مشروع يوظف المواهب الشبابية لتعزيز السلام في المجتمع

> أسامة باناجة:

>
مشروع "فاصلة منقوطة" يفتح آفاق جديدة أمام انخراط الشباب في المجتمع
في ظل الظروف المحيطة بالشباب وعدم وجود مساحة آمنة تحوي مواهبهم وقدراتهم، وشح توفر فرص العمل وشعورهم بالإحباط، حيث إن أغلب الشباب يقضون يومهم بالبحث عن لقمة العيش لإعالة أسرهم وإكمال دراستهم، مما يؤدي ذلك إلى انخراط الشباب بين الجماعات المُسلحة أو الانخراط في الحروب وينتهي طريق البعض بالاكتئاب الحاد والتفكير الدائم بالانتحار، والغرق في الإدمان، ليكون مشروع الشباب الطموح، مشروع فاشل في مثل هذه الظروف، وسعي المجتمع نحو التطور والتنمية منقوص بسبب عدم مشاركة الشباب في دفع عجلة التنمية واستغلال مهاراتهم وقدراتهم ومواهبهم بشكل إيجابي.

وبهدف مواجهة تلك التحديات والصعاب التي تعترض الشباب أقامت مبادرة وتد مشروع "فاصلة منقوطة" مطلع الأسبوع الفائت في قصر سبأ بعدن، والذي يأتي لتدريب 20 شاب/ة على مدى أسبوع على بناء السلام وتحويل النزاعات - مهارات التطوع - وإخراج الأفلام القصيرة.

ويتضمن المشروع معرض أفلام قصيرة تهدف لتعزيز السلام، ومعرض رسومات تهدف إلى السلام وفقرات تحدث من قبل مؤثرين حول احتياجات الشباب/ات للسلام وكيف يتم توظيف الفن من أجل السلام، وأهمية مشاركة الشباب والشابات في المشاركات الاجتماعية وأهمية توظيف مهاراتهم ومواهبهم في المساهمة في إحلال السلام ودعم جهود السلام في المجتمع.

مشروع "فاصلة منقوطة" يفتح آفاق جديدة أمام انخراط الشباب في المجتمع
مشروع "فاصلة منقوطة" يفتح آفاق جديدة أمام انخراط الشباب في المجتمع

قام بصناعة وإخراج الأفلام القصيرة والرسومات التي تناقش السلام من وجهة نظر فنية شباب وشابات موهوبين بالرسم وكتابة السيناريو المسرحي، ومصورين فوتوغرافين ومخرجي أفلام.

وأشار داؤود الجُبري، الإداري في مبادرة وتد، قائلا: إن المجتمع في أمس الحاجة للسلام وهذا الداعي الذي جعلنا نقوم بمشروع يوظف الفن من أجل السلام، وكان مخرج التدريب فوق المتوقع حيث قام الشباب والشابات المشاركين في البرنامج التدريبي باستثمار الموارد المُتاحة وبأقل الإمكانيات بسبب رغبتهم الماسة وشعورهم بالحاجة لتسليط الضوء على أهمية الفن في السلام لهذا قاموا بصناعة فيلم "بناء" وفيلم "قاسم" ورسم لوحات مُعبرة عن السلام.

بدورها قالت يُسر صادق، عضوة في مبادرة وتد ومنسقة مشروع فاصلة منقوطة: إن وتد مبادرة شبابية تعمل على تعزيز السلام لمجتمعي وتماسكه وفاصلة منقوطة "مشروع يعمل على تعزيز الدور الشباب في مجال الفن وتشجعيهم لإيصال أفكارهم وتطلعاتهم في السلام، وهو قائم على جهود الشباب/ات الذين شاركوا في البرنامج التدريبي، وكل الرسومات والفقرات الفنية الغنائية والأفلام القصيرة التي تم عرضها كان من عمل الشباب الموهوبين والفنانين في مشروع فاصلة منقوطة".

الشباب ومواهبهم طريق السلام
الشباب ومواهبهم طريق السلام

وقالت الاستشارية نبأ علي، مُتحدثة في أحد فقرات المعرض: الشباب اليوم يستطيعون إيجاد السلام في وسط زوبعة العنف وذلك لحاجتهم للشعور بالأمان وتطلعاتهم التنموية التي تحاكي أعمالهم الإبداعية ومبادراتهم النوعية.

وأشار محمد أنيس وهو أحد المصورين لفيلم بناء وهو أيضا مصور أفلام قصيرة وناشط شبابي، قائلا: إن فيلم بناء حاكى أوجه معاناة الشباب وحياتهم اليومية في البحث عن السلام، وسلطنا الضوء على الفجوة بين المأمول والواقع في ظروفنا الحالية، وكيف سنستطيع خلق سلام نفسي من أبسط الممارسات اليومية.


وقالت نهى نديم وهي أحد الرسامات في المعرض: إن هذه أول مرة أشعر بأني أرسم لأجل السلام والآن أنا أستطيع معرفة قيمة موهبتي وقدرتي على إيجاد سلام.

وأشارت أيضا المصورة مرام أحمد وهي أحد المصورات لفيلم قاسم، قائلة: لقد صنعنا دمية قاسم بحب كبير، وتم كتابة سيناريو الحوار بشكل يصل لجميع فئات المجتمع، عملنا بحب كبير جدا وعرفنا أن كُل شيء إذا استثمرناه بإيجابية تكون النتيجة الحتمية له.. سلام.


وقال عبدالعزيز التميمي، وهو أحد المشاركين في التعليق الصوتي في الأفلام القصيرة في معرض فاصلة منقوطة: نحن في جوهرنا سلام دفنته الحروب والأزمات، ونحتاج لمثل هذه الأنشطة الشبابية لإزالة الغبار عن سلامنا النفسي الذي يُعكس في الفن دائما.

بدورها، أوضحت أمنية عبدالحكيم وهي ضمن فريق التسويق والترويج للمعرض وإحدى المشاركات، قائلة: لقد لاحظنا اندفاع الناس للتسجيل في استمارة الحضور، وهذا إن دل فهو يدل على حُب الناس للأعمال الفنية والفن، وأنه لايزال أثر الفن باقي في نفوس الناس، وهذا ما يشدنا نحو إقامة مشروع مثل هذا مستقبلا.


وختاما، قال معد عزيز رئيس مؤسسة سياب للتنمية المستدامة وهو أحد الحاضرين في المعرض: الفعالية كانت جميلة للغاية خصوصا أنها تحدثت عن الفن والسلام، حقيقةً عدن تفتقر لمثل هذه الأنشطة الشبابية التي تستهدف الفن، وفكرة المعرض كانت رائعة حيث إنهم ربطوا الفن بالسلام بطريقة نوعية تلامس المجتمع، والشباب/ت كانوا مبدعين للغاية في مجالاتهم في المعرض، وأشار على أن الشباب رُغما عن سوء الظروف وأحوال البلاد إلا أنهم لايزالون يمتلكون فن وإبداع، وهذا ظهر من بداية اختيار اسم المعرض إلى ختام آخر فقرة فيه.

وأشار إلى أن المجتمع اكتفى من التدخلات والأعمال الروتينية التي ليس لها أثر ملموس، منوها ضرورة توجه منظمات المجتمع المدني إلى هكذا فعاليات وذلك كونها تلامس المجتمع بشكل أكبر وتسمح بإيجاد مساحة كافية لـ "احتواء مبادرة الشباب في إحلال السلام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى