أبوه سلطان وأخوه سلطان وكان وليًا لعهد حكم السلطنة العبدلية

> هو الأمير أحمد بن فضل بن علي بن محسن العبدلي المعروف بالقمندان، حين رجع من الأستانة، الباب العالي في إسطنبول(القسطنطينية سابقا)حيث تلقى علومه العسكرية، عينه السلطان قائدا لجيش السلطنة العبدلية في لحج، و قمندان بمعنى Commander والتصق به هذا الاسم طوال حياته، وحتى بعد مماته.

لكن العسكرية لم تكن هاجسه الوحيد مع أنه يبلي بها أحسن البلاء، ويخضع أعداء سلطنة أسرته لحكم عبدلي الحوطة، وكما عُرف من سيرته العطرة، كان كذلك عالمًا بشؤون الزراعة والفلاحة، وصانع مجد شامخ للتربية والتعليم، وكذلك كان فقيها في الدين، تقيًا ورعًا عابدًا مؤمنًا بقلبه وبعقله، لا تعتمد قط، ولا تنتمي للعسقلاني ولا الهيثمي، ولا البخاري ولا مسلم. فالعقل عنده فصل الخطاب.

أما مجال الأدب والفن، الشعر والطرب والغناء. فقد كان بحر بحوره التي أحسن الغوص فيها، راج كلام يجرحه ويذم رعايته وتطويره للفنون والطرب والغناء، وصدرت فتاوى بتحريم العزف والطرب والعود والربابة، فرد الحجة بكتيب اسمه، "فصل الخطاب في إباحة العود والرباب".. طبع وصدر عن دار فتاة الجزيرة بكريتر عدن. قد لفت انغماسه في الشعر والطرب نظر أبيه وأخيه، ونبهاه إلى الالتفات لشؤون السلطنة، التي سيرث عرشها يوما. قال: أنا الآن سلطان مملكتي التي تدوم إلى الأبد.. فبعد أكثر من مئة سنة من اليوم، وربما مئات أخرى تالية سوف أنفق بفني حتى وأنا في قبري على مئات الأسر التي ستتغنى بطربي.

حكى لي الأستاذ الكبير فضل عوزر، ابن الحوطة ورئيس تحرير جريدة صوت الشعب، هناك أحاديث طويلة تكاد تلامس الأساطير حين انظم في أخريات عمره للعمل معنا في صحيفة ومؤسسة 14اكتوبر اليومية.

اُتهم القمندان وقتها بنزعة انفصالية في اليمن حتى حين كذب قول المؤرخ العرشي، بأن أصول العبادل ترجع لأرحب في شمال اليمن، وقال- والقمندان مؤرخ كذلك - أن العبادل في أصولهم يرجعون إلى قبائل في يافع منذ القدم.. ويؤكد هواه في الانتساب جنوبا في كثير من أشعاره.. فهو يقول:

غن ياهادي نشيد أهل الوطن

غن صوت الدان

ما علينا من غناء صنعاء اليمن

غصن من عفيان

كذلك يؤكد القمندان مقولته بالقول:

هل أعجبك يوم في شعري غزير المعاني

وذقت ترتيل آياتي وشاقك بياني

وهل تأملت يا لحجي كتاب الأغاني؟

ولا أنا قط صنعاني ولا أصفهاني

وثار جدل اتهام القمندان بالتعصب المناطقي، وأنكر أي روابط باليمن، لكن الأستاذ عمر الجاوي، الذي أفنى عمره كله في الدعوة للوحدة اليمنية، أنكر ذلك على القمندان، وقال إنه مجرد تعصب لفنه وملكته الشعرية.

وعمر الجاوي هو سيد دعاة وحدة اليمن وكبيرهم.. وقد قدم في إذاعة عدن -مع الأستاذ جمال الخطيب- مسلسلا من 30 حلقة في رمضان عن حياة الأمير الشاعر الفنان أحمد فضل بن علي محسن القمندان.

رحمهم الله جميعًا.. ورحم معهم الوحدة اليمنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى