القضايا الوطنية بين مفهومين :الشرعيون و غير الشرعيين ؟

>
لم ينفك عدم التعاطي مع القضية الجنوبية و أحقيتها في التعامل مع الداخل الشمالي تتوسّع دائرته من خلال حالة الرفض المستمر لها. فالقضية الجنوبية لم تكن لتنشأ لولا فضّ الشراكة في العملية السياسية من قبل الشمال حكاما و نخبا سياسية و جهوية قبلية.

وهي تبني منذ اللحظات الأولى لمشروع وحدة سياسية مزعومة لكافة عوامل النجاح فيها مما أفقدها أركانها والتزاماتها وواجباتها . وهي تمتطي الحصان بدون العربة، ولذلك هرول الحصان بالوحدة إلى مآلات غير محمودة العواقب؛ وهاهم اليوم وبعد كل الانقلابات والتفخيخ والتفريخ وشعار (الوحدة أو الموت) مستمرون بغيهم السياسي والمتغول ضد الجنوب الذي أصبح عدوا، أو خلقوا لأنفسهم عدوا لدودا اسمه الجنوب وشعبه، وأن الحقيقة المجردة أنه لا يوجد شيء اسمه الجنوب وليس هناك من الأصل قضية بل هناك خارجون عن سلطة الدولة ... !! والشرعية ..!! و السيادة اليمنية!!.

وإني لم أجد بدا من أن لا أستغرب حقيقة ما يجري، فالأجواء السائدة و المعتقد اليمني لم يتغير ليس لأنه ثابت بالعكس وهو الصحيح، أننا أمام ثلة من جماعة سياسية معطلة معرقلة متهاوية تلفظ أنفاسها وهي تحاول البحث لها عن مجال للنجاة ولكن بإغراق الجنوب في الوحل، الذي هم أصلا وقعوا فيه منذ سنوات ويحاولون عبثا إعادة إحيائه من جديد، لرسم ملامح خارطة جديدة عبر مواقف و تصريحات غير دقيقة و مسارات لم تعد مقبولة بالنسبة لهم، لأنها ببساطة تقضي على طموحاتهم السياسية و النفوذ المالي و الاقتصادي الذي عملوا على تشييده لعقود ثلاثة. وعليه، فعندما أسمع أو أثناء مشاهدتي و متابعتي لعدد من المقابلات التليفزيونية، آخرها، إحدى القنوات والتي تم استضافة كل من نجيب غلاب وكيل وزارة الإعلام، المتحيزة والناطقةباسم تلك الثلة "الشرعية المعترف بها"، والتي دوخونا بها ليل نهار، ومن عدن الأستاذ يحي غالب الشعيبي القيادي في الحراك الجنوبي عضو وحدة شؤون المفاوضات ، فإني لا أستغرب حقا رده على أباطيل حملت نفس العقلية والنمط والنزعة نحو تأبط الشر وإظهار الجنوب وكأنه خارج عن القانون و السيادة اليمنية.

انظروا للتعامل الشمالي مع الجنوب وغطرسته المستمر في منواله وأفعاله منذ فض الشراكة عام 1994م. التزامات بالية وأخرى جديدة و ما زال الشماليون على النقيض من كل ذلك، رافضين عاكفين على النيل من الجنوب وشعبه وقضيته العادلة عبر سحق المشروعية التي يتشدقون بها. لذلك، لم يكن مستغربا من الأستاذ المحامي يحي غالب أن يكون رده قويا، وهو ما استهجنه وكيل وزارة الإعلام نجيب غلاب، بل كان أمرا مطلوبا ومن الطبيعي أن يكون كذلك .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى