غارات إسرائيلية على غزة غداة عملية عسكرية دامية في نابلس

> "الأيام" وكالات

> ​يشهد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي توترات متلاحقة خلال الأسابيع الأخيرة، كان أحدثها شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي فجر الخميس غارات على عدد من المواقع التابعة لحركة حماس في قطاع غزة بعيد إطلاق صواريخ من القطاع باتجاه الدولة العبرية.

وجاء هذا القصف غداة مقتل 11 فلسطينيا في اشتباك بالضفة الغربية مع القوات الإسرائيلية، وسط أنباء عن إلغاء السلطة الفلسطينية محادثاتها مع إسرائيل بسبب عملية نابلس.   

واستهدفت الطائرات بعدد من الصواريخ موقع بدر التابع لكتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحماس، قرب مخيّم الشاطئ في شمال غرب غزة. كما قصفت موقعا آخر في وسط القطاع.

وسبق الغارات الاسرائيلية بساعتين تقريبا، إطلاق ثمانية صواريخ من قطاع غزة باتجاه المناطق الإسرائيلية المحاذية للقطاع، بحسب شهود عيان.

وقال مصدر في حركة الجهاد الإسلامي إن عناصر حركته "أطلقوا رشقة صواريخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة ردا على مجزرة نابلس" في شمال الضفة الغربية حيث قتل 11 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي خلال عملية عسكرية الأربعاء.

وفي بيان قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب إن "ما قامت به المقاومة هو رسائل تحذير ونذير للاحتلال بأن تكف عن أبناء شعبنا وتوقف عدوانها".

وقُتل 11 فلسطينياً بينهم فتى، وأصيب أكثر من ثمانين آخرين بالرصاص الحيّ في عملية نفّذها الجيش الإسرائيلي الأربعاء في مدينة نابلس بشمال الضفّة الغربية المحتلّة.

وأُطلقت صواريخ عدّة فجر الخميس من غزّة باتّجاه إسرائيل، بحسب ما أفاد شهود في القطاع الفلسطيني والجيش الإسرائيلي.

وأكّدت أجهزة الإسعاف الإسرائيلية أنّه لم يسجّل سقوط أيّ إصابة من جراء هذا القصف الذي دوّت بسببه، قرابة الساعة الرابعة فجراً (02:00 ت غ)، صفّارات الإنذار في سديروت وعسقلان، المدينتين الواقعتين في جنوب الدولة العبرية قرب قطاع غزة.

وفي القطاع الفلسطيني المحاصر قال شهود عيان لوكالة فرانس برس إنّ ما لا يقلّ عن ثمانية صواريخ أطلقت باتّجاه الدولة العبرية.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنّه رصد إطلاق ستّة صواريخ من القطاع، خمسة منها اعترضتها منظومة القبّة الحديدية للدفاع الجوي في حين سقط الصاروخ السادس في منطقة غير مأهولة.

ويأتي هذا القصف غداة عملية عسكرية نفّذها الجيش الإسرائيلي في مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية المحتلة وقتل خلال 11 فلسطينياً وأصاب أكثر من 80 آخرين بالرصاص الحيّ، بحسب وزارة الصحّة الفلسطينية.

وأكد الجيش الإسرائيلي تنفيذ عملية في نابلس، قائلا في بيان إن قواته ردت بإطلاق النار بعد تعرضها لوابل من الرصاص في أثناء محاولتها اعتقال مسلحين يشتبه في تخطيطهم لشن هجمات قريبا. وأضاف أنه لم تقع إصابات في صفوف القوات.

وعملية التوغّل الإسرائيلية هذه هي الأكثر دموية في الضفّة الغربية المحتلة منذ 2005.

وفي أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة إنّ إسرائيل ارتكبت "جريمة كبرى بحق الشعب الفلسطيني، ولذلك من واجبنا كقوى مقاومة أن نردّ على هذه الجريمة دون تردّد".

وذكرت مصادر فلسطينية أن القياديين التابعين لحركة الجهاد لقيا حتفهما في الاشتباك إلى جانب مسلح آخر. ومن بين القتلى أيضا أربعة مدنيين على الأقل، أحدهم رجل عمره 72 عاما وفتى عمره 14 عاما. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن رجلا يبلغ من العمر 66 عاما أصيب باختناق خلال المداهمة ولفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى في وقت لاحق.

وأبدت الولايات المتحدة قلقا بالغا من مستويات العنف في إسرائيل والضفة الغربية وقالت إنها تخشى أن تؤدي المداهمة التي شنتها القوات الإسرائيلية هناك إلى انتكاسة الجهود المبذولة لاستعادة الهدوء.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في مؤتمر صحافي إن واشنطن تتفهم المخاوف الأمنية لإسرائيل لكنها قلقة للغاية بسبب العدد الكبير من الإصابات والقتلى المدنيين.

وتشهد مدينتا نابلس وجنين القريبة منها مداهمات متكررة كثفتها إسرائيل على مدار العام الماضي في أعقاب موجة من الهجمات التي شنها فلسطينيون في مدنها وأسفرت عن سقوط قتلى.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 62 فلسطينيا، بينهم مسلحون ومدنيون، قُتلوا منذ بداية العام الجاري. وأفادت وزارة الخارجية الإسرائيلية بمقتل عشرة إسرائيليين وسائحة أوكرانية في هجمات فلسطينية خلال الفترة نفسها.

وندد نبيل أبوردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالجريمة "التي ارتكبتها قوات الاحتلال في نابلس"، وأكد على أهمية المطلب الخاص بضرورة "تحرك المجتمع الدولي فورا لوقف الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا".

وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية، بأن محادثات كان من المقرر أن تجري بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين كبار، استكمالا لمحادثات جرت السبت الماضي، إلا أنها ألغيت بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في نابلس.

وأشارت القناة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين ونظراءهم في السلطة الفلسطينية "كانوا قد توصلوا بالفعل إلى استنتاجات وتفاهمات لتهدئة الأوضاع قبل حلول شهر رمضان، إلا أن المحادثات توقفت بعد العملية في نابلس" التي وصفها مسؤولو السلطة الفلسطينية بـ"المجزرة".

وقبل أيام، كشف موقع "واللا" الإسرائيلي عن "قناة اتصال سرية بين مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والسلطة الفلسطينية، رغم إعلان الأخيرة وقف التنسيق الأمني بين الجانبين منذ نحو شهر.

وقال الموقع الإسرائيلي إنه "منذ أكثر من شهر تجري محادثات مباشرة بين مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، في محاولة لمنع التصعيد".

وأضاف الموقع نقلا عن مصادر سياسية إسرائيلية أنه "في الأيام القليلة الماضية عقد المسؤولان اجتماعاً لصياغة التفاهمات التي أدت إلى تأجيل التصويت في مجلس الأمن ضد الاستيطان الإسرائيلي، وأن الحكومة الأمريكية على علم بالمحادثات عبر القناة السرية".

وقررت السلطة الفلسطينية، الأربعاء، التوجه لمجلس الأمن لعقد جلسة طارئة بشأن التطورات في الأراضي الفلسطينية، بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة نابلس.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن "القيادة الفلسطينية قررت التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لطلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى