علي حسين طز البيسة والبيسة طزت علي حسين!

> سعيد علي عولقي

> من يعرف علي حسين، هذا من أبناء الزمن الغابر.

لكن علي حسين هذا كان "عجبة" من عجائب ذلك الزمن القديم الغابر.. وشوارع عدن كلها كانت تعرفه بالاسم والرسم والدفتر والقلم

وتعرف عربته(الجاري) الذي كان يدفعه قدامه ويجوب به الشوارع من أدناها إلى أقصاها.. كان الباعة الجوالون سمة من سمات ذلك الزمن البسيط الجميل.. يبيعون كل شيء، يوصلون بضاعتهم إلى أبواب كل البيوت.. حتى الملابس يحملها البزازون - من البز- على ظهورهم، ومعهم المقص والمتر لقياس طلب القماش من الزبائن.. والآيس كريم "الملاي الملاي" في دبته المحمولة على ظهر البائع.. والمصنوع محليا بالكامل.. يتقافز الصبية صبيانا وبنات خلف الباعة في شبه زفة وهم ينشدون: "آيس كريم يا ملاي كل الجهال حبوك.. وهكذا.. والله الله بالطُعامة، وهي ملعقة إضافية فوق البيعة يطلبها كل طفل شاطر وفهيم..

الأستاذ علوي السقاف الإعلامي الكبير بدأ مشواره في الإذاعة بتقديم برنامج الاطفال الخاص: "مع بابا علوي".. وجعل من نشيد أطفال الحواري "آيس كريم يا ملاي.. كل الجهال حبوك" رمزا لبرنامجه، وقام بالتلحين الفنان حسين فقيه، شقيق "حسن فقيه" و"فتحية فقيه" التي عرفت باسم فتحية الصغيرة، وتزوجها الفنان أحمد قاسم فوق زوجته الأولى مريم.. كانت غالبية جذور وبذور وثمار فن كريتر العدني خارجة من حافة القاضي الأثيرة.. وكبير أسرة آل فقيه كلهم الذي تحدثنا به حواديث الحافة ينحدر جذره من مدغشقر الجزيرة الأفريقية الكبرى التي كانت مملكة لها شنة ورنة في الأزمنة الغابرة.. صوت الفقيه الأكبر كان يسمع حين يرفعه ليصل إلى شعب العيدروس، وكلمته مسموعة في الحارة ومكانته فيها لا يشق لها غبار.. كلمني عنه أحد الباقين الكبار مما عرفوا بعائلة "فتة موز".

أما عن الآيسكريم الملاي وبرنامج اطفال بابا علوي الذي يسمعه الكبار مع الصغار فقد كانت شلة الفن في أغنية الرمز من منتجات عبقرية حافة القاضي، حسين فقيه، فتحية، ثم ينشد من الكورس منصر وكريمته صباح، وربما شاركت رجاء باسودان في خطوات الفن الأولى. وهؤلاء كلهم من أبناء حافة القاضي، ثم بدأت أمل بلجون مشوارها الإعلامي صغيرة كذلك..

ويمر الوقت ويمر علي حسين بعربته قدامه ليطز البيسة، أو تطزه.. معه البوك وهو يردد بعلو صوته: "فك البوك يا ابن ابوك.."

ثم يتمتم: إما طزنك البيسة وإلا طزيته!!

سحر عبده حسين المحبب عند الأطفال هو ذلك البوك يا ابن ابوك الذي يخبئ بعده اليانصيب.. فمع "التباتيك المختلفة" التي يبيعها علي حسين كان اليانصيب الذي يديره هو أبرز برامجه.. فأنت لكي تفتح البوك يا ابن ابوك.. لابد أولا أن تدفع البيسة

أو البسيتين أو حتى العانة.. ولكل حاجة دفترها.. كلما فتحت البوك تجي علي صفحة مكتوب فيها الجائزة اللي تربحها وكل واحد هو ونصيبه.. وطبعاً نادراً ما يتجاوز ماتحصل عليه الثمن الذي دفعته في الاساس.. لكنها حرفة الاستاذ علي حسين وعبقريته... وايييررررووه.. ايهيه، حصل له زماطة ما تزمط...

دنيا دواني وما أكثر زماني.. لعب ومرح وأنس وطرب.. ومحد يقول لحد من فين أجيت ولا فين بتروح، زمن طيب، وأهله مطيابين عايشين على الرخص والبساطة والهناء وقناعة النفس، وعدن هي عدن المحروسة بعزها ومحدش فيها ينام من غير عشاء..

ذلك بحق كان هو الزمن الجميل.. بل ذلك كان ما في الزمن من جمال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى