، يجرى التمهيد لمفاوضات جديدة لبحث تسوية شاملة للحرب في اليمن، على الرغم من أن الملف أكثر تعقيدا في الواقع.
وبموازاة المفاوضات الثنائية في مسقط، يسعى جروندبرج لحشد الدعم الدولي لجهوده وتأكيد أهمية العمل على تسوية يمنية - يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، وإشراك أكبر قدر من فئات المجتمع اليمني.

وقال سفراء كلّ من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في اليمن، في بيان مشترك الخميس الماضي، إنهم ناقشوا الجهود التي تبذلها السعودية وعُمان نحو حل سلمي عبر المناقشات مع الحوثيين، وأشاروا إلى التنسيق مع المبعوث الأممي، وأكدوا "الدور المحوري للحكومة اليمنية في أي سلام مستدام يمكن تحقيقه في البلاد".

وأكد السفراء "التزامهم بحل سياسي شامل للصراع في اليمن، ودعمهم الكامل للمبعوث الخاص للأمم المتحدة والحكومة اليمنية، والجهود التي تسعى إلى تأسيس محادثات يمنية - يمنية تحت إشراف الأمم المتحدة ووقف إطلاق النار في كل أرجاء البلاد"، وطالبوا الحوثيين بـ"تقديم مصلحة الشعب والانخراط البناء مع جميع الأطراف في جهودهم لتحقيق السلام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى