> «الأيام» غرفة الأخبار:
تتحرك الجهود الدولية والأممية ببطء بالتوازي مع المحادثات الثنائية بين السعودية والحوثيين، في محاولة للوصول إلى اتفاق جديد للهدنة في اليمن، في الوقت الذي جدد فيه الحوثيون تهديداتهم في حال لم تنفذ شروطهم بشأن الملف الإنساني.
من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف إنه "جرى النظر في قضايا التسوية الشاملة للنزاع العسكري السياسي في اليمن، والتأكيد على ضرورة تكثيف الجهود لضمان وقف إطلاق النار بشكل مستدام، وبداية الحوار الوطني الشامل تحت رعاية الأمم المتحدة".
وتأتي زيارة المبعوث الأممي إلى موسكو بعد تقديم إحاطته إلى مجلس الأمن في جلسة مغلقة الأربعاء الماضي، تبنى خلالها مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 2675 الذي جدد بموجبه نظام العقوبات على اليمن. ومدد القرار، الذي صاغت مسودته بريطانيا، تجميد الأصول وتدابير حظر السفر في البلاد حتى 15 نوفمبر 2023.
وتدور مخاوف من انقسام موقف الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بشأن اليمن، نتيجة حالة الاستقطاب الدولي بعد نحو عام من اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية، وقالت الخارجية البريطانية، في تغريدة على "تويتر"، إن "أعضاء مجلس الأمن متحدون بدعمهم عملية السلام الهشة في اليمن، بدليل تبني المجلس بالإجماع قرار تجديد العقوبات المفروضة على قيادات الحوثيين".
- الحوثيون يهددون مجددا
وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية المكثفة خلال الشهرين الماضيين، خصوصا في إطار المحادثات الثنائية بين الحوثيين والسعودية، فإنها لم تسفر عن أي اتفاق بشأن تمديد رسمي للهدنة في اليمن، التي ما زالت مستمرة ميدانيا، على الرغم من انتهائها في 2 أكتوبر 2022، إذ لم يحدث أي تصعيد عسكري كبير يهدد مسار المفاوضات الجارية التي تدور خلف الأبواب المغلفة.
لكن زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي أطلق تهديدات للتحالف الذي تقوده السعودية في حال تعثرت المفاوضات، وقال، في كلمة متلفزة الأول من أمس الجمعة: "أوجه التحذير والنصح معا، صبرنا سينفد إن لم تبادروا بالتفاهم الجاد والعملي في الملف الإنساني، يمكن أن ينفد الوقت، ويمكن أن نعود إلى خيارات ضاغطة للحصول على هذا الحق".
وتستمر المحادثات الثنائية بين السعودية والحوثيين بسرية، إذ لا ترد أي معلومات عن مسار تلك المفاوضات منذ أشهر، وفي الوقت نفسه، يسود تفاؤل بقرب الوصول إلى اتفاق في مسار مختلف عن الوساطة الأممية، وبعيدا عن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
وبموازاة المفاوضات الثنائية في مسقط، يسعى جروندبرج لحشد الدعم الدولي لجهوده وتأكيد أهمية العمل على تسوية يمنية - يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، وإشراك أكبر قدر من فئات المجتمع اليمني.
وقال سفراء كلّ من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في اليمن، في بيان مشترك الخميس الماضي، إنهم ناقشوا الجهود التي تبذلها السعودية وعُمان نحو حل سلمي عبر المناقشات مع الحوثيين، وأشاروا إلى التنسيق مع المبعوث الأممي، وأكدوا "الدور المحوري للحكومة اليمنية في أي سلام مستدام يمكن تحقيقه في البلاد".